لا يختلف اثنان على التمايز الذي كرّسته دبي جزءًا من هويتها مذ رسّخت مكانتها مدينة عالمية التكوين تتقن فن العزف على إيقاعات الحداثة وتشرع فضاءاتها لعناوين الفخامة الأعلى تفردًا. أتقنت دبي أيضًا تحقيق الأرقام القياسية، وهي التي تحتضن برج خليفة الأعلى في العالم، ونافورة النخلة الأضخم في العالم. أما أحدث إنجازاتها في هذا المجال، فيختصره اليوم مركز ديب دايف دبي Deep Dive Dubai، حوض الغوص الأعمق على الإطلاق الذي جرى افتتاحه في شهر تموز يوليو الفائت في منطقة ند الشبا.
تمتد منشأة ديب دايف دبي على مساحة 1500 متر مربع صُممت في هيئة محارة عملاقة احتفاء بتقليد الغوص بحثًا عن اللؤلؤ، الذي يشكل جزءًا من التراث الإماراتي. في جوف المحارة – التي تحتضن مطعمًا ومتجرًا لمعدات الغوص ومتجرًا للهدايا، فضلاً عن قاعات للاجتماعات والمناسبات - يحتجب عالم بحري آسر يجتذب هواة الغوص إلى قاعه الذي أقيم على عمق 60 مترًا.
تحت صفحة المياه، تتوزّع عوالم مختلفة يمكن للغوّاصين من مختلف المستويات والمهارات استكشافها في بيئة آمنة. على عمق 12 مترًا، أقيمت مدينة غارقة متكاملة يمكن للزائرين استكشاف شوارعها المهجورة التي تضم شقة كاملة التجهيز، ومرآبًا للسيارات، ومقصورة هاتف، ومكتبة، وصالة للاستمتاع بمجموعة من الألعاب التقليدية مثل لعبة الشطرنج أو البلياردو.
يحتضن الحوض، الذي يوفّر أيضًا دورات تدريبية في الغوص تحت إشراف غوّاصين متخصصين، بيئتين حيويتين وغرفًا جافة أقيمت على عمق 6 أمتار و21 مترًا. كما أنه مجهّز بأنظمة متطورة للصوت والإضاءة التعبيرية، وبما مجموعه 56 آلة تصوير تغطي مختلف الزوايا في القاع.
Kjoller Jesper
تُنقى مياه الحوض، الذي تبلغ سعته 14 مليون لتر من الماء، أي ما يعادل سعة ستة أحواض سباحة من الحجم الأولمبي، مرة كل ست ساعات من خلال نظام ضخم يرتكز إلى استخدام مرشحات مصنوعة من صخر بركاني ومصافٍ من تطوير وكالة ناسا، ومفاعلات تعمل بتقنية الأشعة فوق البنفسجية. أما حرارة المياه، فتُضبط عند 30 درجة مئوية بما يوفّر بيئة مريحة ومثالية للغواصين.