المهندسان المعماريان وليامز وتسين ينخرطان في مشاريع مهمة

 

ينظر الفنانون بطبعهم إلى المهندسين المعماريين بعين الريبة نوعًا ما: فهم يستحسنون التصاميم البارعة بجلاء، لكنهم يمقتون أيضًا تقاسم أضواء الشهرة. لذلك، عندما طلب النحات الشهير مارتن بوريير من الزوجين تود وليامز وبيللي تسين تصميم معرضه للمشاركة في جناح US Pavilion في الدورة الثامنة والخمسين لمعرض Venice Biennale، الذي افتتح في مايو أيار، بدت الثقة المطلقة ثناءً عظيمًا حقًا.

لم يفلح الزوجان اللذان نالا سمعة رفيعة جراء طرحهما حلولاً أنيقة، في كسب ثقة الفنانين فحسب، بل مجالس إدارات المتاحف والجامعات أيضًا، بل حتى ثقة أحد رؤساء الولايات المتحدة السابقين. تقول تسين التي شاركت في تأسيس شركة تود وليامز بيللي تسين آركيتيكتس في عام 1986: «استوجب الأمر بلوغ مستوى معين من النضج لإدراك متى يستدعي الحال اعتناق مبدأ التصميم الهادئ ومتى يستدعي تصميمًا صارخًا. إن مبدأ الهدوء الآسر يفسح المجال للفن الإبداعي لأن يطغى حضوره على نحو أساسي.»

 

وليامز وتسين

 

يتجلى ما لديهما من فكر واع في متحف Hood Museum of Art الذي كُشف النقاب عنه مؤخرًا في دارتماوث كوليدج، إذ عمدا، وبأناقة، إلى دمج روح مبنى تشاد فلويد الذي يعود إلى تشارلز مور مع هيكل معماري حديث بالطوب الرمادي، والنوافذ المصنوعة من الألمنيوم والموزعة على نحو استراتيجي، ما يجعل من مدخل المتحف يبدو أكثر ترحيبًا بزائري نواة مبنى الكلية المركزي دارتماوث غرين.

 

غير أن درة الإنجازات حقًا ضمن محفظة مشاريع وليامز وتسين الحالية هي مركز أوباما الرئاسي في شيكاغو (منح الرئيس الرابع والأربعون كلا المهندسين المعماريين الميدالية الوطنية للفنون أيضًا في عام 2013، في السنة التالية لافتتاح مشروعهما المرموق ذي الكوة السماوية BarnesFoundation  في مدينة فيلاديلفيا). تفوق الثنائي على أسماء أخرى لامعة في المجال نفسه، بعد فوزهما عام 2016 بعقد المشروع، أبرزها رينزو بيانو، ديفيد آدجيي، وديللر سكوفيديو + رينفرو. يتضمن تصميمهما للحرم الجامعي برجًا مستوحى من أربع أيادٍ متباينة لكنها متحدة بعزم وشراكة. عندما سُئلت عن ماهية الضغوط المتعلقة بالتسليم وأنه لربما يكون أكثر مشاريع حياتهما المهنية رصدًا وتمحيصًا عند انتهائه عام 2021، أجابت تسين قائلة: «لقد أرست عائلة أوباما أعلى معايير المثل والمبادئ على الصعد كافة، لذا فالرد هو نعم، الضغوط شديدة. لكن أن تُمنح الفرصة للمشاركة في توطين هذه القيم فهذا مشروع العمر.»

 

في عام 2014، عندما أقدم متحف الفن الحديث على هدم متحف الفن الشعبي الأمريكي American Folk Art Museum الأثير عند وليامز وتسين، في إجراء جدلي اتُخذ بغية إفساح المجال للتوسعة الأخيرة، قلة هم من شكك في قدرتهما على تجاوز الأمر، رغم ذلك تداعى جميع الناس إلى تقديم الدعم المعنوي لهما على أية حال. تلخص تسين نهجهما تجاه ذلك بطريقتهما المعتادة بوصفهما ثنائيًا متواضعًا قائلة: «نشعر بالحماس كل يوم، ونتعلم شيئًا جديدًا كل يوم.»