تعد الرحلة على متن اليخت لوست بويز من سانسيكر، الذي يبلغ طوله 116 قدما، والمتوافر للإيجار،

بتجربة مبهجة تضخ في النفوس زخما شبابيا وتنأى بالأفئدة عن ضغوط الحياة اليومية.

في صبيحة يوم خميس ليس ببعيد، استقللت مع زوجي طائرة صغيرة أقلعت بنا في ساعات الصباح الأولى من مطار كبار التنفيذيين في فورت لودرديل، وحطت بنا لمدة وجيزة في أحد الموانئ المخصصة للدخول إلى جزر البهاما لاستكمال الإجراءات الجمركية، قبل أن تعود لتهبط على أرض جزيرة ستانيل كاي، إحدى مناطق جزر إكزوماس في أرخبيل أوت آيلاندز بجزر البهاما. وإذ اصطحبنا مايت بن كينغ على متن زورق للخدمات كان راسيًا عند الرصيف التابع لمنتجع نادي ستانيل كاي لليخوت، انطلقنا وجهة المستقر الذي كنا سنمكث فيه على مدى الأيام القليلة التالية، أي اليخت الفاره لوست بويز الذي ابتكرته شركة سانسيكر بطول 116 قدمًا. وما هي إلا ثوان معدودة حتى كنا على متن اليخت، نستمتع باحتساء العصائر المنعشة فيما مائدة الفطور تمتد أمامنا. انشغلنا آنذاك بمناقشة الخيارات المتاحة لرحلة استكشافية تخلو من البواعث على التوتر والضغوط، ولا يسودها سوى المرح. كان النقاش أقرب إلى مقدمة سريعة تكشف عن فطنة أفراد طاقم يخت لوست بويز ونفاذ بصيرتهم. فقد أعدوا لرحلة مثيرة إنما خالية من المشقات وباعثة على الاسترخاء.

في استكشاف اليابسة

بعد وجبة طعام أعادت إلى الضيوف كلهم الإحساس بالحيوية والنشاط، ارتدينا جميعًا ملابس السباحة وعدنا أدراجنا إلى زورق الخدمات، وكان من طراز Williams Jet Tender، فأبحر بنا مايت بن كينغ أولاً إلى شاطئ جزيرة بيغ مايجور كاي حيث استمتعنا بالغطس والتجذيف فوق صفحة المياه الفيروزية شبه الشفافة.

توجهنا بعد ذلك إلى جزيرة بيتر غوانا كاي لإطعام سحليات الإيغوانا التي تستوطن الشواطئ الصخرية في جزر البهاما. وفيما كنا نخوض في المياه الضحلة وصولاً إلى الشاطئ، زحفت سحليات الإيغوانا من بين الشجيرات وقد تهيأت للفوز بالغنائم التي حملناها إليها. أطعمناها عندئذ قطعًا صغيرة من البطيخ ثُبِّتت في أسياخ تضمن بقاء أيادينا على مسافة من هذه المخلوقات السريعة إنما غير الضارة، وإن كان شكلها شديد الشبه بالديناصورات الصغيرة لا يبعث على الاطمئنان.

وفرت لنا المياه الصافية فرصة مشاهدة أسماك شيطان البحر وهي تسبح تحت السطح

كانت محطتنا التالية الكهف البحري، ثاندربول غروتو، الذي يحمل اسم فيلم للمخبر البريطاني جيمس بوند جرى تصويره في هذا الموقع. يستطيع هواة خوض المغامرات أن يتسلقوا التضاريس الوعرة للمكان وصولاً إلى القمة حيث يقفزون من خلال تجويف صخري إلى الكهف الذي تغمره المياه جزئيًا. لمحنا كثيرًا من السباحين يصارعون المياه داخل الكهف، فتخلينا عن فكرة اختبار مقدار شجاعتنا والقيام بالمثل. تجهزنا، عوضًا عن ذلك، بمعدات الغوص وغطسنا أسفل الفجوة المنخفضة في الصخور حتى بلغنا كهفًا ضخمًا.

يشكل السطح العلوي واحدًا من المواقع المفضلة على متن اليخت 116، وهو يضم مجلسًا، وحوض جاكوزي، وأسرة للتشميس، وقمرة للقيادة.

الاستلقاء فوق سطح التشميس

حين اقترب وقت طعام الغداء، عدنا إلى حيث مستقرنا على متن يخت لوست بويز. بدا واضحًا أن الوقت كان مثاليًا للاستلقاء فوق أسرّة التشميس التي تحيط بحوض الجاكوزي على السطح العلوي، والاستسلام لأشعة الشمس فيما رائحة الأطباق اللذيذة التي تُعد في مطبخ السطح الواقع في الأسفل تنبعث لتزكي الأنوف. وفيما كنا نيمم وجهة المرسى حيث سنبيت ليلتنا، وجزر إكزوماس المتنوعة قد تناثرت أمامنا وسط المياه البلورية بالغة النقاء، شاهدنا قطيعًا من السمك الطائر يسبح بمحاذاة اليخت ويقفز في الهواء فوق صفحة الماء.

تولت شركة سانسيكر إنترناشيونال تصميم المساحات الداخلية ليخت لوست بويز.

 يتميز الجناح الفاخر على السطح الرئيس بنوافذه الكبيرة وشاشة التلفاز المسطحة والحمام المنخفض عن مستوى الأرضية.

وليمة في الهواء الطلق

قُدّمت لنا وجبة الغداء فوق مائدة تحتل الجزء الخلفي من السطح، وتتكون في الأصل من طاولتين صغيرتين يمكن جمعهما لتشكلا سطح طاولة طعام واحدة كبيرة. تستوعب هذه الطاولة، بأريكتها المصممة على شكل حرف U ومقاعدها المرافقة المتفرقة، عشرة ضيوف. أما طعام الغداء نفسه، فلا يمكن أن يخيب الآمال. كان الطاهي الذي يعمل بانتظام على متن اليخت في إجازة، فحلَّ محله الطاهي سيرجيو ماريشاليس ليرافقنا في رحلتنا. قُدمت وجبة الطعام بأسلوب عائلي يقوم على تشارك الأطباق التي تفاوتت بين مقبلات قوامها حساء الخضراوات البارد «غازباتشو»، وسلطة الخيار بصلصة اللبن الزبادي، والروبيان الطازج، إضافة إلى سمك النهاش المشوي مع الفاصوليا الخضراء، والأسقلوب مع القرنبيط، وطبق جانبي من حبوب الفريكة. وفيما كنا نستمتع بالوجبة المذهلة والمثالية لالتقاط صور تنشر عبر تطبيق انستغرام، خيَّم السكون على أفراد مجموعتنا المنشغلين باستحسان كل لقمة تسمو بالذائقة.

 توفر المنطقة المخصصة لتناول الطعام على السطح الرئيس إطلالات غير متناهية على الأفق البحري.

رياضات مائية

شكلت الرياضات المائية مغامرتنا التالية، فتناوبنا جميعًا على زوج من ألواح التجديف وقوفًا، ودراجتين مائيتين من طراز SeaDoo (تتسع كل منهما لشخصين)، ودراجة كهربائية للغوص تحت سطح الماء، فضلاً عن المزلقة المائية الدوارة التي تنحدر بنا من السطح الرئيس إلى أن نسقط في المياه، مثيرة صيحاتنا. كما جُهِّز يخت لوست بويز بصنارات للصيد، وزلاجات مائية، وقوارب طفو مطاطية، ودراجات كهربائية صغيرة، ودراجات للرحلات الاستكشافية على اليابسة.

لا تغيب الإطلالات الآسرة على الأفق حتى من موقع حجرة الطعام. 

متعة الاسترخاء

تفاوتت أنشطتنا لبقية اليوم بين الاستلقاء تحت أشعة الشمس، وتناول الطعام والشراب، والقيلولة، والغطس في حوض الجاكوزي الذي أقيم فوق السطح الأعلى حيث استفدنا جميعًا من خدمة واي فاي المتوافرة على متن اليخت. قبل أن يحين موعد العشاء بقليل، تحرك بنا زورق الخدمات إلى الشاطئ فاستمتعنا هنالك بعدد من المقبلات فيما كنا نجمع الأصداف ونراقب الشمس تودّع الأفق، لنعود بعد ذلك إلى اليخت استعدادًا لتناول طعام العشاء.

  تغمر كوة السقف والواجهة الزجاجية الكبيرة المجلس الرئيس بالضوء الطبيعي. 

وجبة عشاء راقية

في المنطقة المخصصة لتناول العشاء على السطح الرئيس، وبعد أن اغتسلنا في أعقاب يوم ملؤه المرح والبهجة، قدّمت لنا ألبينا بوجانا، كبيرة المضيفين على متن اليخت، وجبة عشاء متعددة الأطباق. أقبلنا على الأطباق نلتهمها واحدًا تلو الآخر، مستسيغين مذاق لحم الكركند الطازج الذي كان بعض الغواصين المحليين قد أحضروه إلى اليخت بعد ظهر ذلك اليوم.

 تتيح الأسطح الجانبية الملتفة الوصول بسهولة إلى مختلف المساحات الخارجية

فسحات الإقامة

أعلنّا أخيرًا انتهاء السهرة، وتوجّهت مع زوجي إلى واحدة من خمس مقصورات مجهزة بحمامات داخلية. تتوزع المقصورات على الجناح الرئيس، منها مقصورتان مزدوجتان بسرير واحد لكل منهما، ومقصورتان مزدوجتان بسريرين منفصلين يمكن تحويلهما إلى مقصورتين بسرير واحد. يتميز الجناح الفاخر الذي أقيم على السطح الرئيس بسرير كبير الحجم، ومكتب يزهو بإطلالة بانورامية على الأفق عبر النافذة الضخمة التي ترتفع قبالته، ومنضدة أنيقة للزينة، فضلاً عن شاشة تلفاز مسطحة، وخزانة للملابس، وحمّام يتم بلوغه نزولاً عبر درجات سلّم، ويشتمل على منضدتين للزينة ومجموعة من مستحضرات الاستحمام من علامة آسبري اللندنية، وفسحة رحبة للاستحمام بالمرذاذ. جُهِّزت المقصورات الأخرى التي تتوزع على السطح السفلي بمرافق مماثلة.

يذكر أن الأثاث المعتمد في مختلف أرجاء اليخت يوحي بالراحة ويتميز بطابع أنيق وعصري إنما بعيد عن أي مبالغة قد تجعلك تتراجع عن الاستلقاء في وضعية مريحة. يبرز التعارض بديعًا بين اللون القشدي للسجاد والجدران وقطع المفروشات، ودفء الخشب الداكن الذي يضفي على الأرجاء مسحة فخامة غير متكلفة.

طعام الفطور

كان الصباح على متن اليخت يعني مائدة تمتلئ بالفاكهة الطازجة والمعجنات واللبن الزبادي والبيض وغيرها من أشهى الأصناف المناسبة لوجبة الفطور. تناولنا هذه الوجبة في غرفة الطعام التي يغمرها الضوء بحيويته إذ يتسلل إليها عبر الواجهات الزجاجية الضخمة التي توفر إطلالة غير متناهية على الأفق البحري. كان الجو السائد مختلفًا عن ذاك الذي اختبرناه في أثناء تناول العشاء على ضوء خافت يتلألأ في حلكة السماء الليلية. كانت ألبينا في ذاك الصباح منهمكة في إعداد أكواب القهوة على اختلاف أنواعها، وفي إعادة ملء أكوابنا بعصير البرتقال الطازج.

أقبلنا على الأطباق نلتهمها واحدًا تلو الآخر، مستسيغين

مذاق لحم الكركند الطازج الذي كان بعض الغواصين المحليين

قد أحضروه إلى اليخت بعد ظهر ذلك اليوم

اليخت 116 من سانسيكر

في المجلس الرئيس الذي يغمره ضياء الشمس، ظل براين جونز، مدير التسويق في شركة سانسيكر، يثري معرفتنا بطراز اليخت 116 قائلاً: «إن الشركة استندت في بنائه إلى هيكل اليخت 115، لكنها اعتمدت لأجله بنية جديدة كبرى، واستحدثت كثيرًا من التعديلات الهادفة إلى تعزيز المساحات الداخلية والخارجية، ومن بينها تحقيق زيادة بنسبة 24%، مقارنة باليخوت من طراز 115، في المساحة الخارجية المخصصة للأنشطة الترفيهية». ويضيف: «أطلقنا في مطلع شهر أبريل نيسان الفائت النموذج الحادي عشر من طراز اليخت 116، ليصبح عدد النماذج التي أنجزت أو بيعت أو لا تزال قيد الإنتاج من هذا الطراز 17 يختًا». يذكر أن طراز اليخت 115، الذي يشكّل اليخت 116 نسخة مطورة منه، قد أنتج بين عام 2012 وعام 2015 ما مجموعه 18 نموذجًا حملت اسم Predator 115 أو 115 Sport Yacht.

أما فيما يتعلق بالمساحة الخارجية المخصصة للترفيه التي أشار إليها جونز، والتي تتوزع مرافقها على سطح النادي الشاطئي، والمنطقتين الخلفية والأمامية من السطح الرئيس، وسطح التشميس ذي السقف القابل للسحب، فإن الموقع المفضل عندي كان المنطقة التي تشغلها أسرّة التشميس ومجلس تناول الطعام والتي تمتد مباشرة أمام الواجهة الزجاجية لمقصورة القيادة في الجزء الأمامي من السطح الرئيس. عندما كان اليخت يرسو بنا في أعالي البحر، كانت المظلات ترتفع فوق أسرّة التشميس بما يضمن لنا الراحة وفرصة الاستفادة من نسائم بحر تغري بقيلولة هانئة في أعقاب يوم طويل. تناولنا وجبة الطعام الأخيرة على متن اليخت في ذاك المجلس الذي يحتضنه الجزء الأمامي من السطح الرئيس، والذي كان رحبًا بما يكفي لجلوسي وستة أشخاص آخرين في موقع شبه ظليل يوفر إطلالات ساحرة على البحر الفيروزي.

تعود ملكية اليخت، لوست بويز، أحد يخوت الطراز 116، إلى شاب إنجليزي لم يوفر فرصة للاستمتاع بكامل مرافق يخته الفاره الجديد مذ تسلّمه بالتزامن مع انطلاق معرض موناكو لليخوت في شهر سبتمبر أيلول من العام الماضي. عندما سُئل جونز عن سبب اختيار مالك اليخت لاسم «لوست بويز»، أجاب قائلاً: «إن الاسم (شباب تائهون) يعكس شغف المالك بروايات بيتر بان، ويوحي بمقدرته على الانعتاق مع أصحابه إلى حيث المتعة على متن يخته المفضل من طراز 116».

عندما قمنا برحلتنا في مطلع شهر أبريل نيسان الفائت، كان من المقرر أن يؤجّر المالك يخته صيفًا في رحلة تنطلق بدءًا من نشاطات سباق جائزة موناكو الكبرى في شهر مايو أيار. تشمل الرحلة زيارة كورسيكا وسردينيا وساحل أمالفي والجزر الإيولية ثم كرواتيا ومونتينغرو، على أن يعود يخت لوست بويز في أعقاب ذلك إلى جزر البهاما استعدادًا لتأجيره في رحلة موسم شتاء 2019-2018. يضم يخت لوست بويز طاقمًا من ستة أفراد، من بينهم القبطان آدم فيرزبا، ومايت بن كينغ، ورئيسة المضيفين ألبينا، واثنان من كبار المهندسين يعملان على متنه بالتناوب هما جاريد شاربلز، وستيوارت إيفيزون، فضلاً عن كبير الطهاة ليزل ألدريدج. يدفع محركان من طراز MTU 16V 2000 اليخت إلى سرعة قصوى تبلغ 26 عقدة، فيما تعادل سرعته في الإبحار 18 عقدة، ما يجعله ملاذًا مثاليًا ينساب فوق صفحة الماء بغير مشقة.

كان من الممكن أن يكون الوقت القصير الذي أمضيناه على متن اليخت لوست بويز عصيبًا بسبب كثرة الأنشطة التي استمتعنا بها في غضون يومين فحسب. لكن رحلتنا بكل تفاصيلها كانت سهلة ومريحة، ويُعزى ذلك إلى طاقم اليخت (وربما إلى سرعته القصوى). كان الأمر أشبه بزيارة موجزة إلى فضاء حالم اختبرنا فيه ذروة السعادة.

وجهات الإبحار:

جنوب فرنسا، وكورسيكا، وسردينيا، وساحل أمالفي، والجزر الإيولية، وكرواتيا، ومونتينغرو (صيفًا)، وجزر البهاما (شتاءً).

التكاليف الأسبوعية:

145٫700 دولار خلال موسم الصيف، و120 ألف دولار خلال موسم الشتاء (استنادًا إلى سعر الصرف في منتصف شهر مايو أيار الفائت. لا يشمل المبلغ تكلفة التموين والوقود والاتصالات، والضريبة على القيمة المضافة).

أبرز مزايا اليخت:

مساحات رحبة في الجزء الأمامي من السطح الرئيس، مثالية للتشميس وتناول الطعام والجلوس، وسطح أعلى مجهز بوسائل الراحة ويشتمل على حوض جاكوزي، وأسرّة للتشميس، وقمرة قيادة، وفسحات مظللة للجلوس وتناول الطعام، فضلاً عن وفرة في معدات الرياضات المائية التي تشمل مزلقة مائية قابلة للنفخ تمتد من السطح الرئيس وصولاً إلى صفحة الماء.

جهة الاتصال:

جيمس لويد جونز، فايير ليميتد. 

جهز اليخت لوست بويز بمختلف الوسائل الترفيهية الماتعة. وما الدراجتان المائيتان من طراز SeaDoo إلا غيض من فيض هذه التجهيزات.

7369 337 783 44+

www.viareyachts.com