مرت فترة طويلة منذ أن مكثنا في نزلٍ، لكن هذا الوضع قد يتبدل قريبًا. ففي مختلف أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية، من ساحلها الشرقي إلى ساحلها الغربي، ثمة حدث غير متوقع يتبلور خلف جدران النزل والفنادق الصغيرة القديمة الواقعة عند جوانب الطرقات السريعة، إذ إنها تخضع لعمليات تحديث راقية يغلب عليها بلا شك طابع ذكوري. إذ نطلق على هذه الواحات اسم «ملاذات للأصحاب»، نعلنها استراحات تقطع ذاك الهوس بالطابع الحديث لأواسط القرن العشرين الذي ضيّق الخناق لوقت طويل على مجال تصميم الفنادق.
تحتل هذه الملاذات، التي تزواج في تصاميمها بين الألواح الخشبية والأسطح الرخامية، مواقع مناسبة للانطلاق في المغامرات، ما يجعلها مثالية للاستمتاع بشرائح اللحم المشوي الطرية في أعقاب يوم طويل على المنحدرات الثلجية أو في الجبال. لكن هذه النزل تزخر أيضًا بأفضل التجهيزات، إذ إن باحاتها الخارجية مدعمة بمحطات لشحن السيارات من طراز تيسلا، كما أن مطابخها تخضع لإدارة نخبة من كبار الطهاة، والأَسرة فيها تتدثر بملاءات من علامة فريتي Frette.
فضلاً عن ذلك، لا يستثير ملاذ الأصحاب أي حنين إلى الماضي. فلا شيء تقريبًا في معالم تأثيثه وعناصره المحلية يذكّر بماضيه، إلا ربما واجهته ذات الزوايا (التي جُدِدت وأعيد طلاؤها) أو الكراسي الخشبية متعددة الاستعمالات من طراز Adirondack (الذي يبقى رائجًا على أي حال). كما أن ثمة شعورًا بالراحة توحي به معالم هذا الملاذ الذي تغلب عليه بساطة أنيقة، ما يجعل منه مكانًا أفخم من الفنادق العادية إنما ليس بمثل فخامة فندق الريتز، الأمر الذي يُشعرنا بالعودة إلى جذورنا وإن لبرهةٍ من الزمن. نعرض فيما يأتي ثلاثة خيارات من هذه الملاذات تتفاوت بين الأشد تميزًا والأبعد ما يكون عن الأناقة وحسن الترتيب.