بالرغم من اجتياح مجموعات الحركة التي تعمل بنظام هجين صناعة السيارات، والاعتماد المتزايد على أنظمة الدفع الرباعي، وإطلاق أول سيارة بمحرك V-6 من ست أسطوانات معدّة للقيادة على الطرقات، فإن جوهر علامة فيراري، في تاريخها الممتد على مدار 73 عامًا، ارتكز على معادلة لا تشيخ: توجيه القوة إلى العجلتين الخلفيتين بوساطة محرك V-12 من اثنتي عشرة أسطوانة يهدر بصوت جهير فيما يحتجب تحت غطاء السيارة. عُرف عن إنزو فيراري أنه عارض إدراج المحركات الوسطية في سياراته لسنوات، وهو قرار أضرّ بجهوده في سباقات السيارات، ولكنه جعل الهواة الأوفياء لفيراري يثمّنون تصميم المحرك الأمامي.

فليبتهج هؤلاء إذًا لأن طراز سيارة فيراري 812 كومبيتيزيوني (Ferrari 812 Competizione) الجديد ومحدود الإصدار باق على العهد.

استُلهم هذا الطراز من سيارات السباق وهو يتّبع نموذج المحرك الأمامي المكوّن من 12 أسطوانة، لكنه يأتي بموازاة ذلك بمجموعة من الحلول المبتكرة لزيادة السرعة.

يعدّ محرك V-12 المكوّن من اثنتي عشرة أسطوانة سعة 6.5 لتر، والذي جُهزت به سيارة فيراري 812 كومبيتيزيوني أقوى محرك في تاريخ فيراري يعمل بنظام سحب طبيعي ومجاز للسير على الطرقات، لا سيّما وأنه يرسل قوة هائلة تساوي 818 حصانًا إلى الإطارات الخلفية.

ما عليك سوى أن تضغط على زر "Engine Start" الأحمر على عجلة القيادة لتختبر بنفسك زمجرة المحرك التي لا تخطئها الأذن، مثلها مثل صوت سنّور وُخز بقضيب حديدي ساخن.

مزايا فيراري 812 كومبيتيزيوني

كشفت قيادة مركبة فيراري 812 كومبيتيزيوني على مضمار الاختبارات "فيورانو" التابع لفيراري عن مجموعة جذابة ورائعة من المزايا، إذ تجمع السيارة بين المحرك التقليدي عالي سرعة الدوران والقدرة الفائقة على المناورة. كما أنها تتخطى المنعطفات بسرعة وثبات عند تجهيزها بخيار الإطارات من طراز Michelin Pilot Sport Cup 2 R.

كما تحفّز أذرع تبديل السرعة المصنوعة من ألياف الكربون والكبيرة الحجم، على التبديل بين تروس السرعة بسلاسة، فيما سرعة دوران المحرّك التي تصل إلى 9,500 دورة/الدقيقة تعِد السائق بالاستمتاع بقوة السيارة وهديرها.

فضلاً عن ذلك، تُعزى كفاءة مزايا الديناميكية الهوائية في سيارة 812 كومبيتيزيوني إلى حذاقة مهندسي فيراري. فكونهم نادرًا ما يثبّتون أجنحة خلفية كبيرة على السيارات المجازة للقيادة على الطرقات، ألهمتهم العقبة المتمثلة في تجنب وضع جناح ضخم على مؤخرة السيارة للإتيان بحل جديد: استبدلوا بالنافذة الخلفية مولدات دوامات من ألياف الكربون متصلة بقطعة صلبة من الألومنيوم المطلي.

تعمل هذه المولدات، التي تتخذ شكل عصيّ الهوكي، على تحويل تدفق الهواء نحو الجناح الخلفي الموسّع، ما يزيد من القوة السفلية دون اللجوء إلى جناح خلفي ضخم. (ولمن يتساءل عن الرؤية نقول إن مرآة الرؤية الخلفية هي في الواقع شاشة عرض رقمية لكاميرا الفيديو المدمجة في زعنفة فوق ظهر السيارة).

تعمل سلسلة من النواشر المعقّدة وفتحات التهوية وتقنيات إدارة تدفق الهواء على تعزيز القوة السفلية والحفاظ على قوة الجر عند حدّها الأدنى فيما تُنكر بلباقة على إنزو فيراري مقولته الشهيرة "إن مزايا الديناميكية الهوائية هي الحل للذين لا يستطيعون صنع المحركات".

أضاف المهندسون أيضًا ميزة ذكية إلى نظام التوجيه بالعجلتين الخلفيتين. فعلاوة على إمكانية توجيهها في اتجاه العجلتين الأماميتين أو في الاتجاه المعاكس، يمكن الآن توجيههما نحو الخارج عند الكبح الشديد لإبقاء الجزء الخلفي من السيارة تحت السيطرة.

وختاما، يبقى أن العامل المحدد لنجاح أي سيارة فيراري هو مدى تكريمها لإرث الحصان الجامح بموازاة المقدرة على مواكبة متطلبات المستقبل. تلتزم سيارة فيراري 812 كومبيتيزيوني بالنواحي الجوهرية لأصلها الجامح – بالرغم من أن التركيز لم ينصبّ على أدائها حصريًا - لكنها التهمت مسار حلبة فيورانو، متخلفة بثانية واحدة فقط عن سيارة SF90 الهجينة المتطورة ذات الدفع الرباعي، وهذا ما يُعد انتصارًا مبهرًا للمعادلة وللغرض الوظيفي.