على مدى السنوات الأربع الماضية، كان المليارديرات في حالة تنقل مستمر.
في عام 2020، كان هناك ارتفاع كبير في عدد الأشخاص الذين ينتقلون إلى أماكن أخرى بسبب تفشي فيروس كوفيد، ولم يكن المليارديرات استثناءً. ووفقًا لتقرير جديد صادر عن المصرف الاستثماري السويسري يو بي إس UBS، الذي يتتبع الثروة بين الأفراد الأكثر ثراءً في العالم، بدأ 176 مليارديرًا في الانتقال بشكل متكرر منذ بداية الجائحة حسبما ذكرت بلومبرغ.
لكن إلى أين يتجهون بالضبط؟ حددت المؤسسة المصرفية منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا باعتبارها الوجهات الأكثر تفضيلاً للمليارديرات، إذ انتقل إليها أولئك الذين تبلغ ثرواتهم الصافية مجتمعة أكثر من 400 مليار دولار، في السنوات الأربع الماضية.
كما صنفت سويسرا والإمارات العربية المتحدة وسنغافورة والولايات المتحدة ضمن أفضل المواقع بسبب برامج الرعاية الصحية والتعليم الخاصة بها.
وأشار التقرير إلى أن "صدمة الجائحة ركزت على الرعاية الصحية من الدرجة الأولى، في حين تقدر الأسر الشابة بشكل متزايد التعليم الممتاز والبيئة الآمنة".
يزداد قلق المليارديرات مع تقدمهم في السن وزيادة أعداد عائلاتهم بشأن جودة الحياة، فضلاً عن أنهم يبحثون عن مناطق تحظى بهياكل قانونية تدعم نقل الثروات.
أما في مناطق العالم التي كانت تشهد أكبر تدفق للسكان فاحشي الثراء، فسجلت أوروبا الشرقية خسارة 29 مليارديرًا بين عامي 2020 و 2024 بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في عام 2022. كما سجلت أمريكا الوسطى والجنوبية وأوقيانوسيا وجنوب شرق آسيا أيضا خسائر صافية.
وأوضح ملياردير أمريكي لمعدّي التقرير أن "الناس ينتقلون إلى مناطق قضائية ليس للحصول على مزايا ضريبية فحسب، ولكن لأسباب تتعلق بالسلامة والظروف السياسية أيضًا"، مضيفًا: "لقد انتقلت منذ بضع سنوات مع عائلتي إلى بلد وولاية ومدينة توفر المزايا التي يسعى إليها معظم الناس.
وما لم يعالج الانقسام السياسي السياسات الفاشلة التي لم تنجح بعد في الحد من الجريمة، والافتقار إلى سيادة القانون والسلامة، فضلاً عن تعزيز المناخ الاقتصادي الذي يطلق العنان للإمكانات، فإنني أخشى أن يستمر هذا التوجّه في المستقبل".
كما وجد تقرير المصرف السويسري أنه في السنوات العشر بين 2015 و2024، ارتفعت الثروة الإجمالية للمليارديرات بنسبة هائلة بلغت 121% على مستوى العالم، من 6.3 تريليون دولار إلى 14 تريليون دولار.
وفي ذلك العقد، ارتفع العدد الفعلي للمليارديرات بنسبة 50% من 1757 فردًا إلى 2682 فردًا. أما الوصول إلى الذروة، فكان في عام 2021 عندما سجل العالم رقماً قياسياً بلغ 2686 مليارديراً.