دخل إدواردو جوردان التاريخ عندما اعتلى المنصة في حفل جوائز جيمس بيرد عام 2018. كان الطاهي صاحب مطعمي سالاري وجون بيبي في سياتل قد حصل حقًا على جائزة أفضل طاه في الشمال الغربي خلال احتفال Oscars of food. أصبح جوردان، الذي وقف أمام أكبر نجوم الطهي في العالم للمرة الثانية، أول طاه أمريكي من أصل أفريقي يفوز بجائزة أفضل مطعم جديد في تاريخ الجائزة. عندما عاد إلى سياتل، لم يسمح لنفسه بالاسترخاء مدة طويلة. ففي غضون ستة أشهر، افتتح مطعمًا آخر، ما عزز دعائم إمبراطوريته الصغيرة في منطقة شمال غرب المحيط الهادئ.
كان طريق جوردان إلى ذاك الجزء من البلاد طويلاً، في هذه الأثناء افتتح مطعم سالاري في عام 2015، إذ استطاع توحيد الثقافات والأساليب التي تعلمها من الأماكن التي توقف عندها في أثناء ترحاله، منها مطعم French Laundry، ومطعم Per Se التابعان لتوماس كيلر، ومطعم هربفارم Herbfarm في سياتل، وأمضى مدة من الوقت في إيطاليا يدرس طريقة تمليح اللحوم الباردة. عاد بعد ذلك إلى سياتل حيث أسس مطعم سالاري من خلال قروض بنكية، ومساعدة مالية قليلة من الأسرة، وحملة دعم أولية، واكتسب شهرة من خلال جمعه ما بين استحسانه للمأكولات الإيطالية وتدربه على أسلوب الطهي الفرنسي.
اشتُهر مطعم جون بيبي فور افتتاحه في الشارع. وتزايد الإقبال على هذا الطعام الجنوبي، وعاد مواطن ولاية فلوريدا إلى جذور المطبخ الأمريكي الأفريقي. يقول جوردان: «لا يوجد أحد من الأعراق الأخرى يتحدث عن الطعام بصدق انطلاقًا من وجهة نظره.» لم يكن جوردان ينشد نسخًا من قوائم طهاة متفردين في الطعام الجنوبي. ابتكر، بدلاً من ذلك، قوائم بسيطة تضم مكونات عالية الجودة، وعمد إلى تقديمها بكل تواضع. لم يخجل من استخدام أحشاء العجل أو الشعور بالحاجة إلى التكلف في وعاء من البازلاء والأرز. إنه لم يعد يكترث بشأن تصنيفه طاهيًا لأطباق الأطعمة الأفريقية.
يقول جوردان: «لم أرغب في أن أكون فقط ذاك الطاهي الجنوبي الأسود. لهذا السبب جاء مطعم سالاري أولاً. أما مطعم جون بيبي فإنه يتحدث عني من حيث كوني معينًا لا ينضب، ومواطنًا أمريكيًا من أصل أفريقي، من منظور غذائي.»
إن مطعم لوسيندا غرين بار، الذي افُتتح لأول مرة في شهر ديسمبر كانون الأول في شارع سياتل الهادئ، متخصص في تقديم أطباق الحبوب. إنه بذلك يحاول تنبيه سكان سياتل إلى الحبوب التي تنمو بوفرة في واشنطن. يقول جوردان: «لكأنها الحمضيات في فلوريدا، إنها المحاصيل المربحة في منطقة شمال غرب المحيط الهادئ. بعض الناس هنا لم يسمعوا بحنطة القفقاس من قبل. لذلك عندما تذوقوها أبدوا إعجابهم بها قائلين: يا إلهي كم هي جميلة، لها مذاق الجوز ولذيذة.»
لكن من المرجح أن ما سيضطلع به جوردان مستقبلاً لن يكون مطعمًا آخر. حيث إنه يبدع حقًا كثيرًا من المكونات في المطعم، من المخللات إلى جبن الفلفل الحلو، فإنه يتطلع الآن لإطلاق خط منتجات ليبيعها في مطاعمه. يأمل جوردان، مستقبلاً، في تأسيس جمعية خيرية تسعى إلى تعليم القراءة والكتابة مبكرًا في مرحلة الطفولة، وهو ما بدأ بالعمل عليه حقًا. في الوقت الحاضر، على الرغم من نهوضه الهائل، إلا أنه يواصل عمله الدؤوب. يقول جوردان: «ما زلت الطاهي والمالك الذي يصلح أنابيب المياه، ويطلي الجدران، ويضع قوائم الطعام، ويمارس المهنة والأشياء التي جعلتني على ما أنا عليه. لكننا أكثر انشغالاً، ولا يزال كثير من الناس يتقدمون للعمل لدينا. اعتدت السفر لرؤية أشياء اعتقدت أني لن أراها في حياتي، وعندما أتحدث هاتفيًا فإن الناس ينصتون.»