فيما يحتدم النقاش حول سبل التصدي للتحديات البيئية، لا يبدو قطاع اليخوت الفارهة متأخرًا عن مواكبة المساعي الهادفة إلى الحد من الانبعاثات الضارة وخفض تأثيرات البصمة الكربونية للصناعات المختلفة. تتفاوت اليوم الحلول المبتكرة لتحقيق الأهداف المنشودة بين بناء يخوت بمحركات هجينة، محاولة تطوير وقود صديقة للبيئة، وحتى استحداث مفاهيم للعيش على متن اليخوت تستعير عناصر الطبيعة.
كشفت شركة 3deluxe الألمانية في هذا السياق عن مفهوم تصوري ليخت فاره بطول 110 أمتار خالٍ تماما من الانبعاثات الكربونية ويميّزه تصميم داخلي في هيئة حديقة.
مفهوم مبتكر
أزيح الستار عن اليخت الذي يحمل اسم VY-01 للمرة الأولى في معرض موناكو لليخوت لعام 2021 ، وصفته شركة 3deluxe آنذاك بالحديقة العائمة. ولا تأتي هذه التسمية من فراغ، إذ إن اليخت الذي يتوافق في تصميمه مع الفلسفة الموجّهة بالكامل نحو الحفاظ على الطبيعة، يحتضن على متنه بيت دفيئة وحديقة نباتية لزراعة الفواكه والخضراوات، ما قد يتيح للمالكين وضيوفهم تحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى الغذاء، إذا ما أخذنا في الحسبان أيضًا أنهم سيصيدون الأسماك مباشرة من البحر.
طاقة نظيفة
أما على مستوى البناء، فتنوي شركة 3deluxe الحفاظ على المعايير الصديقة للبيئة عند تنفيذ المفهوم التصوري لليخت VY-01 من خلال الاعتماد على مجموعة من مورّدي الفولاذ والألمنيوم في النرويج وألمانيا الذين يستخدمون الطاقة المتجددة في مساراتهم الإنتاجية لخفض الانبعاثات. سيحمل اليخت VY-01 أيضًا على سطحه العلوي ألواحًا شمسية لإنتاج طاقة نظيفة تُستخدم مثلاً لدعم نظام تحلية مياه البحر بغية استخدامها مثلاً لري نباتات الحديقة.
لا يزال اليخت الفاره VY-01 في مرحلة المفهوم التصوري، لكن شركة 3deluxe تؤكد أنه سيعمل بنظام تشغيل صديق للبيئة. على ما أفادت الشركة، سيجري تشغيل اليخت بوساطة نظام خلايا الوقود الهيدروجيني، ونظام دفع كهربائي للإبحار دون التسبب بأي انبعاثات كربونية، أو اهتزازات، أو ضجيج، وصولاً إلى مدى سفر يساوي 3,240 ميلًا بحريًا.
ترف وفخامة
لكن المقاربة التي تراعي متطلبات الحفاظ على البيئة لم تثنِ الشركة عن إثراء يختها بمظاهر الفخامة التي تليق بالنخبة من هواة الإبحار. فقد روعي في تصميم المساحات الداخلية المفتوحة الحفاظ على طابع انسيابي بما يتيح تبديد الحدود الفاصلة بين الأسطح الخارجية، التي تحتضن حوض سباحة مهيبًا وناديًا شاطئيًا متكاملًا، وفسحات العيش الداخلية الغنية بالخضرة والضوء الطبيعي، والتي اعتُمدت فيها تجهيزات مصممة حسب الطلب.
يبقى أن ننتظر تحوّل هذا اليخت الفردوسي، الذي تبعث مساحاته على الأنس والطمأنينة، إلى واقع ملموس يغيّر قواعد اللعبة في عالم اليخوت.