تشكّل تصاميم آدم فوستر مثالاً نموذجيًا عن تلاحم الأضداد. فبعض ابتكاراته الأحدث، على سبيل المثال، تزاوج بين صخور منحوتة يدويًا مصدرها الحمم البركانية في جزر الكناري، والذهب والألماس، وحتى حجر زنة 31 قيراطًا من الزبرجد أصفر اللون. أما نتيجة هذه التوليفات، فتتجلى تناغمًا متقنًا بين مواد خام ولمسات مصقولة. كل الاحتمالات تتحول إلى واقع ملموس بين يدي هذا الحرفي الماهر الذي يحمل شهادة في فن صياغة المعادن من مدرسة معهد الفنون في شيكاغو، والذي يزاوج بين أساليب تقليدية تستلزم عملاً يدويًا مكثفًا، وتقنيات بالغة التطور، ليبتكر قطع جواهر جريئة في تصاميمها إنما لا تخلو من مسحة تراثية وقيمة متفردة.
يلفت فوستر إلى أن التحديات التي يفرضها استخدام صخور الحمم البركانية، والناجمة عن الطابع الهش لهذه المادة خفيفة الوزن وعن التشكلات المتفردة التي تتمخض عنها الأرض، هي مكمن جاذبيتها البالغة. عن استخدام مواد غير تقليدية مطعّمة بالأحجار الكريمة والألماس، يقول فوستر: «أريد أن تتحول الجواهر التي نصوغها إلى إرث تتناقله الأجيال، وأن يشعر الأشخاص الذين يبتاعونها بأنهم يقتنون قطعًا جديرة بأن تُحفظ في متحف».
تجلّت نزعة فوستر إلى تثمين الحرفية التقليدية مع بلوغه الثالثة عشرة من العمر في سياق زيارة قام بها مع أفراد عائلته إلى شمالي إيطاليا. فقد ألهمته، آنذاك، التفاصيل المشغولة من الحديد المطرّق التي تزهو بها المعالم العمرانية في المنطقة، خصوصًا النقوش المتقنة التي تتخذ شكل نجمة تتزين بها أسقف الكاتدرائيات المزدانة بلون الكوبالت الأزرق. شكلت هذه النقوش لاحقًا المصدر الذي استلهم منه مجموعة Constellation التي تدور حول موضوع النجوم والكواكب السماوية. في أعقاب بضع رحلات إضافية إلى إيطاليا، وبعد الحصول على الشهادة الدراسية في مجال الفنون، حمل فوستر هذا الحس التاريخي إلى موطنه في سانت لويس بميسوري حيث أسس محترفه. هناك يقود فوستر فريقًا من ثلاثة حرفيين يصوغون قطع جواهر فريدة ومعقدة التصاميم يصقل فوستر بنفسه كل قطعة منها قبل أن تغادر محترفه. قد يحتاج فوستر وفريقه، بحسب مستوى تعقيد التصميم، إلى ما بين بضعة أيام وأشهر عدة لصياغة قطعة جواهر واحدة من البداية إلى النهاية. يقول فوستر: «نحن نفتخر على نحو بالغ بمقدرتنا على أن ننجز، من موقعنا في الجزء الأوسط من البلاد، تصاميم ترتكز إلى هذا النوع من التقنيات الغارقة في القدم».