تثبت سيارة بنتلي كونتيننتال جي تي سبيد Continental GT Speed 2022 أن المركبات الرياضية المجهزة بمحركات من 12 أسطوانة ستظل دومًا تعتمد على البنزين.
بالرغم من أن بنتلي ظلت لوقت طويل تعتمد على الشهرة التي حققتها في حقبة الآرت ديكو من خلال مركبات السباق المجهّزة بمحركات تتميز بالحجم الكبير لأسطواناتها، والتي حققت الفوز مرات عدة في بطولة لومان، إلا أن الشركة البريطانية التي يمتد تاريخها على 102 عام تبدو متحمسة للمضي قدمًا على طريق مستقبلها الكهربائي، لا سيّما وأنها التزمت بناء أسطول من المركبات التي لا تعمل بوقود البنزين في غضون تسع سنوات فقط.
لكن خط إنتاجها الذي يعتمد على البنزين لم يفرغ من المركبات قيد التصنيع بعد. بل إن نسختها الأحدث من طراز كونتيننتال جي تي، المجهزة بمحرك اشتعال داخلي من اثنتي عشرة أسطوانة، والتي تزهو بنقش لشعار Speed (سبيد)، تشكل شهادة صارخة على استمرارية الأساليب القديمة. لكن يبقى السؤال: هل ستبدو سيارة التجوال الفاخرة هذه مهيبة بقدر ما يجدر بها في وقت بات فيه ظهور مركبات بنتلي الهجينة والتي تعمل بطاقة البطاريات وشيكًا؟.
بنتلي كونتيننتال جي تي سبيد.. قوة العزم المهيبة
تتيح الطرقات الخلفية الوعرة في صقلية تسليط الضوء على الأوراق الرابحة التي تمتلكها العلامة منذ أمد طويل فيما يتعلق بقوة العزم المهيبة وانسيابية الرحلة التي تعد بها مركباتها. لكن المفاجأة السارة تتجلى عند الانطلاق بمركبة الكوبيه التي تزن 2.5 طن في محيط قاعدة عسكرية مهجورة تحوّلت مؤقتًا إلى مسار لسباقات "أوتوكروس" الفردية.
فبالرغم من الحجم الضخم للمحرك الذي يحتجب تحت غطاء السيارة، والعناصر العازلة للصوت الكفيلة بأن تحجب حتى أي حفل موسيقي صاخب، إلا أنك تستطيع الالتفاف بالمركبة الفاخرة ذات الأربعة مقاعد عبر الزوايا كأنها سيارة سباق تشارك في بطولة الرالي العالمية. يكفي أن تستخدم يديك بسرعة وتضغط بقوة على الدواسة لتكشف سيارة جي تي سبيد عن شخصيتها المشاكسة، فتلتف وتنزلق عبر المنعطفات برشاقة. تكمّل أيضًا خاصية الثبات المثيرة للانبهار مكابح من ألياف الكربون تُستخدم للمرة الأولى في طراز كونتيننتال.
Mark Fagelson
صحيح أن سيارات الجيل السابق من سيارات Continental GT Supersport كانت تنتج قدرًا أكبر من القوة، إلا أن سيارة بنتلي كونتيننتال جي تي سبيد Continental GT Speed 2022 تُوصف بالطراز الذي يعد بالمستوى الأعلى من القدرات في تاريخ بنتلي. ينتج محرك W-12 المكوّن من اثنتي عشرة أسطوانة سعة ستة لترات، والذي يحتل حجرة فسيحة تحت غطاء السيارة، قوة تساوي 650 حصانًا، وقوة عزم دوران قدرها تقريبًا 900 نيوتن متر. لكن الأهم من ذلك هو الهيكل الداخلي الذي استفاد من تحسينات ملحوظة، بدءًا من أول ترس تفاضلي إلكتروني مانع للانزلاق في المحور الخلفي من بنتلي.
بنتلي كونتيننتال.. خطوط نقية توحي بالقوة
تعمل العناصر الصلبة والأنظمة الإلكترونية في المركبة معًا لتعزيز الثبات وسرعة الاستجابة، يدعمها في ذلك نظام التوجيه الجديد بالعجلات الأربع الذي جرى ضبطه لتقليص قطر الالتفاف عن طريق حرف العجلتين الخلفيتين بمقدار أربع درجات في الاتجاه المعاكس للعجلتين الأماميتين. إنها حتمًا فكرة ذكية.
فضلاً عن ذلك، تعطي إعادة توزيع الوزن في السيارة أفضلية للجزء الخلفي، ما يسمح بتفادي التأثير الجارف غير المستحب الذي ينجم عن النقص في التوجيه، فيما يوفّر نظام التعليق الهوائي الذي أعيدت برمجته مدى أعرض بين الراحة والصلابة بحسب وضع القيادة المختار وتضاريس الطريق.
بغض النظر عن هذه التجهيزات عالية التقنية المستخدمة لتحقيق السرعة، تخلو المركبة الجديدة من الجناح المعوق للهواء ومقاعد ألياف الكربون التي كانت معتمدة في طُرز Supersport السابقة. بدلاً من ذلك، تزهو السيارة بخطوط نقية توحي بالقوة، ومقصورة داخلية تتدثر بجلد ألكانتارا والجلد المدبوغ، وبتفاصيل مختلفة من القشور الخشبية اللامعة إلى الزخارف المشغولة من الألمنيوم، ما يعكس معالم أناقة غير متكلفة تذكر بالحقبة الذهبية لعالم السيارات.
لا تُعد سيارة كونتيننتال جي تي سبيد لعام 2022 سيارة خارقة هائجة بقدر ما تعكس ترجمة مضخمة لمعادلة مركبات التجوال الفاخر المنضطبة. وبالرغم من أنها قد لا تشكل الإصدار الأخير من بنتلي المجهز بمحرك احتراق داخلي، إلا أنها صُممت، بمحركها التقليدي الرشيق عالي الأوكتان، وبنيتها المعدنية المهيبة، لتوصل رسالة مستقبلية بامتياز: ستفتقدونني عندما أندثر.