تتمثل إحدى الميزات التي ينعم بها أي خبير يتربع على عرش صنعته فيما يتمتع به من حرية تتيح له أن يدعو أصدقاءه من أصحاب المواهب إلى محترفه والسماح لهم بإطلاق العنان لمخيلاتهم الإبداعية. هذا هو حال البريطاني بيل آمبرغ، الخبير في مجال معالجة الخامات الجلدية وتصميمها، والذي عمد في سياق مشروعه الأخير إلى دعوة المبدعين في محيطه للتعاون معه على ابتكار خط جديد من الجلود الفاخرة المطبوعة رقميًا.
يقول آمبرغ: «لطالما وجدتني مهتمًا بسبل الجمع بين التقنيات الحديثة والمهارات الحرفية القديمة والمواد التقليدية على نحو يتيح الإتيان بابتكارات جديدة وآسرة. في ظل ما تحقق من تطورات في مجالي الدباغة والطباعة، راودني الفضول لمعرفة السبيل إلى تحقيق ابتكار يجتذب جمهورًا أوسع».
يشكّل الانطلاق من مادة أساسية جيدة عنصرًا يساعد على تحقيق الغاية المرجوة. تمثّلت هذه المادة برقع من جلود الثيران الأوروبية غير المدبوغة يقارب حجمها 53 قدمًا مربعة. أما المحصلة، فتختزلها تسعة أنماط مثيرة للاهتمام من ابتكار مجموعة من مشاهير المصممين تضم ناتاشا بارادران، وألكسندرا شامباليمو، وتوم ديكسون، وفاي توغود، فضلاً عن الخبيرين في تصاميم ورق الجدران اللذين يقفان وراء علامة تيموروس بيستيز. وفيما يُعد نمط Elle من بارادران ترجمة محدثة للدانتيل، يجسّد نمط Foil ضمن الأنماط الأربعة التي ابتكرها توم ديكسون تصميمًا يزهو بلون معدني. أما نمط Sketchpad (المبيَّن في الصورة)، فيشكّل تعبيرًا تجريديًا آسرًا مستوحى من دفاتر الملاحظات الشخصية الخاصة بتوغود والزاخرة بمحتوى يحتمل تأويلات مختلفة.
صُمِّمت هذه الخامات الجلدية، التي يبدأ سعرها من 1٫050 دولارًا لتستخدم في المنازل أو الفنادق أو الأغراض البحرية.
ويظهر أكبر المكاسب فيما أنجزه آمبرغ من نتائج مذهلة فائقة الجودة. ففي معظم الحالات، يغلب لمعان بلاستيكي المظهر على الخامات الجلدية المطبوعة رقميًا، ما ينتقص من أناقتها. لكن آمبرغ يقول: «إن تقنية الطباعة الرقمية المتخصصة شهدت على مدى السنوات الثلاث الأخيرة تحسنًا وتطورًا، ما جعلها تتواءم مع الغرض الذي نريده منها. باتت هذه التقنية تعتمد اليوم على طابعة بسطح عريض، وتضمن، مقارنة بما كان عليه الحال من قبل، قدرًا أكبر من الدقة من حيث تغلغل الأصباغ في الخامة الجلدية. وهذا يعني أن التصاميم المطبوعة باتت أكثر مقاومة لعوامل التلف، وما عادت تتشقق أو تبلى بمرور الوقت».