"كانت بيرتونيه تُعد في عصرها الذهبي شركة عملاقة اشتهرت بابتكارات تسبق زمانها"
على ما كان عليه الوضع في ألمانيا، عانت إيطاليا في أعقاب الحرب العالمية الثانية دمارًا اقتصاديًا وتجلت حاجة سكانها إلى وسيلة نقل غير مكلفة. عمدت آنذاك شركة إيزو Iso (أو Isothermos) المصنّعة للثلاجات، التي تأسست سنة 1939 وأعيدت هيكلتها في عام 1953 تحت اسم Iso Autoveicoli، إلى اغتنام هذه الفرصة. أنتجت الشركة، تحت إشراف الصناعي رينزو ريفولتا، درّاجات نارية نموذجية، وأخرى صغيرة الحجم من نوع سكوتر، فضلاً عن سيارة صغيرة صُمّم سقفها على هيئة فقاعة وأنتجتها أيضًا شركة بي إم دبليو بموجب ترخيص تحت اسم BMW Isetta. وإذ حقق ريفولتا الثراء، استعان بخدمات جيوتو بيتزاريني، الرجل المبدع الذي يُعزى إليه الفضل في ابتكار سيارة Ferrari 250 GTO، والمصمم جورجيتو جوجارو، وشركة بيرتونيه المصنّعة لهياكل السيارات الخارجية بهدف ابتكار مركبة فاخرة من طراز جي تي تستطيع أن تنافس بأدائها سيارات فيراري. كانت سيارة Iso Rivolta IR 300، التي كُشف النقاب عنها في عام 1962، بديعة التصميم وعملية. وإذ جُهزت بمحرك قوي من شيفروليه من نوع V-8 مكوّن من ثماني أسطوانات بسعة 327 سنتيمترًا مكعبًا، وجاهز لإنتاج قوة تعادل 340 حصانًا، كان بمقدروها منافسة أي سيارة ابتُكرت في تلك الآونة. أعقبت إيزو تلك الخطوة بابتكار تصميم لسيارة أكثر مواءمة للسباقات أطلقت عليها اسم غريفو Grifo وواظبت على إنتاجها من عام 1965 إلى عام 1974 الذي أغلقت الشركة فيه أبوابها.
تُعدّ السيارات الممهورة بتوقيع إيزو المركبات الإيطالية خارقة الأداء الأشد إثارة للاهتمام التي لم يسمع بها أحد قط.
تميزت سيارة Iso Grifo بقوة هائلة وحضور مهيب، واستطاعت التفوق على المركبات الأسرع في عصرها.
تمثّل الصورة المبينة هنا سيارة Iso Grifo الأصلية التي شكلت مركبة اختبارية فريدة من نوعها تميزت بهيكل خارجي لا مثيل له وعُرضت للمرة الأولى في دورة عام 1963 من معرض تورين للسيارات. ابتكر شكل السيارة الشاب آنذاك جورجيتو جوجارو الذي أثمرت فترة تعاونه مع بيرتونيه عن تصاميم من ستينيات القرن الفائت لا يمكن نسيانها، على غرار تصميم سيارة Alfa Romeo Giulia GT.
بدأت بيرتونيه نشاطها في عام 1912 في غرولياسكو، وتولى قيادتها نوتشو بيرتونيه بعد الحرب العالمية الثانية. صممت الشركة سيارات اختبارية، وبنت الهياكل الخارجية لمركبات جرى إنتاجها على نطاق واسع، ولم تقفل أبوابها بوصفها شركة ذات ملكية عائلية إلا في عام 2014. كانت بيرتونيه تُعد في عصرها الذهبي شركة عملاقة اشتهرت بابتكارات تسبق زمانها. وقد أتاح ارتباطها مع لامبورغيني ومازيراتي تكريس شهرتها على خارطة الروّاد من الصنّاع من خلال التصاميم التي أبدعها مارتشيلو غانديني لصالح لامبورغيني، والتي شملت سيارة Marzal الاستعراضية، وسيارة Countach التي طُرحت في سبعينيات القرن الفائت وغيّرت قوانين اللعبة.
