في عالم صياغة المجوهرات الراقية وهواة جمع الفرائد التي تتوهّج تصاميمها الباذخة بألوان الحجارة النفيسة، قلة هم أولئك الذين لم يسمعوا قط باسم فوّاز غروسي، مصمّم الجواهر اللبناني الأصل الذي أطلق قبل نحو 30 عامًا دار دي غريسوغونو واشتهر لاحقًا بلقب ملك الألماس الأسود بعد أن أعاد في تسعينيات القرن الفائت هذا الحجر إلى الواجهة. منذ ذلك الحين، زيّنت إبداعات غروسي إطلالات الحسان في المناسبات الكبرى، لكنه انفصل في عام 2018 عن دار دي غريسوغونو التي لم تلبث أن أغلقت أبوابها نهائيًا في يناير من عام 2020.

في ديسمبر من العام الفائت، عاد غروسي ليتربّع على عرشه، مطلقًا هذه المرة ابتكاراته العصية على الاستنساخ من خلال علامة تحمل اسمه، ومتجر رئيس افتتحه في ساحة بيركلي بلندن، ثم أتبعه هذه السنة بمتجر صيفي مؤقت في قرية بورتو تشيرفو المشرفة على الواجهة البحرية في سردينيا. أما الثابت الوحيد، فهو الملكة الإبداعية المميزة للمصمم الذي تعكس جواهره ميلاً جليًا إلى المواءمة بين الألوان الزاهية للحجارة والأشكال المتماوجة.

فغروسي لا يسعى إلى إعادة ابتكار نفسه، بل يواصل مسيرة شغف بالتمايز يعيد تكريسها اليوم في مجموعات من الجواهر تُصاغ تفاصيلها بإتقان في محترفه بجنيف. تشهد على ذلك في مجموعة Amber مثلاً تصاميم جريئة صيغت من الكهرمان، الراتنج المتحجر في الأشجار الصنوبرية، لتُعيد إلى الأذهان تفوق غروسي في استخدام مواد غير متوقعة، أو مجموعة Colorissima التي تحتفي بسحر الألوان من خلال مقاربة غير تقليدية للجمع بين الحجارة، مثل المواءمة بين التوباز والزبرجد، أو الياقوت البرتقالي وحجر السترين.

Fawaz Gruosi

وعلى ما ألفناه عبر مسيرة غروسي الإبداعية، عادت ابتكاراته لتشكل خيارًا مفضلاً للنجمات، بدءًا من الممثلة الإنكليزية جودي كومر - التي تألقت في مهرجان البندقية السينمائي في شهر سبتمبر الفائت بقرطين للأذنين وخاتم من فواز غروسي مرصّعة بالعقيق والألماس – وليس انتهاء بالنجمة شارون ستون التي زيّنت إطلالتها خلال العرض الأول لفيلم جيمس بوند الأخير "لا وقت للموت" No Time to Die في موناكو بقرطين ألماسيين وخاتم يتزيّن مركزه بحجر ياقوتي أزرق تحرسه تموّجات من حبيبات الألماس والحجارة الزمردية.