فيرا لاتر تخلد بعدستها متحف الفنون في لوس أنجليس LACMA
ومقتنياته النفيسة مستخدمة تقنية تصوير من القرون الماضية.
تحضيرًا للمبنى الجديد الخاص بمتحف الفنون في مقاطعة لوس أنجليس Los Angeles County Museum of Art (LACMA) الذي سيشيده المعماري بيتر زومثور، الحائز جائزة بريتزكر، بكلفة 650 مليون دولار، وفّر المتحف التمويل الحكومي والخاص، ووعد بافتتاح مواقع تابعة له لاستقبال جمهور أوسع. كما بدأ المتحف يتهيأ في شتاء هذا العام لهدم أربعة مبان ضمن المجمع الخاص به تعود إلى ستينيات القرن الماضي وثمانينياته. لكن أعمال الهدم لم تبدأ إلا بعد أن أمضت الفنانة فيرا لاتر قرابة سنتين في العمل على تخليد ذكرى هذه المباني والمجموعات الفنية التي احتضنتها.
اعتمدت لاتر على تقنية تشتهر باستخدامها، وتتمثل بتقنية حجرة التصوير المظلمة التي تعود إلى قرون سابقة. في هذه الحالة، استخدمت لاتر غرفة مؤقتة شُيدت من رقائق الخشب، وجُعلت مظلمة بالكامل باستثناء ثقب صغير يسمح بمرور ما يكفي من الضوء لعرض صورة، جرى التقاطها باستخدام ورق حساس للضوء، رأسًا على عقب وفي اتجاه عكسي، على الجدار المقابل. تخلّد صور لاتر بلونيها الأبيض والأسود واجهات المتحف، وصالات العرض التي يحتضنها، ولوحاته الفنية الموقعة بأسماء قدامى الرسامين العظماء، فضلاً عن حديقته التي تحتشد فيها منحوتات رودان. تنتج الفنانة إبداعاتها في هيئة صور سالبة، وفق أسلوب تحميض الأفلام، لتضفي عليها طابعًا تجريديًا لا يُنسى.
" اعتمدت لاتر على تقنية تشتهر باستخدامها، وتتمثل بتقنية حجرة التصوير المظلمة التي تعود إلى قرون سابقة "
سيُعرض هذا المشروع في متحف الفنون في لوس أنجليس بدءًا من 29 مارس آذار الحالي، تزامنًا مع الموعد المتوقع لبدء العمل على مخطط زومثور الذي استغرق تطويره وقتًا طويلاً. أتت لاتر بمثابرتها الخاصة إلى المتحف الشامل. استغرق إنجاز بعض اللقطات شهورًا كثيرة، حتى أن رواد المتحف لم يتركوا أي أثر في الصور، فيما بعض اللقطات الأخرى أنجزت في مدة أقصر. تمكنت لاتر، في رؤيتها للحديقة، من التقاط صورة للرياح تداعب أشجار النخيل التي بدت مموهة بعض الشيء. وعلى الرغم من حساباتها الدقيقة، إلا أنها تقول: «دائمًا ما أحظى بالمفاجآت عندما أرى صوري.»
صورة للوحة «وفاة لوكريشيا» بريشة الفنان لودوفيكو مازانتي من عام 1730،
أنجزتها لاتر بين 10 فبراير شباط و16 مارس آذار من عام 2017.
عند سؤال الفنانة المولودة في ألمانيا، والتي تتخذ من نيويورك مقرًا لها، عن صورتها المفضلة في المشروع، تشير إلى صورة فن المحيط الهادئ, 2: 21 سبتمبر أيلول 2017 - 5 يناير كانون الثاني 2018، التي أعادت خلال العمل عليها ترتيب تحف كثيرة من جزر المحيط الهادئ بما يتناسب مع ذائقتها. وفي هذا تقول: «كنت صاحبة نفوذ على هذا المستوى. لو كانت لي حياة أخرى، لاخترت أن أكون منسقة معارض فنية. أحب إعادة ترتيب هذه القطع الفنية الآسرة مثلما يحلو لي.»
على الرغم من استخدام لاتر حجرة التصوير المزودة بثقب لالتقاط صور للمدن والمطارات والآثار القديمة، إلا أن المتاحف تحمل لها حتمًا دلالة خاصة. وفي هذا تقول: «عندما أُسر بزيارة متحف ما، أشعر بأن الزمن توقف وأنني وحدي مع هذه التحف الفنية. إنه أمر خاص جدًا». تستطرد لاتر قائلة: «أسعى من خلال عملي إلى الاستمرار في هذه التجربة الحميمة والشخصية والهادئة التي أختبرها عند مشاهدة الفنون. أدرك أن عملي ليس بمنزلة التصوير الوثائقي المباشر. لكني آمل أن أثير اهتمام المشاهد ليأتي ويستكشفها بأم عينه.»