رولز- رويس تطرح سيارة كالينان بلاك بادج 2020
في شهر فبراير شباط من عام 2015، أعلنت علامة رولز - رويس عن مخططاتها لبناء سيارة رياضية متعددة الاستعمالات تعبر من طريقها إلى هذه السوق التي بدأت تشهد آنذاك تناميًا سريع الوتيرة. وبعد مرحلة ترقّب دامت ثلاث سنوات، طرح الصانع البريطاني طراز كالينان الذي حمل اسم أضخم ألماسة نقية جرى استخراجها يومًا. لبّى هذا الطراز من رولز -رويس طموحات زبائن أصغر سنًا يبحثون لمغامراتهم عن سيارة دفع رباعي لا ينتقص أداؤها من عناصر الرفاهية وثيقة الارتباط بإرث الصانع. فقد جسّدت سيارات كالينان أعلى مراتب المثالية من حيث جمعها بين تجربة القيادة الفاخرة التي درجت العلامة على توفيرها لزبائنها النخبويين، ومعايير الصلابة والقوة المميّزة لمركبة تشق طريقها بغير عناء حتى فوق كثبان المناطق الصحراوية، وفي أعماق دائرة القطب الشمالي المتجمدة.
وإذا كانت رولز- رويس قد أعادت من خلال طراز كالينان تحديد معايير تمايز جديدة في سوق سيارات الدفع الرباعي الفاخرة، فإنها اليوم ترقى مجددًا بسقف هذه المعايير إذ تطرح هذا الطراز بنسخة سيارة كالينان بلاك بادج 2020 من السيارات المصمّمة بحسب الطلب. يذكر أن هذا الطرح يأتي ليكمّل أسطولاً من مركبات رولز - رويس بنسخة بلاك بادج التي كانت الشركة قد قدّمتها للمرة الأولى عام 2016 مع طرازي رايث وغوست، وأتبعتها عام 2017 بسيارات من طراز داون، تُصمّم كلها في محترفات غودوود على قياس ذائقة زبائن يؤثرون المجازفة والخروج على الرموز التقليدية للفخامة.
سيارة كالينان بلاك بادج 2020 الوجه الأشد غموضًا
في دبي، التي اختارتها العلامة منصة لإطلاق سيارة بلاك بادج كالينان في منطقة الشرق الأوسط في شهر نوفمبر تشرين الثاني الفائت، تجلّت أولى بشائر تعبير رولز – رويس عن الوجه الأشد غموضًا في أسطول بلاك بادج في ثراء اللون الأسود المميّز للمركبة. فعلى الرغم من أن الصانع يتيح كسوة مأثرته الجديدة، أو «ملك الليل» على ما يوصّفها، بواحد من أربعة وأربعين خيارًا لونيًا، أو حتى تفويض الشركة ابتكار لون فردي جديد بالكامل للهيكل الخارجي، إلا أن اللون الأسود الذي يتدثّر به النموذج الأصلي من هذا الطراز يستأثر بالأبصار ليعكس حضورًا طاغيًا يعزّز البعد الدرامي لبنية المركبة انسيابية الخطوط، فيما يوثّق الإتقان الحرفي المميّز لهوية رولز – رويس.
اقتضى تحقيق هذا الثراء اللوني المتفرّد عشر عمليات صقل يدوية لطبقات عدة من الطلاء والورنيش أخضعت لها البنية المعدنية. كما انسحب هذا الخيار اللوني المبتكر على مجسّم روح السعادة، رمز رولز- رويس الشهير، الذي صيغ من الكروم عالي اللمعان، شأنه في ذلك شأن الأسطح الأخرى مثل محيط الشبك الأمامي، والحواف الجانبية للهيكل، وحافة فتحة التهوية السفلية وأنابيب النظام العادم. تمايزت المركبة أيضًا بعجلات جديدة بحجم اثنتين وعشرين بوصة صُقلت باللونين الأسود والفضي في تعارض بديع مع اللون الأحمر شديد اللمعان الذي تتفرد به هذه المرة مكابس أسطوانات المكابح.
سيارة كالينان بلاك بادج 2020.. ملامح الفخامة
لا تغيب ملامح الفخامة التي يشي بها اللون الأسود عن المقصورة الداخلية للمركبة التي اختارت رولز – رويس تطعيم أسطحها في لوحة العدادات ولوحة التحكم المركزية بلمسات نهائية ثلاثية الأبعاد. نُفذت هذه اللمسات الزخرفية في هيئة أشكال استُلهمت من روائع العمارة الحضرية، وصيغت من ألياف الكربون التي طُليت بست طبقات من الورنيش قبل أن تُصقل يدويًا لتحقيق تأثير عاكس.
لكن ما يزيد في تفرّد المساحة الداخلية، التي تستفيد ضمن برنامج التصميم بحسب الطلب لدى رولز- رويس من إعدادات متنوعة للخيارات اللونية، هو اللون الأصفر المشرق الذي يطرحه الصانع هذه المرة كسوة للمقاعد الجلدية في سيارة كالينان بلاك بادج ولجيوب الأبواب الداخلية، مع إمكانية اختياره أيضًا لوحدة النظام الترفيهي Recreation Module وللمقعدين القابلين للطي Viewing Suite اللذين جُهّز بهما صندوق الأمتعة.
أما بطانة السقف الداخلي، فصيغت من الجلد باللون الأسود في محاكاة لحلكة سماء يتوهّج ليلها بضياء 1344 مصباحًا مشغولة من الألياف الضوئية، إضافة إلى مجموعة من ثمانية نجوم مذنّبة تشع باللون الأبيض، وتنطلق فوق مقعدي الراكبين الأماميين.
لكن ما تجيء به رولز – رويس في هذه النسخة من مركبات كالينان لا يقتصر على عناصر جمالية توثّق فلسفة صانع يتفوّق في التعبير عن معاني الرفاهية التي تناغم بين وسائل الراحة، والتصميم الجريء، والمواد المتطورة، والعمل الحرفي المتقن. فهذه المواصفات تكمّلها على مستوى الأداء مجموعة من التحسينات المميزة لنسخة بلاك بادج، والتي يشي بها رمز اللانهائية الذي تزهو به المقصورة الداخلية.
جُهزت السيارة الجديدة بمحرك من طراز V-12 مكون من اثنتي عشرة أسطوانة بسعة 6.75 لتر ومعزز بشاحن توربيني مزدوج، ما يتيح لها إنتاج قوة تعادل 600 حصان، أي بمقدار تسعة وعشرين حصانًا إضافيًا، وقوة عزم تساوي 900 نيوتن متر، أي بإضافة قدرها خمسون نيوتن مترًا عمّا هو عليه الحال في المركبات العادية من طراز كالينان، ويوفّر للسائق إمكانية التسارع من التوقف إلى ستين ميلاً/الساعة في غضون 4.9 ثانية. وفي نسخة بلاك بادج، شملت التحسينات أيضًا تعزيز الأداء الحيوي من خلال إعادة هندسة نظام الدفع الكلي ونظام التوجيه بالعجلات الأربع، زيادة على استحداث خاصية Low التي يمكن التحكم فيها من خلال مفتاح على ذراع النظام الناقل للحركة لتنشيط كامل المزايا التقنية الخاصة بهذه النسخة، بما في ذلك الصوت الجهير المميّز لنظام عادم جديد بالكامل.
سيارة كالينان بلاك بادج 2020 محرك من طراز V-12
استفادت السيارة أيضًا على مستوى الأداء من تعديلات على النظام الناقل للحركة ذي علبة التروس ZF المكوّنة من ثماني سرعات، والتي تتيح مع المحورين الأمامي والخلفي ضبط مستوى التفاعل مع مدخلات السائق. كما أثمرت المساعي للارتقاء بمزايا القيادة الرياضية عن تغييرات في نظام المكابح الذي بات يضم دوّارات أفضل أداء من حيث قدرتها على تبديد الحرارة، ويتميّز بانخفاض مدى الضغط على دوّاسة المكابح. وبالرغم من أن نظام التعليق في النسخة الجديدة من كالينان بات محكمًا أكثر من ذي قبل، ما جعل مستوى الاستجابة فيها أكثر دقة، إلا أنه لم يقصِ عنها تلك الانسيابية التي تميّز انطلاقتها على الطرقات.
قد لا يكون هذا التناغم المتقن بين تفوّق الأداء ومعاني الرفاهية حدثًا طارئًا على إرث رولز-رويس، لكنه يتكامل مع تصميم جريء يهز قواعد المألوف بما يُرضي توقعات جيل جديد من رجال ونساء بمقدورهم فرض ذائقتهم على تجربة القيادة من خلال الخيارات التصميمية الوفيرة في نسخة بلاك بادج. وهذا ما يعكس رؤية علامة تغلّب التمايز في مقاربة مستقبل النقل وتلبية تطلعات جيل مستقبلي من السائقين.