قد يرى البعض أنّ مهمة تصميم سيارة رياضية فاخرة تتمتع بخطوط خارجية تُحبس لها الأنفاس هي مهمة صعبة للغاية. لكن المهمة الأصعب لمازيراتي تبقى الإتيان بتصميم يحمل إرثها الغني ويعكس تاريخها المجيد من جهة، وينافس في قطاع معتدل الكلفة نسبيًا من جهة أخرى. ولكن يبدو أن هذا الصانع نجح في التصدي لهذه الصعوبات مع سيارة غريكالي Grecale التي تسنّت لنا تجربة قيادتها. 

إنّ الخطوط الخارجية الأنيقة التي تليق بحمل شعار مازيراتي هي أول ما يلفت الأنظار في سيارة غريكالي، وخصوصًا على شبكة التهوية الأمامية الوفية تمام الوفاء للعائلة الإيطالية الفاخرة. وقد سعى فريق التصميم في الشركة الإيطالية لجعل السيارة تبدو عند النظر إليها من الأمام وكأنها نسخة من طراز غران توريزمو Gran Turismo الغني عن التعريف، ولكن في حجم أصغر وارتفاع أعلى، علمًا أنّها تزهو بشبكة تهوية تتناغم بتصميمها مع تصميم المصابيح الأمامية المتطورة.

من الجوانب، وبالإضافة إلى الخطوط الناعمة التي لا تخلو من لمسة توحي بمظهر مفتول العضلات، تبرز فتحات تهوية مازيراتي الشهيرة على الرفارف الأمامية، والتي أصبحت من السمات المميزة لمختلف مركبات الصانع الإيطالي. أما من الخلف، فتبرز المصابيح الخلفية الرفيعة وأنابيب العادم التي تؤكد على شخصية السيارة الرياضية.

تتمتع غريكالي ضمن فئتي GT ومودينا بمحرك يتألف من أربع أسطوانات سعة لترين، مزوّد بشاحن هواء توربيني، وعلبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب تنقل قوة المحرك وعزمه إلى نظام دفع رباعي.

جُهزت سيارة غريكالي من فئة مودينا بمحرك من أربع أسطوانات، معزز بشاحن هواء توربيني، لإنتاج قوة 325 حصانًا.

Maserati © Davide De Martis
جُهزت سيارة غريكالي من فئة مودينا بمحرك من أربع أسطوانات، معزز بشاحن هواء توربيني، لإنتاج قوة 325 حصانًا.

 

ويولد هذا المحرك على متن الفئة القياسية GT قوة 296 حصانًا. أما في الفئة مودينا التي قمنا بتجربتها، وبفضل التعديلات التي جرى تنفيذها على المحرك وعملية إعادة معايرته، فإنه أصبح يولد قوة 325 حصانًا. وفي مقابل هذين الخيارين الميكانيكيين، توفر مازيراتي أيضًا خيارًا أعلى ضمن الفئة تروفيو التي تأتي مجهزة بالمحرك نفسه الذي يجهز الشقيقة الرياضية عالية الأداء MC20، والذي يتألف من ست أسطوانات سعة 3.0 لترات مع حجرة احتراق مزدوجة وشاحن هواء توربيني لإنتاج قوة 523 حصانًا.

على الطريق، بدا واضحًا لنا أنّ للمحرك وعلبة التروس قدرة على توفير تسارع ممتاز وقوة عالية، يلاقيهما في سبيل توفير تجربة قيادة مثيرة نظام تعليق مدروس يوفّر انسيابية ممتازة تجمع بين الراحة وبين مستوى عال من التماسك الذي تشعر بقدرته على ضبط حركة السيارة الديناميكية.

وبما أننا كنا على متن الفئة مودينا Modena مع محرك من أربع أسطوانات كما ذكرنا، فإنّ حضور المحرك داخل المقصورة يبقى في حدوده الدنيا، وهي سمة تنسجم مع الشخصية التي أرادتها مازيراتي لسيارة غريكالي: ينبغي أن تكون سريعة من دون عدوانية (تحقق سرعة قصوى تساوي 240 كيلومترًا في الساعة)، وتوفر جرعات من الإثارة الإيطالية خلال القيادة ولكن ليس على حساب مستويات الراحة والهدوء الضرورية للمسافرين على متنها.   

جُهزت المقصورة الداخلية بشاشة بحجم 12.3 بوصة تقوم بمهمة لوحة العدادات، وشاشة تعمل باللمس في الكونسول الوسطي.

Maserati © Davide De Martis
جُهزت المقصورة الداخلية بشاشة بحجم 12.3 بوصة تقوم بمهمة لوحة العدادات، وشاشة تعمل باللمس في الكونسول الوسطي.

 

أما عند الاقتراب من منعطف ما على سرعة عالية نسبيًا، فتعود جينات الروح الرياضية الخاصة بمازيراتي لتضرب من جديد، من خلال نظام الكبح الإلكتروني الذي يوزّع عزم الكبح بين العجلات تبعًا لظروف القيادة وحالة كل عجلة على حدة، ليؤمن مزيدًا من الأمان ويساعد على ترك السيارة في المسار الذي يرغب به السائق.

تسهم المواد التي تتمتع بجودة عالية، والتي تسيطر على مختلف أنحاء المقصورة، بالتعاون مع التصميم الداخلي الأنيق والتجهيزات عالية التقنية، في رفع مستوى الفخامة في الداخل، إذ يحتوي القسم المقابل للمقاعد الأمامية على شاشة بحجم 12.3 بوصة تقوم بمهمة لوحة العدادات، بالإضافة إلى شاشة بزاويتين تعمل باللمس في الكونسول الوسطي.

ويبلغ حجم الوحدة العلوية منها، والتي تتخذ زاوية 90 درجة تقريبًا 12.3 بوصة وهي مخصصة لمعالجة بيانات نظام المعلومات والترفيه، فيما يحتوي القسم الأسفل من الشاشة الذي يبلغ حجمه 8.8 بوصة، والذي يتخذ زاوية أخرى تسهل عملية التحكم به، على إعدادات نظام التدفئة والتبريد وعناصر تحكم أخرى.

أما في ما يتعلق بالمقاعد، فهي تبدو أنيقة بتصميمها وتوفر احتضانًا جيدًا لأجسام الركاب، فضلاً عن مستويات راحة ملحوظة على ما خبرنا رغم اجتيازنا لمسافة طويلة على متن السيارة. ويتوفر للركاب مساحة تخزين تصل إلى 522 لترًا، إلى جانب إمكانية طي المقاعد الخلفية كهربائيًا لتوفير أرضية تحميل مسطّحة مع حجرة تخزين تحتها.

وإذا ما أخذنا في الحسبان أنّ مازيراتي غريكالي تسجّل أول دخول للصانع الإيطالي في قطاع السيارات المعتدلة التكلفة، فإن تجربتنا لقيادة هذه المركبة تثبت أن التكلفة المعتدلة، التي تساوي 320 ألف ريال سعودي لفئة مودينا (مقابل 299 ألف ريال للفئة GT و370 ألف ريال لفئة القمة تروفيو)، لم تقف عائقًا أمام الحفاظ على إرث العلامة على مستوى الروح الرياضية والأناقة.