قد تزور أرخبيل آيلاس سيكاس Islas Secas طمعًا في عطلة تُعتقك إلى رحاب جزيرةٍ خاصة تنعم فيها بمختلف مظاهر الرفاهية التي تطلبها. لكنك ستغفل في هذه الحالة عن مغزى هذا الفضاء. فهذه الجزيرة ليست منتجعًا شاطئيًا يشبه غيره، إذ إن لها جوهرًا عميقًا يميزها. يحتجب هذا الملاذ الاستوائي وسط الشعاب المرجانية وغابات القرم المميزة لخليج شيريكي على ساحل المحيط الهادئ في بنما، ويتوقع افتتاحه رسميًا هذا الشهر.
تُعزى فكرة المنتجع إلى لويس بايكن، المحسن المهتم بالحفاظ على البيئة (أي أنه بتعبير آخر ليس من أصحاب الفنادق) الذي يسعى إلى تحويل أرخبيله الصغير إلى وجهة تتفوق على أي فندق عادي. وفي حين أن أي علامة فندقية مشهورة كانت لتقوم بنشر مئات الأجنحة في رحاب جزر آيلاس سيكاس الأربع عشرة، اختار بايكن بناء ما مجموعه تسعة أكواخ تقليدية يتبع كلاً منها حوض سباحة خاص يمتد فوق الرمال التي لوّحتها أشعة الشمس في جزيرة كافادا.
أما الجزر الثلاث عشرة المتبقية، فلم تشهد أي أعمال تطوير، ما يعني أن هذه الواحات تخلو من أي ناد للأطفال أو طرقات معبدة أو ناد صحي مترامي الأطراف. تزهو الجزر عوضًا عن ذلك بمجموعة زاخرة من الشواطئ التي يمكنك الاستمتاع بها وملؤك اليقين بأنك قمت بخيار مسؤول فيما يتعلق بمكان قضاء عطلتك (والسبب في ذلك يُعزى في جزء مهم منه إلى أن بايكن أحسن توظيف الابتكار البيئي في المكان خير توظيف من خلال اعتماده نظام الطاقة الشمسية بالكامل والأنظمة الأكثر تطورًا لتدوير النفايات والماء). الواقع هو أن هذا الملاذ يجسد نوعًا من الواحات الفردوسية التي نادرًا ما تتحول إلى حقيقة ملموسة، إذ ينتهي الأمر في معظم المنتجعات المشابهة إلى أن تتجلى إما مصقولة إلى حد مسرف وإما بدائية المعالم إلى حد يجعلك ترغب في استدعاء قارب إنقاذ لمغادرتها. أما في واحة لويس بايكن، فستكون أمنيتك الوحيدة عندما تكتشفها أن تبقى تحديدًا على حالها.