بينينفارينا تطرح مركبة باتيستا الكهربائية بمواصفات خارقة تكشف عن تفوقها في التحول من بناء الهياكل إلى صناعة السيارات.
في السنوات الأخيرة، اضطر صنّاع هياكل السيارات القلائل في أوروبا الذين نجحوا في تحقيق الاستمرارية إلى إعادة تعريف هويّتهم بوصفهم يمثلون شركات صغرى للسيارات، وقد حققوا بذلك نتائج مختلفة. تشمل قائمة هذه الشركات بينينفارينا الإيطالية التي تحظى بأكبر قدر من التقدير في مجال بناء الهياكل الخارجية، والتي تأمل أن تحدد معيار التميز في مجالي التصميم والتنفيذ من خلال علامة أوتوموبيلي بينينفارينا Automobili Pininfarina المتفرّعة عنها والسيارة الخارقة الجديدة باتيستا Battista الكهربائية بالكامل والقادرة على إنتاج قوة تساوي 1,877 حصانًا.
عندما اختبرنا السيارة المكوّنة من مقعدين في صحراء جنوبي كاليفورنيا، لم نتمكن حتى من الاقتراب من حدود قدراتها القصوى. لكن لا بأس في ذلك. فعند الضغط على الدوّاسة في وضع Energica، حيث القوة الحصانية "محددة" عند 1,495 حصانًا فقط، بدأ الأمر أشبه بالانتقال الفوري إلى غايتنا القصوى التالية فيما نختبر بموازاة ذلك تأثيرًا تُحبس له الأنفاس.
أما عند التسارع في وضع Furiosa، الذي يجنّد كل حصان في قوة المركبة، فتخال أن أحدهم ركلك على رقبتك في موضع الضفيرة الشمسية. ولا غرابة في ذلك لأن مصدر مجموعة الحركة في السيارة هو ماتيه ريباك، العبقري في مجال تطوير المركبات الكهربائية، وهي المجموعة نفسها التي تدعم طراز ريماك نيفيرا Rimac Nevera الذي يمثّل السيارة المخصصة للإنتاج على نطاق واسع التي تحمل أسرع معدل للتسارع في العالم.
جُهزت سيارة باتيستا، التي تحمل اسم مؤسس بينينفارينا، والتي يزيد سعرها على مليوني دولار، بمحرك كهربائي عند كل عجلة، وبمجموعة بطاريات بقدرة عالية تساوي 120 كيلو واط/الساعة. تحقق المركبة بالنتيجة أرقامًا يخال المرء أن ثمة خطأ في كتابتها: قوة عزم تساوي نحو 2300 نيوتن متر، وسرعة قصوى قدرها 217 ميلاً/الساعة، وتسارعًا من صفر إلى 60 ميلاً/الساعة في أقل من ثانيتين. يعني ذلك أنها أسرع من النماذج الاختبارية من طُرز الدراجات النارية المشاركة في سباق الجائزة الكبرى MotoGP.
لا تكاد تلتقط أنفاسك بعد اختبار هذا الزخم الهائل، حتى تعود لتحبسها تحت تأثير رشاقة مركبة باتيستا في الانعطاف. فالسيارة توزّع قوة العزم على نحو لم نختبره من قبل، ما يسمح لها بالالتفاف عند قطر أضيق، أو هكذا يخال لنا.
تشكل سيارة باتيستا إنجازًا متمايزًا أيضًا على مستوى اللغة التصميمية للصانع. فالتصميم ذو الخطوط الأنيقة الذي ابتكره لوكا بورغونيو، مدير التصاميم في أوتوموبيلي بينينفارينا، يعكس إبداع الذروة على مستوى توازن الأبعاد ودقة النسب.
إذا ما تأملتها عن كثب، فإنك قد تلاحظ في جزئها الخلفي الخطوط الحسية التي تذكر بطراز فيراري 458. لكن تفاصيل مثل المصابيح بالغة الرقة المجهزة بصمامات ثنائية باعثة للضوء LED في الخلف، والجناح الخلفي الداعم لمزايا الديناميكية الهوائية النشطة، تؤكد أن هذا الوحش فريد من نوعه. تجسد هذه السيارة أول منتج من بينينفارينا في نسختها الجديدة بعد أن تحوّلت إلى صانع سيارات وفنان في آن. لن تبيع الشركة سوى 150 نموذجًا من طراز باتيستا، على أن تبدأ عمليات تسليمها إلى الزبائن في عام 2022.