خمسة قوارب حديثة تناغم بين التقنيات العصرية والمظهر عتيق الطراز الذي ترقى به أسطح خشبية صقلت بإتقان.

روح العصر

يُعد هذا اليخت، البالغ طوله 111 قدمًا والذي أطلقته علامة سبيريت في شهر يوليو تموز من العام الفائت، أضخم يخت شراعي خشبي بصارٍ واحد بُني في المملكة المتحدة منذ ثلاثينيات القرن الفائت، عندما كان اليخت Shamrock V المشارك في بطولة كأس أمريكا سيد البحار. لكن اليخت الجديد ليس سفينة شراعية عملاقة فحسب. فقد فرض مالكه الحريص على الحفاظ على البيئة تزويده بأنظمة شملت نظام الدفع الكهربائي المتفرد من توركيدو، والمكوّن من محرك بقوة 100 كيلو واط تغذيه مجموعات من بطاريات أيونات الليثيوم من بي إم دبليو يُعاد شحنها بينما يُبحر اليخت. أما التصميم الداخلي الذي تولّته شركة رودز يونغ، فيرقى بالخشب إلى أعلى المستويات على ما تشهد سلسلة من المنحنيات الانسيابية المشغولة من أخشاب الجوز والساج وماهوغاني سيبو التي جرى توفيرها من مصادر مستدامة. بل إن أشرعة اليخت صُنعت أيضًا من مواد قابلة لإعادة التدوير.

مظهر آسر

تعود شركة هاكر بوت كومباني إلى جون هاكر الذي كان يصنع القوارب يدويًا للأثرياء والمشاهير خلال حقبة العشرينيات الصاخبة من القرن الفائت. وفي منشأة الشركة ببلدة تايكونديروغا في نيويورك، تُبنى اليوم قوارب صغيرة حديثة بثلاثة مقاعد، لكنك تخال أنها أبصرت النور في أحواض السفن التابعة لرجل الأعمال الشهير ج. د. روكفلر. يمثل القارب رستلس Restless الذي كشفت عنه الشركة مؤخرًا مشروعًا لقارب أصيل وحديث يُبتكر بحسب الطلب ويستلهم قارب السباقات Miss APBA من عام 1923. تُستخدم في القارب الجديد دوّاسة قدم بدلاً من صمام خانق للتسارع وصولاً إلى 65 ميلاً/ساعة بالحد الأقصى. أنجز فريق الشركة الهيكل البديع ذا اللون الأزرق الداكن عبر الجمع بين طبقات خشب الماهوغاني مزدوجة الألواح وكسوة خارجية من ألياف الزجاج. كما اختار مالكا القارب الجلد المفضّل عند علامة فيراري لتنسيقه مع الجوانب العلوية للقارب التي تتدثر بكسوة من خشب الماهوغاني.

مأثرة سويسرية

بنى جايكوب بوش أول قارب له في تسعينيات القرن التاسع عشر. وبعد انقضاء أكثر من قرن كامل، تستمر عائلته في الجمع بين التقنيات الحديثة والتقاليد الحرفية السويسرية القديمة. يتميّز القارب الجديد Boesch 860 من بوش، البالغ طوله 28 قدمًا بهيكل تقليدي الطراز مصنوع من خشب الماهوغاني في 11 طبقة رُصفت في زوايا قائمة وثُبتت بإحكام باستخدام ست طبقات من راتنج إيبوكسي قبل أن تُصقل بست طبقات من الورنيش. أما الخيارات المتاحة لنظام الدفع، فتشمل محركين كهربائيين بقوة 150 كيلو واط للإبحار بهدوء دون التسبب بأي انبعاثات. يحتجب خلف الشكل متقن الصنع أداء وحشي للقارب الصغير المثالي للدقة في الثبات، ورياضات الجر، والسرعة. أما إذا ما جُهز القارب بمحركي وقود بقوة 380 حصانًا من طراز إيلمور IImor، فإنه يستطيع أن يحقق سرعة تصل إلى 48 ميلاً/ساعة، متفوقًا بذلك على قوارب الجر المصنوعة من ألياف الزجاج.

Van Dam Custom Boats

فن الآرت ديكو

تواظب شركة فان دام على بناء القوارب من خشب الماهوغاني منذ عام 1977. لكنها حولت اهتمامها عن القوارب التقليدية الصغيرة التي تستلهم في مظهرها أسلوب عشرينيات القرن الفائت إلى تصاميم القوارب المبتكرة مثل قارب كاتنيب Catnip. يزهو القارب الممتد بطول 30 قدمًا بتصميم داخلي يغلب عليه أسلوب الآرت ديكو، وتميزه تفاصيل معدنية ساحرة، بما في ذلك مجموعة متنوعة من حجيرات العدادات، وإطارات الواجهة الزجاجية الأمامية التي تتخللها فتحات مائلة، والدفة المقاومة للصدأ والأشبه بمرآة عاكسة. تكمّل هذه التفاصيل امتدادات الأسطح المشغولة من خشب الماهوغاني. جُهز القارب أيضًا بمحركين مثبتين في الهيكل من طراز إيلمور IImor بقوة 385 حصانًا، الأمر الذي يتيح له تحقيق سرعة قصوى تساوي 57 ميلاً/ساعة. إنه قارب متفرّد إذا ما أخذنا في الحسبان أن الشركة لا تبني سوى نموذج واحد من كل قارب تبتكره.

ألياف زجاجية

على غير ما هو عليه حال الطُرز الأخرى في هذه القائمة، فإن اليخت Hood 57 LM ليس قاربًا خشبيًا حقيقة. فالهيكل مصنوع من "مركب خشبي" على ما تقول الشركة المصنّعة ليمان – مورس. بُني القارب من مزيج من ألواح خشب التنوب وألياف الزجاج بالرغم من أن مظهره الذي يذكّر بالأسلوب الإنكليزي الحديث في خمسينيات القرن الفائت - بما في ذلك ألواح خشب الساج المصقولة في بنيته العلوية – وبنيته الهندسية الرائدة يوحيان بأنه قد يمثل فئة من القوارب عتيقة الطراز الحديثة. يزهو القارب أيضًا بمزايا تقنية متطورة على غرار سقف سطح القيادة المصنوع من ألياف الكربون، والنوافذ الكهربائية. إنه قارب متين وخفيف الوزن مخصص للإبحار إلى الأعالي، وقد جُهز بنظام دفع خارجي مزدوج من طراز 1350 Volvo IPS يوفر له سرعة قصوى تساوي 43 ميلاً/ساعة. أما المساحات الداخلية التي تضم مجلسًا مفتوحًا ومقصورتين فسيحتين، فرحبة بقدر ما هو عليه الحال في أي قارب منافس مبني من ألياف الزجاج.