فيما شهدت أواسط خمسينيات القرن الماضي إطلاق العنان لمركبات رائعة مثل Jaguar D-Type البريطانية، وMercedes-Benz 300SL الألمانية، لم يعرف أي بلد تنوعًا في عدد السيارات المبتكرة بقدر إيطاليا.

 

شكلت لانسيا، التي أسسها في عام 1906 فينشينزو لانسيا، مبتكر نظام التعليق الأمامي المستقل ومجموعة من الإنجازات الهندسية المهمة الأخرى وغير المسبوقة، واحدة من العلامات التي حظيت بأكبر قدر من التقدير والاستحسان في إيطاليا. ولطالما كانت المركبات التي حملت اسمها سيارات متفردة تزهو بمزايا تقنية متطورة ومثيرة للإعجاب، وبمستوى متميز من الجودة في بنائها، وفي غالب الأحيان بطابع جمالي غير مسبوق. اضطلعت مركبات الكوبيه من طراز Aurelia بدور رئيس في عالم سباقات السيارات على مدى خمسينيات القرن العشرين. لكنّ سيارة Aurelia B24 جسدت التلاحم الأمثل بين المزايا الهندسية والتصميم، وشكلت في زمانها أكثر سيارة رياضية مجازة للقيادة على الطرقات تُطلب ضمن أسطول لانسيا. صنّعت الشركة بين عامي 1954 و1955 ما مجموعه 240 نموذجًا فقط من هذا الطراز في نسخة مكشوفة Spider، ثم أعقبت ذلك بإنتاج 521 نموذجًا مجهزًا بسقف قابل للطي بين عامي 1956 و1957. تبقى نماذج النسخة المكشوفة هي الأكثر طلبًا من قبل هواة جمع السيارات، ويميز كلاً منها زجاج أمامي مطوِّق بسيط التصميم وتفاصيل أخرى تنأى عن التعقيد.

 

تشكل سيارة Lancia B24S هذه واحدة من أصل 181 مركبة مكشوفة أنتجت واعتُمد فيها مقود إلى الجهة اليسرى. جُهّزت هذه السيارة أيضًا بمجموعة إعدادات السباق النادرة من طراز Nardi لتعزيز أدائها.
تشكل سيارة Lancia B24S هذه واحدة من أصل 181 مركبة مكشوفة أنتجت واعتمد فيها مقود إلى الجهة اليسرى.
جهزت هذه السيارة أيضا بمجموعة إعدادات السباق النادرة من طراز Nardi لتعزيز أدائها.

 

جُهزت سيارة B24 بأول محرك V-6 صنعته لانسيا في إنتاج تسلسلي، وكان محركًا مكوّنًا من ست أسطوانات بصمامات علوية وبسعة 2٫451 سنتيمترًا مكعبًا، وقادرًا على إنتاج قوة تساوي 125 حصانًا. أما ما أضفى على المركبة طابعًا بديعًا، فتمثل بهيكلها الخارجي الذي حمل توقيع بينين فارينا، وتزين بمظهر جمالي متوازن الأبعاد جسد ذروة إنتاج المصمم على المستوى الجمالي. تدهور الحال بلانسيا، وانضوت تحت مظلة شركة فيات بحلول عام 1969. أما آخر ما أنتجته من مركبات مهمة، فكان سيارة Stratos المخصصة لسباقات الرالي، وسيارات السباق 037 التي حملت شعلة لانسيا إلى ثمانينيات القرن العشرين. وبحلول أواخر الألفية الثانية، تحوّلت لانسيا إلى شبح للعلامة التي كانت عليها، ولم يبقَ منها سوى اسمها.