فيما يدرك الجميع فضائل البساطة والوزن الخفيف في سيارات السباق، لا تحظى هذه المزايا نفسها بالتقدير عندما يتعلق الأمر بالسيارات الموجهة للقيادة على الطرقات، والتي تتقدّم فيها سهولة القيادة على الأداء الصريح. لكن سيارة لوتس إميرا Lotus Emira  توازن على نحو مبهر بين هاتين الميزتين. 

تُضفي الحَنايا البارزة وفتحات التهوية الجانبية الغائرة هويةً متفردة على سيارة إميرا تجعلها أكثر تمايزًا من سلفها Evora GT، وذلك من دون أن تبدو مزدحمة بالتفاصيل. بل إن أبعادها المثالية التي تحتضن محركًا وسطيًا كفيلة بأن تستثير غيرة مصممي الجيل الثامن من سيارة كورفيت. على مستوى الطرز المنافسة، فهي أقرب إلى سيارة Cayman GTS من بورشه. 

سيارة Lotus Emira

Lotus

قد تُساور المخاوفُ الزبائنَ المحتملين حتى قبل الإمساك بعجلة القيادة، لأن قوة محرك V-6 القابع تحت غطاء سيارة إميرا أقل بقليل من قوة محرك إيفورا. فمع أنه محركٌ بسعة 3.5 لتر، معززٌ بشاحن توربيني خارق، وقادرٌ على إنتاج قوة تساوي 400 حصان، غير أن سرعة دورانه محدودة عند 6,800 دورة في الدقيقة.

سيارة Lotus Emira

Lotus

وقد قِيل إن هذه التغييرات مردُّها التعديلات الطفيفة على صمامات المحرك الذي طورته تويوتا. وبسبب هذه التعديلات أصبحت السيارة أثقل، إذ يصل وزن طراز Emira First Edition، المجهز بناقل حركة يدوي من ست سرعات، إلى 1,452 كيلوغرامًا. وبالنسبة لشركة يرتبط اسمها ارتباطًا وثيقًا بالمركبات الخفيفة (يُعد شعار مؤسسها كولن تشابمان "التبسيط، ثم الخفة" أحد الأقوال الشهيرة في عالم السيارات)، فإن هذه السيارة هي عمليًا مركبة رياضية صغيرة متعددة الاستعمالات، أقلّه على الورق.

سيارة Lotus Emira

Lotus

لكن سرعان ما تتلاشى هذه المخاوف بمجرد انطلاق إميرا على الطرقات، حيث تستجيب سيارة الكوبيه فورًا وبدون إبطاء لتوجيهات السائق بفضل نظام التوجيه الهيدروليكي المثالي والصريح، كما يتعزز ثباتها بسبب القدرة الميكانيكية الهائلة التي تمتاز بها. ويُسجل برنامج القياس عن بعد قوةَ تسارعٍ جانبي تتعدى 1.4 في أحد المنعطفات، المكان الذي يستحضر فيه السائق أثر غياب مقاعد سيارة إيفورا الرياضية المعززة.

وبالرغم من ذلك، يتمايز التصميم الداخلي لسيارة إميرا بتشطيبات مهيبة بمستوى غير مسبوق في سيارات لوتس، منها تفاصيل جذابة مثل الشاشة الشبكية التي تتيح رؤية الوصلات الناقلة عند تغيير السرعات.

سيارة Lotus Emira

Lotus

لهذه السيارة الرياضية البريطانية نواقصها أيضًا، والمثال على ذلك نقطة الاستجابة المنخفضة للقابض وميل محدد سرعة الدوران إلى إعلان نفسه بغتةً. بيد أن هذه النواقص سرعان ما تصبح جزءًا من سحر السيارة، تمامًا على ما هو عليه حال العلامة الشهيرة المبتلاة بالتقلبات.