خلال جولة في محيط بحيرة لوسيرن السويسرية، أثبتت المركبة الرئيسة
الأحدث في أسطول الصانع البريطاني أنها تشكل انعكاسا صادقا لإرثها العريق وتعلو به.
فيما خلا تجوال المرء في أرجاء البلدة وقد التمعت جواهر تاج ما فوق رأسه، فإن قلة من الإيحاءات البصرية كفيلة بأن تشير على الفور إلى مبلغ ثرائه ونفوذه بقدر ما تفعل سيارة من طراز رولز-رويس فانتوم الذي لم يُطرح منذ عام 1925 وحتى الصيف الفائت إلا في سبعة إصدارات محسنة. أما الفجوة الزمنية التي تفصل بين إصدار وآخر، فتعكس فلسفة الصانع القائمة على تثمين مساعي التحسينات المضنية وإيثارها على الإضافات التدريجية. فالراحل هنري رويس كان يقول: «استخدم أحسن ما هو متوافر واجعله أفضل». لكن كيف للشركة أن ترقى بمركبة تجسّد في الأصل ذروة التميز؟ يكمن الجواب في ابتكار سيارة Phantom VIII. خلال رحلة قمت بها مؤخرًا لاختبار هذه السيارة عبر جبال الألب، قال لي الرئيس التنفيذي لشركة رولز-رويس موتو كارز، تورستن مولر- أوتفوس: «عندما بدأنا نفكر في الجيل المقبل من مركبات طراز فانتوم، كان من الواضح جدًا لنا أن المطلوب هو مركبة تعكس بمكانتها، وحضورها، وخطوطها التصميمية، وجودة صنعها، والمواد المستخدمة فيها، هويتها بوصفها سيارة فانتوم. لكننا عقدنا العزم على أن نتحدى أنفسنا وحددنا أهدافًا جديدة طموحة بمختلف المقاييس».
كنت أتشارك مع مولر-أوتفوس مجلسه في الجزء الخلفي من المقصورة الباذخة لنموذج هذه المركبة المجهزة بقاعدة عجلات مطوّلة (يبدأ سعره من 530 ألف دولار)، ما أعطاني الأفضلية للتثبت من نجاح الشركة في مهمتها. في الطريق إلى فندق بارك هوتيل فيتزناو الواقع في منطقة بحيرة لوسيرن، بدا أنس مشهد سفوح الجبال المزدانة بالخضرة الغنّاء والخط الساحلي الموغل في جمال أخاذ مكملاً أجواء الهدوء التي تحيط بالمركبة. الواقع أن هذا الهدوء يُعزى بجزء كبير منه إلى نظام صوتي عازل (تبلغ زنته قرابة 290 رطلاً) جعل المقصورة تبدو أقرب إلى فضاء محصن ضد الضجيج. كما أسهمت العجلات المصممة بحسب الطلب والمصقولة بطبقات من المطاط الرغوي في خفض الضجيج في مركبة فانتوم الأحدث بنسبة 10% لدى القيادة بسرعة 62 ميلاً/ الساعة.
أما المظهر الجمالي المترف الذي يتسربل به طراز فانتوم، فتعزز إلى أقصى حد ممكن في الإصدار الأحدث من مركبات هذا الطراز. شملت التحسينات بسطًا للأرضية مصنوعة من صوف الحملان، وأسطحًا تتدثر بكسوة خشبية، ومنضدتين خلفيتين ترتفع في مواجهتهما شاشتان بحجم 12 بوصة للعروض الترفيهية، إضافة إلى بطانة السقف Starlight الخاص بالعلامة، والمجهزة بما مجموعه 1٫344 مصباحًا مشغولاً من الألياف البصرية ثُبِّتت يدويًا لتحاكي وهج النجوم. فرض الاهتمام الدقيق بالتفاصيل كسوة المقاعد بجلود يؤتى بها من أبقار تربى في بيئة طبيعية في أعالي المرتفعات، ما يضمن تفادي أي عيوب ناجمة عن الأسلاك الشائكة أو الحشرات. لكنّ عنصرًا جديدًا وحيدًا يبقى الأشد تفردًا ضمن هذه اللمسات المتميزة كلها، ليس بسبب أناقته فحسب، وإنما لأنه ينطوي أيضًا على خاصية التصميم بحسب الطلب غير المسبوقة في هذا المجال.
في توصيف المساحة التي خُصصت في لوحة القيادة والعدادات لعرض عمل فني يختاره صاحب السيارة ويُصمم بحسب طلبه، يقول مولر-أوتفوس: «إن أكثر ما يثير حماستي في السيارة هو المعرض. إنه يجسّد مفهومًا متفردًا حقًا. فقد صممنا لوح القيادة ولوح العدادات خلف لوح زجاجي، ما أفسح المجال لعرض عمل فني يختاره الزبون بنفسه. لقد سمح هذا المفهوم بالارتقاء بفكرة التصميم بحسب الطلب إلى مستوى غير مسبوق». أما الأعمال الفنية التي أوصى بها إلى يومنا هذا أصحاب مركبات Phantom VIII الجديدة، فشملت إبداعات بتواقيع هيلين آيمي موراي، وليانغ يوانوي، وثورستن فرانك. قام فرانك بتجسيد نسخة رقمية من الخريطة الجينية لصاحب السيارة في لوح من الفولاذ المقاوم للصدأ مصقول بالذهب عيار 24 قيراطًا.
على الرغم من أن علاء الدين نفسه، في قصص ألف ليلة وليلة، كان يُضطر
في رحلاته فوق بساطه السحري إلى مواجهة المطبات الهوائية، إلا أني شخصيًا كنت كمن ينزلق فوق طرقات
فرعية معبدة بالزبدة. فقد شعرت بأن السيارة تطفوفوق الأرض بسلاسة وعذوبة
إذا كانت تجربة الركاب على متن هذه السيارة تتميز عن غيرها، فإن السائقين سيكتشفون من جهتهم أن مزايا القوة والأداء لا تحل في مرتبة ثانية بعد التجهيزات الفخمة والمهيبة. فيما كنت أقود نموذجًا من المركبة مجهزًا بقاعدة العجلات بالطول الاعتيادي (يبدأ سعره من 450 ألف دولار) عبر الطرقات السويسرية النائية متعددة المستويات، اختبرت تلك التجربة التي استحقت عن جدارة وصف رولز-رويس لها بعبارة «رحلة فوق البساط السحري». على الرغم من أن علاء الدين نفسه، في قصص ألف ليلة وليلة، كان يُضطر في رحلاته فوق بساطه السحري إلى مواجهة المطبات الهوائية، إلا أني شخصيًا كنت كمن ينزلق فوق طرقات فرعية معبدة بالزبدة. فقد شعرت بأن السيارة تطفو فوق الأرض بسلاسة وعذوبة.
في الإصدار المحسن الثامن من طراز فانتوم، ترقى بمتعة القيادة بنية هندسية بأطر هيكلية صيغت من الألمنيوم، ما ضمن تعزيز المتانة للمركبة بنسبة 30% مقارنة بسابقتها. فضلاً عن ذلك، يستفيد الهيكل الإنشائي الداخلي من نظام تعليق يتوازن ذاتيًا، وأنظمة تحكم تنضبط باستمرار بحسب تغيّر معدلات التسارع، ونظام بيانات للتوجيه بالعجلات الأربع، وبيانات مرتدة توفرها مجموعة من آلات التصوير. ضمنت هذه المزايا للمركبة ذات الأبواب الأربعة، والتي يقارب طولها 19 قدمًا، مظهرًا جماليًا خياليًا وانطلاقة رشيقة لمركبة بهذا الحجم حتى عبر مسارات الأبقار المعبدة بالإسفلت.
أرقامRolls-Royce Phantom VIII |
|
4.5 |
ثانية, المدة التي تستغرقها المركبة في النموذج المجهز بقاعدة العجلات المطوّلة للتسارع من صفر إلى 62 ميلاً/الساعة. |
6.6 |
قدم, عرض هيكل السيارة. |
53.1 |
بوصة, المساحة المتوافرة للأرجل في الجزء الخلفي من مقصورة النموذج المجهز بقاعدة عجلات مطوّلة. |
155 |
ميلاً/الساعة, السرعة القصوى (المحددة) للمركبة. |
42.9 |
قدم, قطر زاوية الانعطاف في النموذج المجهز بقاعدة عجلات بالطول الاعتيادي. |
5٫948 |
رطلاً, الوزن الجاف للنموذج المجهز بقاعدة عجلات مطوّلة. |
1٫700 |
دورة في الدقيقة, سرعة دوران المحرك لتحقيق قوة العزم القصوى. |
1٫968.5 |
قدم, المسافة التي تنيرها ليلاً المصابيح الأمامية العلوية للإضاءة طويلة المدى. |
93 |
سنة, عدد السنوات التي شهدت استمرار إنتاج المركبات من طراز فانتوم. |
أما المحرك V-12 المكون من 12 أسطوانة والمحتجب تحت غطاء السيارة، فلا يشكل اعتماده فيها مفاجأة. لكن السعي إلى الحد من الضجيج فرض تغيير المحركات المتفوقة ذات السحب الطبيعي التي كانت تنبض بها مركبات فانتوم السابقة بمحرك بسعة 6.75 لتر معزز بشاحن توربيني مزدوج وقادر على إنتاج قوة مقدارها 563 حصانًا، وعزم دوران يساوي 900.26 نيوتن متر. إذ يتكامل المحرك مع علبة التروس الأوتوماتيكية ZF المكونة من ثماني سرعات، ونظام ناقل الحركة المعزز بتقنية الأقمار الصناعية، يمكن التسارع بالنسخة النموذجية من مركبة فانتوم الجديدة من صفر إلى 62 ميلاً/ الساعة في غضون 5.3 ثانية، وصولاً إلى تحقيق سرعة أقصاها 155 ميلاً/الساعة.
يرى مولر-أوتفوس أن هذه الأرقام التي تعكس الأداء المتفوق لسيارة فانتوم الجديدة تشكل عنصرًا أساسيًا فيها، شأنها في ذلك شأن مظاهر البذخ التي تعكسها المركبة. في هذا يقول: «لم يكن من المهم أن تبدو لك السيارة مبهرة لدى الجلوس في مقعدها الخلفي فحسب، بل المطلوب أن تبهرك أيضًا بأدائها عندما تجلس خلف عجلة القيادة».
www.rolls-roycemotorcars.com