من السهل أن تتحول صفقة شراء طائرة إلى نشاط عابر للحدود، إذ إن الطائرة المناسبة غالبًا ما تتوافر على أرض قارة أخرى. تشكل أمريكا الشمالية وأوروبا أكبر سوقين للطائرات الخاصة. لذا قد تعتقد أن شراء طائرة من قارة ونقلها إلى أخرى مهمة غاية في السهولة. لكنك مخطئ في اعتقادك. فالطائرات الخاصة الأكبر حجمًا هي الوحيدة التي يتيح لها مداها عبور الأطلسي في رحلة واحدة. أما الطائرات الأخرى، فتضطر إلى تجزئة الرحلة نفسها إلى مراحل فيما تعبر فوق امتدادات المحيط الشاسعة - حيث المياه باردة على الدوام والأمواج عاتية في غالب الأحيان - وتتوقف في بعض الحالات في مطارات قد لا تعدو كونها بقعًا مكسوة بالثلج أو الجليد على مر أميال عبرت فوقها الجرافات.
في ظل المخاطر المحتملة، قد تتمثل الوسيلة الأسهل لشحن وسيلة نقلك البراقة الجديدة عبر الأطلسي في استخدام جهة أخرى لتولّي هذه المهمة. لكن أولئك الذين يستحوذ عليهم حس المغامرة يختارون في غالب الأحيان أن يحلّقوا بأنفسهم بطائراتهم الجديدة. على الرغم من ذلك، يبقى التخطيط عنصرًا أساسيًا لا غنى عنه. فيما يتعلق بالطائرة ذات المحرك الأحادي، حتى إن كان مداها يسمح لها بتجاوز الحاجة إلى التوقف في بعض المحطات، من الأفضل لأولئك الذين لا يمتلكون خبرة كافية في مجال قيادة الطائرات أن يقلصوا قدر الإمكان مدة السفر فوق المسطحات المائية، ويستخدموا مسارًا يربط بين مطارات عدة تحسبًا لوقوع أي مشاكل. بل إن ذلك من شأنه أن يتيح لك إدراج أسماء وجهات رائعة في سجل رحلاتك. فبعد المرور فوق بلدة ويك في شمالي اسكتلندا، يعبر بك أحد المسارات الممتدة جوًا فوق بر أوروبا وصولاً إلى أمريكا الشمالية فوق إغليستاور في أيسلندا، وكولوسوك وكانجرلوسواك في غرينلاند، وإكالويت في شمالي كندا. تعادل المسافة الأطول التي يمكن أن تقطعها بين وجهتين عبر هذا المسار 847 ميلاً بحريًا.
من الجلي أنك تحتاج إلى التزود بما يكفي من الوقود لهذه الرحلة، ما قد يتطلب تركيب خزان إضافي للوقود، لا سيما في الطائرات المجهزة بمحركات أحادية ذات صمامات. يمكن تصنيع هذا الخزان بحسب الطلب من معدن باهظ الثمن، أو الاستعاضة عنه بحاوية تُصنع من المطاط وتوضع فوق أحد المقاعد الشاغرة. صحيح أن الحاويات أقل كلفة، لكنها غير عملية وقد تظل تترنح فوق المقعد يمينًا وشمالاً. ينسحب التخطيط الضروري أيضًا على الملبس. ولا ينبغي أن يقتصر الأمر على بذلة النجاة غير المريحة والمسببة للتعرق التي لا بد من توافرها على متن الطائرة لدى السفر فوق الأطلسي. يقول طيار انتقل بطائرته من المملكة المتحدة إلى كندا أنه ابتاع عددًا من القمصان حمراء اللون لكي يسهل على الآخرين رؤيته، أو رؤية جثته من الفضاء، ويضيف: «لا بد للمرء من مواجهة احتمال حوادث الوفاة من هذا النوع». لكن ما إن يُرتب المرء الأمور اللوجستية كافة حتى يصير الإقلاع بالطائرة مدعاة للشعور بارتياح بالغ. ويقول طيار آخر: «لا شيء يمكن فعله بعد ذلك إن أغفلنا استيفاء إجراء ما على اللائحة».