قال إيتور بوغاتي ذات مرة: «لا شيء مسرف في الجمال، ولا شيء مسرف في الكلفة». وبعد انقضاء 110 أعوام، بقي قوله ذاك شعارًا تتغنى به العلامة الفرنسية التي تحمل اسمه. ومن ثم جاءت سيارة بوغاتي ديفو Bugatti Divo، هذا الابتكار الذي يرتفع فوق أربع عجلات ويقارب حد الإسراف فيما يعيد تحديد مفهوم السيارة الخارقة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمزايا الاستجابة للسائق.
سيارة بوغاتي الخارقة
يقول ستيفان وينكلمان، رئيس بوغاتي، إذ يقارن سيارة ديفو بمركبة الصانع الأخرى تشيرون: «أردت أن أضع إمكاناتي وإمكانات فريقي قيد الاختبار وتطوير مزايا أداء على نحو أكثر عاطفية، وتصميمًا جديدًا بالكامل. أردنا تسليط الضوء على الجانب الرياضي.»
في هذه الحالة، تتجلى ترجمة الطابع «الرياضي» في قوة تساوي 1٫500 حصان، وعزم دوران قدره 1599.86 نيوتن متر، وسرعة قصوى تبلغ 236 ميلاً/الساعة. ويعزى السبب في هذا كله إلى محرك، من ست عشرة أسطوانة، معزز بأربعة شواحن توربينية. ويدعم هذا المحرك الحارق للوقود نظام ناقل للحركة، بعلبة تروس للتبديل المباشر بين سبع سرعات، يتيح للمركبة الخارقة التسارع من صفر إلى 62 ميلاً/الساعة في غضون مهلة زمنية تحبس لها الأنفاس إذ تساوي 2.4 ثانية.
وفي حين أن مركبة تشيرون تتفوق بأدائها على المسارات المستقيمة (اغرورقت عيناي بالدمع بالرغم من أن النافذتين لم تكونا مفتوحتين)، تحقق سيارة بوغاتي ديفو Bugatti Divo أداء متفوقًا عبر المنعطفات حيث تتجلى مقدرتها على إنتاج قوة تسارع جانبي تساوي 1.6 g وقوة سفلية قدرها 1٫005 أرطال، أي ما يعادل 198 رطلاً إضافيًا مقارنة بسيارة تشيرون، فيما يقل وزنها الإجمالي عن وزن تشيرون بمقدار 77 رطلاً. كما يعزو وينكلمان أداءها الرشيق المعزز إلى فتحات التهوية التي جُعلت أكبر حجمًا، والجناح الأمامي المعوق للهواء الذي صار أعرض، والجناح الخلفي الذي جعل أبعاد المركبة أقصر مما هي عليه في سيارة تشيرون بنسبة %23. وتتكامل هذه الابتكارات كلها مع نظام التعليق والتوجيه الأكثر استجابة الذي عرفته أي من سيارات بوغاتي.
لكن السيارة التي تتصدر قائمة خياراتنا تبقى بعيدة المنال بقدر ما هي متفوقة الأداء، إذ إن بوغاتي لن تصنع منها سوى أربعين نموذجًا كلها بيعت مسبقًا بسعر 5.8 مليون دولار للنموذج الواحد. يبدو أن قول إيتور المأثور ينطبق حتى على سيارة ديفو.