تطبق العام المقبل على طائرات رجال الأعمال في

الولايات المتحدة قوانين جديدة قد تهدد بانقطاع رحلاتها.

 

قد ترتحل أعداد كبيرة من طائرات الرجال الأعمال في الولايات المتحدة مباشرة إلى باحة الخردوات في ظل التحسينات الإلزامية الأخيرة وأعمال الإصلاح المطلوبة الكفيلة بأن تجعل أسعارها فلكية. بل إن تغيرَيْن مهمين في القواعد، سيوضعان موضع التنفيذ العام المقبل، يهددان بانقطاع رحلات خُمس الطائرات الخاصة الأقدم في البلاد.

 

يتمثل التغيير الأول بإجراء تحسينات على أنظمة الطيران الإلكترونية المطلوبة بهدف توفير ما يُعرف بالمقدرة التقنية على بث بيانات المراقبة الآلية التابعة ADS-B Out. تتيح هذه التقنية، التي باتت تشكل سمة نموذجية في الطائرات الأحدث، للطائرة بأن تُبلغ تلقائيًا عن موقعها. يبدأ تطبيق هذه القاعدة في شهر يناير كانون الثاني من عام 2020.

 

لكن المشكلة لا تقتصر على كلفة التحسينات التي قد تصل بسهولة إلى تسعين ألف دولار أو أكثر. فإذا لم يكن مشغلو الطائرات قد بادروا إلى الحجز لإتمام العمل المطلوب، فإنهم قد يجاهدون للعثور على متجر متخصص في أنظمة الطيران الإلكترونية قادر على إنجاز المهمة قبل الموعد النهائي المحدد. تشير مجلة Avionics International، شأنها في ذلك شأن شركة FlightAware المتخصصة في توفير خدمات جمع البيانات، إلى أن ما يزيد على %30 من طائرات رجال الأعمال المسجلة في الولايات المتحدة، أي نحو ستة آلاف طائرة، لما تستوف بعد شرط التزود بتقنية بث بيانات المراقبة الآلية التابعة.

 

يلفت تيم باربر، الذي يرأس الوحدة الأوروبية للمبيعات والاستحواذات في منشأة Duncan Aviation الرائدة في مجال توفير الدعم لطائرات رجال الأعمال، إلى أن طائرات كثيرة لا تتمتع بما يكفي من فعالية الكلفة التي تتيح لها الخضوع للتحسينات المطلوبة. وفي هذا يقول باربر: «إذا كنت قد اكتفيت بطائرة عمرها ثلاثون عامًا وتساوي قيمتها مثلاً 500 ألف دولار أو أقل، فإنك لن تفضل كثيرًا فكرة إنفاق ما يزيد على 100 ألف دولار.»

 

تكمن المشكلة الثانية في إجراء إصلاحات إلزامية لدواعي السلامة على طراز محدد من محركات Honeywell ذات المراوح النفاثة تُستخدم في عدد من طائرات هوكرHawker، وداسو فالكون Dassault Falcon، وسيسنا Cessna. عمد العديد من المشغلين إلى تأجيل موعد إجراء الإصلاحات المطلوبة لأطول فترة ممكنة لأن المعدل الوسطي لكلفتها يبلغ 325 ألف دولار. لكن الموعد النهائي المحدد لإنجاز المهمة هو شهر أكتوبر تشرين الأول من العام المقبل، وثمة 1٫400 محرك تقريبًا لا تستوفي الشرط المطلوب. يقول باربر: «إن الإرشادات الملزمة لعام 2020 قد جعلت من عدد ملحوظ من الطائرات الأقدم مشاريع تحويل غير مجدية اقتصاديًا. وقليلة هي الخيارات المتاحة في ما عدا التخلي عن هذه الطائرات.»

 

لكن ثمة جانبًا مشرقًا في هذه التعديلات للقطاع ولبعض مالكي الطائرات. فقد استقرت هذا العام أسعار بيع الطائرات المستعملة في ظل تراجع أسطول طائرات رجال الأعمال في السوق بنسبة %9 بعد أن بلغ نسبة عالية قدرها %20 خلال الانهيار المالي العالمي. لكن ثمة مؤشرات تبين أن الأسعار عادت لترتفع مجددا بعد أن استُنفدت المعاملة الضريبية المؤاتية لهذه الفئة.

 

يقول باربر: «إذا ما استثنينا تلك الطائرات التي لن تخضع للتحسينات، فإننا سنشهد في النهاية تراجعًا ملحوظًا في مخزون البيع.»

 

قد يشكل ذلك خبرًا سارًا لباعة الطائرات الأحدث والمصنعين، وقد يعود في نهاية المطاف بالفائدة على البيئة إذ تُقص أجنحة الطائرات التي تتميز بقدر أقل من الكفاءة في استهلاك الوقود. يشابه الأمر اقتناص النصر من فك الهزيمة.

 


للاستعلام عما إذا كانت طائراتكم ستكون مناسبة للتحليق في الأجواء العام المقبل، يمكنكم التواصل مباشرة مع تيم باربر من شركة Duncan Aviation

676 352 7836 44+
[email protected]