على مر العقود الأربعة الأخيرة، تحول هاري فاين Harry Fane إلى المرجع الأول للساعات والجواهر عتيقة الطراز التي تحمل توقيع دار كارتييه، والتي يبيعها في معرضه الخاص أوبسيديان Obsidian الكائن في حي مايفير بلندن. بدأ فاين مسيرته المهنية في دار سوذبيز بلندن ولوس أنجليس ونيويورك قبل أن ينطلق في مشروعه الخاص لبيع الأعمال الفنية الأمريكية ويركز في نهاية المطاف على الفرائد الصغيرة القابلة للجمع.
هل تبحث عن ساعة من طراز Crash المنشود من كارتييه؟ اعلم إذًا أن فاين باع النموذج الأخير ضمن 20 نموذجًا فقط في سلسلة هذا الطراز بالغة الندرة الخاصة بلندن، لكنه يشتهر ببراعته في تقفي أثر طُرز أخرى نادرة بالقدر نفسه. وإذا كنت تبحث عن السبيل إلى إصلاح الآلية الدقيقة لساعة كارتييه من طراز Cartier Mystery، فإنك قد تجد ضالتك عند فاين الذي استعاد فريقه العديد من هذه الساعات عبر السنين. بل إن علاقة عمل وطيدة جمعته بمتحف كارتييه، كما أنه انخرط مؤخرًا في نقاشات مع كبار مديري الدار حول إعادة طرح طراز من الماضي.
يقول فاين: "عندما أعادوا طرح طراز Cintrée، كنت منخرطًا إلى حد كبير في هذا المسار".
ما هو نظامك التدريبي وكم مرة تتبعه؟
كنت أعتقد أني أجري مثل غزال كل صباح من حول متنزّه هايد بارك. لكن امرأة زارتني منذ مدة في مكتبي قالت لي: "أنا أعرفك. أصادفك تمشي في هايد بارك".
ما هي التطبيقات التي تستخدمها في غالب الأحيان؟
أستخدم على الأرجح مختلف التطبيقات الخاصة بالمزادات والقطع الأثرية، مثل تطبيقي كريستيز وسوذبيز. إذا كنت على علاقة وطيدة بدور المزادات، فإنك ستحظى برعاية مميزة. أما إذا كنت شخصًا مجهولًا يتصل للحصول على معلومات، فإن مهمتك شاقة مثل الضياع في الأدغال. لم يسبق أن كانت عبارة "مسؤولية إثبات الصدقية تقع على المشتري" جلية في الواقع بقدر ما هي عليه اليوم. فعمليات الاحتيال باتت شائعة كثيرًا.
Dylan Thomas
ما الذي تستخدمه ولا يزال يعمل بنظام التقنية التناظرية؟
مطالعة الكتب، وآخر مؤلفات قرأتها هي The House of Fragile Things لجيمس ماكولي، وLetters to Camondo لإدموند دي وال، ومذكرات Henry “Chips” Channon. شانون رجل أمريكي كان يعيش في إنكلترا في عشرينيات القرن الفائت وثلاثينياته، وهو كاتب مفكرات مذهل، وكتابه أشبه بوجبة أرستقراطية. إن صفحاته الكثيرة زاخرة بقصص الحياة الأرستقراطية البريطانية. وكنت قد قرأت قبل ذلك كتاب Fall الذي تناول مؤلفه جون بريستون حياة روبرت ماكسويل، عملاق الصحافة البريطانية، وكتاب When Paris Sizzled لماري ماكوليف، والذي يناسب ذائقتي تمامًا لأنه يتناول الحياة في باريس في عشرينيات القرن الفائت.
أي ملابس ترتدي في غالب الأحيان؟
البدلات ورابطات العنق. كنت من قبل أطلب ملابسي كلها من محترفات الحائكين، ولا أنكر أني زبون صعب. عندما يعرف أي حائك اليوم بحضوري إلى البلدة، يسارع إلى إقفال مصراعي بابه مخافة أن أحاول دخول محترفه.
من أين تبتاع ملابسك؟
أفضل حائك في لندن هو جون بيرس في شارع ميرد. إنه يخيط ملابس الجميع، بمن فيهم بول ماكارتني.
Dylan Thomas
ما هو طراز الساعة التي تزين معصمك الآن؟ وكم ساعة تمتلك؟
أزيّن معصمي بساعة من طراز Cartier Paris Tank Normale من عام 1924. أمتلك أيضًا نموذجًا من ساعة Rolex “Pepsi” GMT-Master ترجع إلى عام 1970 وأرتديها عندما أمارس الجري في محيط متنزه هايد بارك. يكفيني هاتان الساعتان.
ما هي أحدث قطعة أضفتها إلى مقتنياتك؟
سوار مرصع بالألماس من كارتييه ابتُكر في لندن في ثلاثينيات القرن الفائت. يزدان هذا السوار العريض بألماسات مختلفة الأحجام والقطع، ويشكل مثالًا مذهلًا عن مستوى الإتقان المميز للمصممين والحرفيين في كارتييه لندن. كما أني استحوذت مؤخرًا على مشبك في هيئة زهرة مرصّع أيضًا بأحجار كريمة مختلفة ويحمل أيضًا توقيع كارتييه لندن، لكنه يرجع إلى خمسينيات القرن الفائت. يزهو المشبك بتصميم بديع وحيوي إلى حد أنه يستأثر بالأنظار.
وأحدث قطعة ندمت على عدم شرائها؟
في عالمي، يبتاع المرء ما يقدر عليه ولا جدوى من الندم على ما لا يشتريه. يحدث أحيانًا أن أعيد النظر في بعض الأمور خلال ممارستي مهنتي وأقول "لا بد أني كنت مجنونًا". لكني أعتقد ألا جدوى من تبني سلوك انفعالي.
من هو التاجر الذي تتعامل معه وما هي القطع التي يوفّرها لك؟
أتعامل مع عدد لا بأس به من التجار، ولا أرى جدوى في تسميتهم لأن أولئك الذين سأغفل أسماءهم هم الذين سيشعرون بالاستياء. لكن ثمة ثلاثة عوامل يجدر بكل شخص أن يحرص على توافرها في التجار: المعرفة، والنظرة الثاقبة، والصدق. أعتقد أن المال لوّث في أيامنا هذا عالم الفنون. بات الناس يعرفون عن الجانب المالي أكثر مما يعرفون عن الإبداع الفني في أي عمل. وهذا أمر محزن.
Dylan Thomas
إذا تأنت لك الفرصة لاكتساب مهارة جديدة، فماذا تختار؟
اللغات، فأي لغة غير الإنكليزية تطرح مهمة شاقة لي، أود تعلم اللغة الهندية لأعرف ما يقوله تجار الألماس في الهند.
ما هو الطبق الذي تبرع حقيقة في إعداده؟
إذا قلت إني بارع جدًا في المطبخ، فإن أولادي قد يطلقون النار عليّ. لكن الطبق الذي أبرع حقيقة في إعداده هو الفاصوليا المخبوزة مع الخبز المحمّص الخاص بي والذي أصفه بالمحروق طبيعيًا.
ما هي المطاعم التي تواظب على زيارتها في لندن، ونيويورك، ولوس أنجليس؟
لا أزور لوس أنجليس أبدًا. أما في نيويورك، فعادة ما يجري اصطحابي إلى مطاعم رائعة لكني لا أتذكر أسماءها. في لندن، الأماكن المفضلة عندي هي تلك التابعة لمجموعة روبن بيرلي، على غرار نادي أوسوالدز Oswald’s ونادي هيرتفورد ستريت Hertford Street.
ما هو فندقك المفضل؟
فندق Sukhothai في بانكوك، وفندق Imperial في دلهي.
Dylan Thomas
ما هو حيُّك المفضل في مدينتك المفضلة؟
حي مايفير في لندن لأني أعرف كل زاوية، وشارع، ومتجر ومطعم هناك.
ما هي النصيحة التي تمنيت لو أخذت بها؟
لا تضحي باليوم ندمًا على الأمس أو خوفًا من الغد.
من هو مرشدك؟
الحياة هي مرشدي لأن أحدًا لا يعطيك دروسًا أكبر، لكن زوجتي الذكية مرشدتي أيضًا لأنها تتقن فن تحويل الأضواء عن الماضي والحفاظ على الدرب إلى المستقبل منيرًا.
من أكثر من يحظى بتقديرك؟
امرأة هندية في الثمانين من عمرها تقريبًا اسمها ريتا ديفي. أسست جمعية Ila Trust وفي كل عام ترعى من خلالها نحو 60 ألف شخص من الفقراء والمعوزين في الهند. إنها سيدة رائعة وعملت عن كثب مع الأم تيريزا.
إذا سنحت لك الفرصة للبقاء في سنّ معينة، فأي عمر تختار؟
لكل عمر منافع مختلفة. في العادة، يتمنى المرء أن يعود بالزمن إلى الحادية والعشرين من العمر، لكني لا أرغب في تكرار مآسي تلك السن. أنا راض عن عمري الآن، وإن كنت لا أمانع من التحلي بالخصال التي كنت أمتلكها في الحادية والعشرين من العمر.
ما أكثر ما يخيفك؟
أخشى أن أموت في حادث تحطم طائرة.
ما هو آخر عرض حضرته؟
أقصد المسرح، لكني لا أحب حفلات الروك. آخر فنانة رأيت عرضًا لها كانت جو، جو لو. ما هو اسمها؟ (يقصد المغنية جاي لو). شاهدت عرضًا لها في لندن.
إلى أي فنان تميل أكثر، ديفيد بوي أم بوب ديلان؟
أفضل بوي.