شركات عدة تمضي قدما على طريق إطلاق طائرات مدنية

قادرة على السفر بسرعة تصل إلى 2.2 ماخ. 

 

ربما تُصمم الآلات خصيصًا لتحقيق السرعة في الإنجاز. لكن إيقاع التطور في مجال الطائرات التجارية الأسرع من الصوت كان بطيئًا للغاية. في نهاية المطاف، يعود دخول طائرة كونكورد، القادرة على السفر بسرعة تساوي ضعفي سرعة الصوت، حيز الخدمة إلى عام 1976. لكن هذا التباطؤ قد يكون قيد التراجع في ظل بيئة تنظيمية تبدو أقل عدائية، مقارنة بما كان عليه الحال على مر عقود عدة، تجاه السفر على متن طائرات أسرع من الصوت. قد يعني ذلك إمكانية السفر على متن طائرة تجارية بسرعة 2 ماخ في بضع سنوات فقط. تقف شركات عدة في طليعة هذا التوجه وقد هيأت محركاتها للانطلاق. 

 

تسلَّمت شركة بوم سوبرسونيك Boom Supersonic الناشئة في دنفر طلبات مسبقة لطائراتها من طراز Overture، وطلبت الخطوط الجوية اليابانية عشرين منها، فضلاً عن عشرة طلبات أخرى مماثلة لمجموعة فيرجن غروب. تصل السعة القصوى لطائرات هذا الطراز إلى خمسة وسبعين راكبًا، وستتيح سرعاتها، التي يتوقع أن تصل إلى 2.2 ماخ أو 1٫451 ميلاً/الساعة، تقليص مدة الرحلة، التي تستغرق إحدى عشرة ساعة من طوكيو إلى سان فرانسيسكو، بمعدل النصف. تهدف الشركة إلى وضع طائرات هذا الطراز موضع الخدمة بحلول منتصف العقد المقبل، ومن المتوقع أن يكسر النموذج الاختباري الأصغر حجمًا من الطائرة جدار الصوت في العام المقبل. 

 

فضلاً عن ذلك، كشفت شركة لوكهيد مارتن عن تصميمها لطائرة Quiet Supersonic Technology Airliner (QSTA) التي ستتمكن من السفر بسرعة 1.8 ماخ فيما تنقل على متنها أربعين راكبًا. تعمل الشركة أيضًا مع وكالة ناسا على خفض مستوى الصوت الذي تحدثه طائرة أسرع من الصوت للانتقال به من دوي يحاكي صوت تحطم الزجاج إلى صوت لا يسبب ضررًا أو تلوثًا سمعيًا على الأرض. 

 

يتزامن ذلك مع عمل إدارة الطيران الأمريكية الاتحادية على إعادة مراجعة حظرها رحلات الطائرات المدنية الأسرع من الصوت في الأجواء. من المتوقع أن نشهد بحلول العام المقبل اقتراح حدود جديدة لمستوى الضجيج المسموح به. لكن اتحاد قادة الطائرات ومالكيها دق ناقوس الإنذار محذرًا من مخاطر طرح الطائرات فائقة السرعة في البيئات حيث يخضع قادة الطائرات في عملهم لقواعد الطيران المرئي. 

 

بغض النظر عما ستكون عليه القوانين التنظيمية الجديدة، تُعد Spike Aerospace في بوسطن شركة أخرى مستجدة في هذه السوق تسعى إلى أن يكون لها حصة منها. تخطط الشركة لإطلاق نموذج اختباري بحجم الثلثين من طائرتها التي تستوعب ثمانية عشر مسافرًا وتستطيع الطيران بسرعة 1.6 ماخ، وذلك بحلول عام 2021، على أن تبدأ عملية تسليم الطائرات من هذا الطراز في عام 2025. 

 

«ستتيح السرعات التي يتوقع أن تصل إلى 2.2 ماخ أو 1٫451 ميلاً/الساعة تقليص مدة الرحلة، التي تستغرق إحدى عشرة ساعة من طوكيو إلى سان فرانسيسكو، بمعدل النصف.»  

 

تدخل في المشهد أيضًا شركة Aerion في مدينة رينو التي ما فتئت تحاول جاهدة منذ عام 2003 تحقيق مخططاتها لإطلاق طائرة لرجال الأعمال أسرع من الصوت. توالى شركاء عدة على هذا المشروع ثم تنحوا عنه، لكن المجموعة الحالية التي تضم شركات Honeywell، وBoeing، وGE Aviation، وSpirit AeroSystems تبدو واعدة لإنجاح مسعى Aerion لإطلاق طائرتها التي تضم اثني عشر مقعدًا والقادرة على السفر بسرعة 1.4 ماخ. 

 

لكن في حلبة تشكل فيها السرعة عنصرًا رئيسًا، تخطط شركة أخرى لتجاوز المنافسين. تعمل الشركة البريطانية Reaction Engines على تطوير نظام SABRE الذي يزاوج بين آلية نفاثة ثورية مركبة ومحرك صاروخي، ليبدأ اختبار هذا النظام العام المقبل. يتمثل الهدف بتوظيف هذا النظام لتوفير الطاقة لمركبات فضائية قابلة لإعادة الاستخدام وطائرات مدنية عابرة للقارات تنطلق بسرعة 5 ماخ، ما يتيح مثلاً السفر من لندن إلى سيدني في رحلة لا تستغرق أكثر من أربع ساعات ونصف ساعة.