من الأمور التي لا تخفى على هواة الساعات الفاخرة أن هذا القطاع قام على أكتاف عدد من الدور العريقة كما قام على أكتاف مجموعة من الصناع المستقلين الذين بادروا إلى طرح أثواب التقليد والمألوف لصالح الابتكار غير المُقيّد.
ولتأكيد ما لهذه الفئة التي يزداد عددها عامًا بعد عام من أهمية، أطلقت علامة لويس فويتون مشروع تعاون أبطاله بعض أشهر الصناع المستقلين، وقد افتتحت هذا البرنامج المتفرد بالتعاون مع محترف أكريفيا، كاشفة عن ساعة LVRR-01 Chronographe à Sonnerie.
يَفصل أكثر من قرن ونصف بين تأسيس العلامتين، غير أن هذا الفارق الزمني لا يُرجح كفة إحداهما على الأخرى. فكلتاهما تلتزمان بأعلى معايير الحرفية، كما تَصبوان إلى ترك بصمة بارزة على قطاع الساعات الفاخرة. وهذا بالضبط ما تُوثقه الساعة الجديدة التي تعكس تأملاً عميقًا في ماهية الوقت، إذ تجمع العديد من التعقيدات الساعاتية في بوتقة واحدة.
صيغت الساعة في علبة من البلاتين بقطر 39.9 ملليمتر، تستحضر إلى الذهن علبة طراز Tambour الشهير من خلال الهيئة الانسيابية، والقرص الشديد الميلان، والعروات المنحوتة المستلهمة من الساعات الرجالية التي راجت منتصف القرن العشرين.
Akrivia
هذا الدمج المتقن بين الرموز المميزة للعلامتين يجد تعبيره أيضًا على التاج والزر الضاغط الخاص بضبط تعقيد الكرونوغراف. وقد تمايز كلاهما بهيئة سباعية الأضلاع، وتشطيبات أنيقة استُحدثت باستخدام تقنية الطَّرق اليدوي التي يشتهر بها مؤسس محترف أكريفيا، ريجيب ريجيبي.
كذلك تفيض الرموز الجمالية للعلامتين على الميناءين، وقد حرص الحرفيون على تناغمها وتناسقها على نحو متوازن.
يحتضن الميناء الأمامي المشغول من البلور الياقوتي الملون مؤشرًا للدقائق مطليًا بالذهب فضلاً عن ستة مكعبات ذهبية مصقولة بطلاء المينا الشفاف. ويحيل هذا الشكل المُكعب إلى عرض الساعات القافزة الذي حصلت من خلاله لويس فويتون على براءة اختراع، مثلما تُحيل الخطوط الذهبية ضمنيًا إلى تقنية الحياكة بالخطوط الصفراء التي تعد سمة بارزة في منتجات العلامة الفرنسية العريقة.
تتكشف تحت الميناء الشفاف مكونات آلية الحركة الزاخرة بزخارف رفيعة مشغولة يدويًا، ولكن أبرز هذه العناصر هو آلية التوربيون التي تستقر عند مؤشر الساعة 6. تُكمل هذه الآلية التي أبدعتها أنامل الصانع ريجيب ريجيبي دورة كل خمس دقائق، وقد تفانى في إخراجها على هيئة تستحضر الكرونوميترات البحرية القديمة من خلال عجلة التوازن المتمايزة بذراعين والأوزان الثمانية.
Akrivia
أما الميناء الخلفي فإنه يلفت الأنظار بطابعه الكلاسيكي الأنيق، إذ يتباهى بلون أبيض مصقول بطلاء المينا باستخدام تقنية الإشعال في الفرن، وهو نتيجةٌ للتعاون بين ريجيب ريجيبي وخبير الطلاء في محترف La Fabrique du Temps Louis Vuitton نيكولاس دوبليل.
يستدعي هذا الميناء إلى الذهن ساعات الجيب المعززة بتعقيد الكرونوغراف والتي تعود إلى القرن التاسع عشر، إذ يتمايز بمقياسين أحدهما للدقائق والآخر للساعات وكلاهما مصقول بطلاء المينا. على أن تصميم الميناء يُحاكي تصميم ساعة اليد الأولى التي أصدرتها لويس فويتون في عام 1988، وهو التفصيل الذي لن يلحظه إلا الضليعون بتاريخ ساعات العلامة.
تنبض ساعة LVRR-01 Chronographe à Sonnerie بآلية حركة ذاتية التعبئة توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 72 ساعة.
لكن الميزة الأبرز في الساعة، وهي الميزة المتضمنة في اسمها، هي تعقيد الكرونوغراف الرنان، الذي لم يسبق أن اتخذ من قبل مثل هذه الهيئة. فمع أن الجمع بين وظيفة قياس الوقت المنقضي وخاصية الرنين لها سابقة تاريخية في ساعات الجيب، إلا أن إدماجها في الساعات المعاصرة يبقى محصورًا في مجموعة محدودة من الإصدارات الفاخرة.
Akrivia
يتعزز تعقيد الكرونوغراف بالرنين الذي يُشير إلى انقضاء دقيقة واحدة، والذي يصدر عن مطرقة فولاذية مصقولة باللون الأسود لحظة التحامها بالجرس الفولاذي الذي يحمل توقيع محترف أكريفيا. ويمكن ضبط هذا التعقيد باستخدام الزر الضاغط المستقر عند مؤشر الساعة 2.
تطلب الجمع المتناغم بين آلية التوربيون وتعقيد الكرونوغراف الرنان مهارات تصميمية وهندسية عالية، على نحو كفل تشغيل مختلف التعقيدات من دون تأثير إحداها على الأخرى.
يبقى أن نشير إلى أن لويس فويتون خصصت لكل نموذج من ساعة LVRR-01 Chronographe à Sonnerie صندوقًا فاخرًا يتباهى بزخارف يدوية مستوحاة من مقاييس الكرونوغراف الظاهرة على الميناء الخلفي، فضلاً عن شعار محترف أكريفيا ورقم النموذج.