استقال جونغيون بارك سنة 2015 من عمله في مطعم جونغسيك الحائز اثنتين من نجوم ميشلان ليؤسس بعد سنة واحدة بالتشارك مع زوجته إيليا مطعم أتوبوي. على الرغم من أن المطعم الجديد حقق النجاح وبات موضع الثناء والاستحسان، إلا أنه لم يخمد الرغبة التي تملكت الطاهي من أجل العودة إلى قطاع المطاعم الراقية. كانت النتيجة إطلاق الثنائي في السنة التالية مطعم أتوميكس في مانهاتن. يقدّم المطعم الجديد لزبائنه قائمة تذوّق قوامها عشرة أطباق مختلفة، ويهدف جونغيون من خلاله إلى تعميق معرفة الناس بإمكانات المطبخ الكوري. في هذا يقول الطاهي: «أسعى من خلال مطعم أتوميكس إلى تطوير أسلوبي الخاص في الطهي، معتمدًا لأجل ذلك توليفة من مذاقات كورية يكون تنسيقها أكثر تعقيدًا وصعوبة من المعتاد إنما لا يخلو من المتعة».
يحقق جونغيون مراده من خلال التركيز بنسبة أقل على المذاقات الحارة والحلوة، وبقدر أكبر على تقنية التخمير التي يعتقد أنها تشكل جوهر الطعام الكوري. يقول جونغيون: «إن التخمير يحقق على مستوى النكهات نتيجة أعمق من تلك التي يثمر عنها استخدام كثير من التوابل. فالتخمير يتيح تطور النكهة على نحو طبيعي بمرور الوقت». ويسترشد جونغيون في مهمته بأسلوب «بانشان» القائم على تقديم مجموعة خاصة من الأطباق الجانبية الصغيرة، وهو أسلوب كان يعتمده أيضًا في مطعم أتوبوي. يقول جونغيون: «إن الطعام الكوري لا يُقدم في وجبة متعددة الأطباق، بل إنه يقوم على تشارك الأطباق. لكن بوصف أن أسلوب بانشان يرتكز إلى أصناف محددة ومتميزة، على غرار الخضراوات المطهوة على البخار أو اللحوم المشوية، يمكن لجونغيون تحويل كل وليمة إلى أطباق متعاقبة يقدمها للضيوف الذين يتوزعون من حوله في محيط منضدة تتخذ شكل الحرف U ويكملها 16 مقعدًا. يعكس هذا الأسلوب بصمة الطاهي الخاصة ويقوم على تقديم الطعام في فسحة حميمية لا تمكّنه كل ليلة من التحدث مباشرة إلى ضيوفه فحسب، بل تحقق أيضًا رغبته في إفساح المجال أمام نقاشات أوسع نطاقًا عن مستقبل تجربة الطعام الكورية الراقية.
www.atomixnyc.com