لامبورغيني ورولز – رويس تحصدان الجائزة الأولى في المسابقة السنوية التي كشفت عن تحديات خاصة هذا العام بموازاة طابع تنافسي مفاجئ في زمن جائحة كورونا.
في كل خريف منذ عام 2003، عندما بدأت مجلة Robb Report بدعوة القراء إلى تحكيم مسابقة "سيارة العام" التي تنظمها، كان المشاركون يسألون كيف يسعهم مقارنة مركبة رياضية خارقة وفاتنة المظهر بسيارة سيدان بالغة الفخامة؟ وكان الجواب دومًا أنه لا يجدر بهم إجراء مثل هذه المقارنة. فالحقيقة هي ليس ثمة سيارة تستطيع أن تقارب الكمال على المستويات كافة. في كل عام، يبدو أن سيارة صاروخية تتميز بقربها من سطح الأرض وارتفاع نقطة ارتكاز الورك في مقعد السائق تخلف الانطباع المجلجل الأقوى والأكثر حضورًا في الذاكرة، ما يجعل الآراء مشوشة وضبابية. على ما هو عليه حال معظم القراء في عالم مجلة Robb Report، يمتلك المحكّمون في مسابقتنا مرائب تحتشد فيها مركبات ببابين وأربعة أبواب وخمسة أبواب، موفرة خيارات تتيح لهم تلبية رغبات واحتياجات مختلفة في أوقات مختلفة. هل المركبة الصاروخية التي يحتل فيها المحرك موقعًا وسطيًا هي ما أوصى به طبيبك لعطلة نهاية الأسبوع هذه؟ وهل سيارتك المفضلة للرحلات اليومية خزانة مصرف متحركة تقارب طائرة من طراز غلفستريم مخصصة للسفر برًا؟
Robb Rice
أثمرت جولات هذا العام على متن مركبات من ألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، عن ملاحظات متبصرة أدلى بها المحكّمون، كما أثارت جدلاً واسعًا حول الفوائد النسبية للأداء المتفوق مقابل الفخامة الباذخة. وللمرة الأولى، حققت سيارة سيدان فاخرة شهيرة ممثلة بطراز غوست من رولز – رويس فوزًا شاملاً في إحدى الجولات. بل إنها أبهرت أيضًا السائقين في الجولات الثلاث الأخرى ليس بسبب طابعها المصقول فحسب، ولكن لأنها قلبت أيضًا مفهوم تعارض الفخامة والمتعة في القيادة رأسًا على عقب. فضلاً عن ذلك، اختير طراز هوراكان إيفو آر دبليو دي سبايدر من لامبورغيني السيارة الرياضية المفضلة، مثبتًا أن الثور الهائج لا يزال يثير الحماسة بالرغم من أن السيارة لا تكاد تتسع لأكثر من راكب واحد، ومحفظة السائق، وفرشاتين للأسنان.
بعد نحو عقدين من عمليات التصنيف المضنية، قدمّت المجلة في عام 2021 جائزتين: سيارة العام الرياضية، وسيارة العام الفاخرة. لكن القول إن المركبات المشاركة لهذا العام جعلت التوصل إلى قرار نهائي مهمة صعبة لا يفي المسألة حقها. ولا يُعزى السبب في ذلك إلى تقارب النتيجة بين أحصنة مارانيللو وثيران سانتاغاتا بولينيزي فحسب، أو بين مركبات غودوود التي تحمل شعار السعادة المستلهم من تمثال النصر المجنح وتلك التي تزهو بشعار الحرف B الطائر وتبصر النور في ضواحي بلدة كرو بالمملكة المتحدة. فالقرار كان صعبًا أيضًا لأن السؤال "ماذا لو؟" كان في زمن جائحة كورونا يخيّم على الأجواء مثلما كان ليحدث لو أننا تصورنا المباراة الحلم بين جو لويس ومحمد علي. ففي مسابقة سيارة العام، كان حضور سيارة بورشه من الطراز المميز 911 Turbo S (الذي لم يكن متوافرًا عند انعقاد المسابقة) ليقلب النتيجة لصالح الفريق الألماني ويسحب البساط المأثور من تحت قدمي البطل الإيطالي. بل إن سيارة بورشه الكهربائية من طراز تايكان تربو، التي كانت تستعد في مرحلة ما للمشاركة في المنافسة، كانت أيضًا لتشكل بأدائها مفاجأة لبعض الأشخاص. وماذا لو أن المسابقة شهدت مشاركة الطراز F8 Spider – أو حتى الطراز SF90 Stradale (الذي لم يكن هو الآخر متاحاً في فصل الخريف الفائت) – بدلاً من طراز روما الأنيق وبديع المظهر من فيراري؟ لا يمكن حقيقة إلا أن نسأل: ماذا لو؟
لكن الدرس الحقيقي الذي اكتشفه محررا المجلة غير المنحازين لأي علامة، واللذان لا يشاركان في التصويت على المركبات، هو أن كل سيارة في هذه المجموعة تتحلى بما يكفي من المزايا التي تتيح لها الفوز باللقب. في عصر غالبًا ما تكون فيه فكرة منح الجوائز للجميع محط استهزاء، يمكننا أن نرى بصدق في كل من الطرز المشاركة في مسابقتنا سيارة رابحة.