تأسست الشركة الإسبانية المصنعة للسيارات إسبانو – سويثا في عام 1904 ببادرة من الخبير المالي داميان ماتيو والمهندس مارك بيركشت. لكن الشركة، التي استطاعت ذات زمن منافسة رولز – رويس من حيث كونها صانع المركبات الأشد فخامة والأكثر تطورًا في العالم، خرجت من المنافسة بحلول أواخر ثلاثينيات القرن الفائت. انقضى بعد ذلك ما يزيد على ثمانين عامًا وصولاً إلى معرض جنيف الدولي للسيارات لعام 2019 الذي شكل منصة لإطلاق كارمن Carmen، مركبة الكوبيه الكهربائية القادرة على إنتاج قوة تساوي 1٫005 أحصنة، التي طورتها شركة إسبانو سويثا وارتكزت في تصميمها إلى النسق التقليدي لسيارات إسبانو القديمة. وعلى ما هو عليه حال أسلافها، لا تُعد كارمن مركبة قوية الأداء، ومتقنة الصنعة، وفائقة الندرة فحسب. بل إنها فاتنة أيضًا وذات طابع تصميمي جسور. وتشمل أبرز مزاياها الجديرة بالملاحظة المصباح الخلفي صغير الأبعاد، والمصدين الخلفيين العريضين جدًا، والجزء الخلفي المحدب على نحو لافت، ما يستحضر في الأذهان مركبة من طراز إسبانو – سويثا من حقبة الآرت ديكو ألهمت تصميم السيارة الجديدة.
سيارة دوبونيه زينيا من إسبانو – سويثا تعود إلى عام 1938
بعيدًا عن الاقتصار على تبني الاسم الذي ذاع صيته ذات زمن، يرأس إسبانو سويثا بعد ولادتها الثانية ميغيل سوكيه ماتيو، ابن حفيد المؤسس المشارك في الشركة الأصلية. يقول ماتيو: «إن إطلاق كارمن يجسد تحقق ذروة طموحي وطموح عائلتي في الحياة. فمنذ مطلع القرن العشرين حتى أربعينياته، اشتهرت مركبات إسبانو – سويثا بفخامتها المطلقة وعكست الاهتمام الدقيق بالتفاصيل التقنية والهندسية. وقد ابتكرنا كارمن، سيارة جي تي بالغة الفخامة وفائقة الأداء، باستخدام هذه الخارطة الجينية نفسها.»
"إن التصميم المثير واللافت الذي تتسم به سيارة كارمن يستلهم
إلى حد كبير الطابع التصميمي المميز لمركبة دوبونيه زينيا
من إسبانو – سويثا التي تعود إلى عام 1938"
تجتمع في السيارة الخارقة ذات المقعدين، التي صُممت وبُنيت في برشلونة، مجموعة قيادة كهربائية بالكامل ترتكز إلى محركين بقوة 375 كيلو واط ثُبت كل منهما إلى إحدى العجلتين الخلفيتين. جرى تطوير مجموعة القيادة هذه بالتعاون مع شركة QEV Technologies التي تمتلك خبرة واسعة في بطولة الاتحاد الدولي للسيارات في فئة الفورمولا إي. أما هيكل كارمن الداخلي الأحادي المشغول من ألياف الكربون، فيتدثر بالمادة نفسها التي تغلف البنية الخارجية المتميزة ببابين مجنحين ومُعامل جر أدنى من المعيار النموذجي في مركبات بورشه من طراز 918 سبايدر. وفي حين تدعم ألياف الكربون البنية التحتية لهندسة المقصورة الداخلية، تزهو أسطحها، على ما كانت عليه سيارات إسبانو القديمة كلها، بالجلد الوثير، والألمنيوم المخروط، والخشب الفاخر.
مركبة كارمن الجديدة
يقول فرانسيسك أريناس، مدير قسم التصاميم لدى العلامة: «إن التصميم المثير واللافت الذي تتسم به سيارة كارمن يستلهم إلى حد كبير الطابع التصميمي المميز لمركبة دوبونيه زينيا Dubonnet Xenia من إسبانو – سويثا التي تعود إلى عام 1938،» مشيرًا في ذلك إلى واحد من النماذج الأكثر شهرة التي طورتها العلامة الأصلية. تولى بناء سيارة زينيا صانع الهياكل الخارجية الفرنسي جاك سوتشيك، فيما وضع رسوماتها جان أندرو الذي عمل في مجال تصميم الطائرات والسيارات على حد سواء. وكانت النتيجة أن بدت السيارة شبيهة بجسم طائرة، وتميزت بأول زجاج أمامي منحن تكمله نافذتان جانبيتان منحنيتان، ما يذكر بظُلة قمرة القيادة. وكانت بنية السيارة الخارجية ذات الخطوط الدقيقة والشبيهة بشكل الطربيد مجهزة ببابين جرارين، وسقف معدني قابل للفصل. ابتُكرت السيارة بطلب من أندريه دوبونيه الذي أطلق عليها اسم زوجته المتوفاة. اتُبع هذا التقليد نفسه في تسمية سيارة إسبانو سويثا الجديدة التي استُلهمت من أناقة كارمن، والدة سوكيه ماتيو وأسلوبها المتفرد، فحملت اسمها. تخطط الشركة لإنتاج تسعة عشر نموذجًا من هذه المركبة بين أواخر عام 2019 وعام 2021، ويُقدر سعر كل نموذج منها بنحو 1.7 مليون دولار.