يتيح طراز سيان الهجين والأسرع من لامبورغيني تجربة قيادة حسية لا مجال فيها للمساومة على بلوغ أقصى حدود للسرعة.
تتملكني الرغبة، وأنا أجلس خلف مقود سيارة لامبورغيني من طراز سيان القادر على إنتاج قوة تساوي 819 حصانًا، أن أجعل مركبة الكوبيه الهجينة تملأ أجواء الريف في إنكلترا حيوية. إنها مهمة يبدو الطراز الأسرع الذي ابتكره صانع السيارات عبر تاريخه مناسبًا لها على نحو مثالي، وربما إلى حد كبير. فعلى غير ما هو عليه حال بعض السيارات الخارقة المنافسة التي تناسب الرحلات عبر الطرقات المزدحمة، تكاد قيادة مركبة سيان ببطء تكون مستحيلة. عند السرعات المخصصة للقيادة على الطرقات السريعة، يبدو أن طاقتها الهجينة التي تجمع بين محرك V-12 من اثنتي عشرة أسطوانة ينتج قوة تساوي 785 حصانًا، ومحرك كهربائي بقدرة 48 فولتًا قادر على إنتاج قوة تساوي 34 حصانًا، يبدو أنها استفاقت للتو. إنها سيارة تحتّم عليك اختبار أقصى قدراتها إلى حد أنه لا يجدر بك استخدامها للرحلات اليومية إلا إن كنت تعمل في حلبة سباق. تنطلق السيارة عندئذ بسرعة صاعقة، فيبدد هذا الطراز المثير أي شكوك حول المغامرة الأولى (والمتأخرة على ما ينبغي لنا أن نشير) للثور الهائج في مجال إنتاج مركبة هجينة.
في اللهجة البولونية في إيطاليا، تعني كلمة سيان "البرق"، وذلك في إيحاء إلى الطاقة الكهربائية في هذا الطراز. لكنه اسم يليق أيضًا بسرعة السيارة الصاروخية التي تصل في حدها الأقصى إلى 218 ميلاً/الساعة، وبقدرتها على الانطلاق من صفر إلى 62 ميلاً/الساعة في غضون 2.8 ثانية فقط. عند مقارنتها بطراز أفنتادور من لامبورغيني، والذي يعتمد حصريًا على محرك من اثنتي عشرة أسطوانة، تبدو جرعة الطاقة الكهربائية الإضافية في طراز سيان ملحوظة جدًا. يُعزى السبب في ذلك أيضًا إلى نظام المكابح المتطور لتجديد الطاقة والذي يعمل على تحويل السرعة المتناقصة إلى قوة تُحفظ في نظام تخزين الطاقة إلى أن يضغط السائق على الدواسة بقدمه اليمنى طلبًا لجرعة من القوة المعززة. يصل مقدار هذه الجرعة الإضافية من قوة عزم التسارع الفوري إلى 81 ميلاً/الساعة بالحد الأقصى، ويتوقف عندئذ المحرك الكهربائي تلقائيًا.
Lean Design GmbH
جهزت سيارة سيان، أول مركبة هجينة من لامبورغيني مخصصة للإنتاج على نطاق واسع وقادرة على تحقيق قوة تساوي 819 حصانا، بمكثف خفيف الوزن يوفر مخزونا للطاقة يزيد عشرة أضعاف على ما تتيحه بطارية أيونات الليثيوم من الحجم نفسه.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المحرك الكهربائي يستمد الطاقة من مكثّف خفيف الوزن تقول لامبورغيني أنه أقوى بثلاثة أضعاف من بطارية أيونات الليثيوم من الحجم نفسه. كما أن سعة التخزين التي يوفرها تبلغ عشرة أضعاف ما تتيحه البطارية.
يتكامل أداء سيارة سيان الذي تقشعر له الأبدان مع طابع جمالي مثير بالقدر نفسه تتجلى عناصره البصرية من كل زاوية، بدءًا من الجناح الخلفي الباهر والذي تثريه قنوات تدفق الهواء المعززة لمزايا الديناميكية الهوائية، ووصولاً إلى لوحة العدادات الرقمية المتوهجة بالإضاءة. كما تتجلى الأشكال السداسية المميزة للعلامة بوفرة عبر عناصر التصميم، كما في مرآتي البابين والمصابيح الخلفية. بل إن أنبوبي النظام العادم أيضًا صُمما على شكل مسدس.
"إنها سيارة تحتّم عليك اختبار أقصى قدراتها إلى حد أنه لا يجدر بك استخدامها للرحلات اليومية إلا إن كنت تعمل على حلبة سباق"
على ما هو عليه حال هذا الشكل سداسي الأوجه المميز، يغلب على المقصورة الداخلية طابع صارم محدد المعالم. سيتعرّف أولئك الذين ألفوا قيادة سيارات طراز Aventador SVJ قوية الأداء المقاعد المشابهة الصلبة مثل الصخر في طراز سيان، وزر التشغيل الذي يُوجه إلى أعلى من لامبورغيني، فضلاً عن الأزرار المحجوبة جيدًا والخاصة بوظائف إشارة الالتفاف وماسحات الزجاج الأمامي. لكن في الطراز الجديد أيضًا أكثر من إيحاء إلى طراز كونتاش الشهير الذي يرجع إلى سبعينيات القرن الفائت، لا سيما من حيث الجمع بين المقاعد المنخفضة، ولوحة التحكم المركزية المرتفعة، والرؤية الخلفية غير الواضحة.
أما احتمالات اقتناء مركبة من طراز سيان، فتعادل فرصة احتجاز البرق في زجاجة. فالنماذج الاثنان والثمانون التي خططت العلامة لصنعها (19 نموذجًا مكشوفًا و63 نموذجًا في هيئة سيارة كوبيه، ليشير الرقمان عند وضعهما معًا إلى سنة تأسيس لامبورغيني) بيعت كلها مسبقًا. لكن ربما يجدر بك التخطيط لرحلة إلى إيطاليا. فبعد مضي وقت قصير على تجربة القيادة التي اختبرتها، غُلف النموذج الذي تسنت لي فرصة قيادته في قماش من النسيج الصوفي القطني وشُحن إلى بولونيا ليُعرض في متحف لامبورغيني إلى جانب مركبات خارقة الأداء أنتجتها العلامة في سنوات غابرة. بالرغم من أن المتحف يُعد موقعًا غير تقليدي لاستعراض المستقبل، لكنه قد يوفّر لك الفرصة الوحيدة لرؤية مركبة سيان صُنعت بنيتها من ألياف الكربون.