فرصة للتماهي مع دور العميل البريطاني السري على متن سيارة جديدة من طراز DB5 العتيق.
فيما كنت أشق طريقي مسرعًا عبر الريف الإنكليزي على متن سيارة من الطراز الأشهر في العالم على ما يُقال، فتحت غطاء مقبض ذراع علبة التروس ورحت أمرر إبهامي فوق الزر الأحمر المألوف، والمشابه لذاك الذي استخدمه الممثل شون كونري في دور جيمس بوند بفيلم غولدفينغر Goldfinger أو إصبع الذهب المنتج عام 1964. لكن بدلاً من اختبار قاذف المقعد، لمست الزناد الذي يتيح توجيه النسخة طبق الأصل من المدفعين الرشاشين من طراز Browning في المصد الأمامي للسيارة.
تضفي العدادات من طراز سميث وعجلة القيادة الخشبية مسحة أصالة على السيارة الجديدة من طراز DB5.
كنت آنذاك أختبر حقيقة تجربة الجاسوسية الخيالية في ستوك بارك ببكنهامشير في إنكلترا، أي على أرض الفندق حيث لعب جيمس بوند جولة غولف محفوفة بالمخاطر مع العقل المدبّر للشرور الذي حمل الفيلم اسمه. كنت على متن سيارة من طرازDB5 Goldfinger Continuation من أستون مارتن، جاثمًا في مقعد السائق المتدثر بكسوة من جلد كونولي. كنت منصرفًا إلى تأمل العدادات الأنيقة من طراز سميث التي ترتبت عبر لوحة القيادة عندما توقفت أمامي شاحنة صغيرة مريبة. ضغطت على المكابح، فانبعث صرير الإطارات التقليدية ذات الهياكل المائلة المميزة لطراز DB5 في ما يشبه تعبيرًا عن موقف اعتراضي. هل أطلق النار من المدفعين الرشاشين أو أعمد إلى تنشيط الكبش الضارب الأمامي؟ كانت الخيارات وفيرة.
نشر الحاجب الدخاني.
تجسّد هذه المركبة المسعى الثالث للصانع ضمن برنامج Continuation للسيارات الجديدة من طرز قديمة، بعد أن سبقها تطوير سيارتين من طراز DB4. كما أنها أول سيارة من طراز DB5 تبنيها الشركة منذ 55 عامًا. أعيد ابتكار السيارة بالاعتماد على مواصفات مشابهة لتلك التي زهت بها المركبة الأصيلة في الفيلم، ويتزامن الكشف عنها اليوم مع الإصدار الخامس والعشرين في سلسلة أفلام جيمس بوند. سيحمل الفيلم المتوقع طرحه في الصالات الشهر المقبل اسم No Time to Die أو لا وقت للموت، وسيضطلع بدور البطولة فيه دانيل كريغ في آخر ظهور له في شخصية العميل الأعلى تميزًا في جهاز الاستخبارات السرية MI6 (وإن كان كريغ قد أدلى بتصريح مماثل عند طرح الفيلم السابق). يعني ذلك أن التجهيزات كافة التي نتذكرها من فيلم غولدفينغر قد ضُمنت في المركبة، بما في ذلك لوحات الأرقام الدوّارة، والدرع المضاد للرصاص الذي يرتفع ليحمي الواجهة الزجاجية الخلفية، فضلاً عن الأزرار الخفية التي تُستخدم لنشر الدخان و"الزيت" من الجزء الخلفي للسيارة.
يقول بول سبايرز، رئيس وحدة Aston Martin Works المعني في العمق ببناء السيارة الجديدة من طراز DB5، ضاحكًا: "لهذا السبب لا تُعد هذه المركبة مجازة للقيادة على الطرقات. فلو كان الأمر مغايرًا لوجدنا الراغبين في تقمص دور العميل 007 يتورطون في سلوكيات مؤذية."
"ضمنت التجهيزات كافة التي نتذكرها من فيلم غولدفينغر في المركبة، بما في ذلك لوحات الأرقام الدوّارة، والدرع المضاد للرصاص الذي يرتفع ليحمي الواجهة الزجاجية الخلفية."
إنها ليست إذًا سيارة مخصصة للقيادة اليومية. لكنها تبقى سيارة من أستون مارتن من طراز DB5، الأمر الذي يعكس تجربة قيادة متفردة بحد ذاتها. تُعد المركبة ذات البابين التي أعيد إحياؤها سيارة من حقبة الحرب الباردة (لا تشتمل على أي أنظمة مساعدة للسائق، أو نظام توجيه معزز، أو نظام للتدفئة والتبريد) تشيع الإحساس بالسلاسة في القيادة، شأنها في ذلك شأن الرجل الذي كان خلف شهرتها. من المستحيل ببساطة تعجّل أداء علبة التروس من طراز ZF. كما أن الضغط على المكابح يتطلب تحذيرات مبكرة جدًا عند القيادة بسرعات عالية. لكن المحرك، المكون من ست أسطوانات تنتظم في خط مستقيم وتبلغ سعتها أربعة لترات، يولد شعورًا بالبهجة عند إطلاق العنان له بزيادة سرعة دورانه، والعادم مزدوج الأنبوب يبعث نغمًا جهيرًا ينساب عبر السيارة ويصلني عبر عجلة القيادة الأنيقة المتدثرة بكسوة من الخشب. أما المشهد المتاح عبر الغطاء الأمامي المتعرج، فيُعد من أعظم المتع التي تتيحها تجربة القيادة، وإن كنت أستغرب أن يلامس رأسي بطانة السقف في حين أن طول قامتي لا يزيد على 179.8 سنتيمتر. لا بد أن شون كونري كان يتمتع بمرونة جسدية عالية.
سيقتصر إنتاج السيارة على 25 نموذجًا بسعر يقارب 3.6 مليون دولار لكل نموذج، وستتوافر كلها باللون الفضي Silver Birch، مع عجلة قيادة إلى اليمين أو اليسار، كما أنها ستكون مجازة للقيادة على حلبات السباق والطرقات الخاصة فحسب. ستشكل سيارة DB5 Goldfinger التي تبصر النور في غايدون اللعبة المثلى للأوفياء من هواة شخصية بوند.