أطلق الملك لويس الخامس عشر، في عام 1767، تسمية «بيت الإبداعات الفنية الزجاجية الملكية في فرنسا» على دار سان لويس

التي امتهنت ابتكار الأواني الكريستالية المزخرفة لبلاطات الملوك وقصور النبلاء. على الرغم من أن مدة قرنين ونصف القرن

قد طويت منذ فوز الدار بذاك الامتياز، إلا أنها لا تزال تصوغ كل قطعة من إبداعاتها يدويا. 

نها تواصل في الوقت نفسه الارتقاء بحس الابتكار لديها.

 

أمام مشهد الحرفي الذي يقف أمام فوهة فرن تصل حرارة نيرانه، التي ليست عدوًا لدودًا أو صديقًا ودودًا، إلى 2٫642 درجة، يخال المرء أن الإبداع لم يكن يومًا أكثر بدائية أو مشقة. نيران الأفران لا تخمد أبدًا في محترف سان لويس لصناعة الكريستال والواقع في أعماق غابة موزيل في شرقي فرنسا. أما الحرفيون، فيرون أنفسهم جزءًا من مصير وضّاء يجسد الرابط بين المتدربين وكبار الخبراء منذ عام 1586 إلى اليوم، وجزءًا من حرفة تذكّرنا بأن الجمال الحقيقي قلما ينبثق من وظيفة مكتبية. يذكر أن قطع الكريستال الممهورة بتوقيع سان لويس كانت تختزل تفوق الدار الفطري والمادي في هذه الصناعة حتى من قبل أن تُكلّف بابتكارها بموجب تفويضات ملكية، ومن قبل أن يبزغ فجر فن المائدة الراقي. في هذه الحرفة، التي تُشكل سباقًا بين النار والوقت، لا بد من توافر حمم منصهرة، وقوة عضلية، وقدرة رئوية مناسبة للنفخ، للإتيان بروائع تتزين بالنقوش والزخارف المعقدة، والتشطيبات النهائية المشغولة من الذهب عيار 24 قيراطًا لتتجسد إبداعات فنية تشكّلها الأنامل.

 

ابتكار الأواني الكريستالية المزخرفة

نيران متوقدة

تشكّل كل قطعة من إبداع دار سان لويس ثمرة جهد جسدي، إذ تُصاغ الابتكارات كلها يدويًا، كل قطعة على حدة. في عام 1781، أضافت الدار عنصر الرصاص (المكوِّن الأساسي للكريستال) إلى مزيجها الخاص من البوتاس والرمل.

 

 

مسار التشكيل في ابتكار الأواني الكريستالية المزخرفة

مسار التشكيل

يتمرس الحرفيون على تشكيل الزجاج لسنوات عدة. في هذه الصورة، ينشغل حرفي بتشكيل ثقالة للأوراق من الزجاج المتوهج في حالة المرونة القصوى. وتُعد ثقالات الأوراق الكريستالية من الإصدارات السنوية المحدودة والقيّمة التي درجت الدار على طرحها منذ عام 1970.

 

 

ابتكار الأواني الكريستالية المزخرفة

أساس متين

يشكّل إناء الزهر «فرساي» شعارًا للدار الفرنسية، وهو يتميز بقاعدة ضخمة قد يصل عرضها إلى 15 بوصة. يقوم الحرفيون بتشكيل الإناء وتثبيته بعد تبريده إلى 1٫112 درجة.

 

 

ابتكار الأواني الكريستالية المزخرفة

صنعة متقنة

يُعد حرفيو القص في الدار خبراء متمرسين في الفنون الزخرفية، وهم يستعينون بعجلة دوّارة لنحت الأسطح الكريستالية بتأن وتزيينها بزخارف بديعة تشمل الشكل النجمي الخاص بسان لويس والأشكال التي تستلهم قَطع الألماس.

 

 

 

ابتكار الأواني الكريستالية المزخرفة

أدوات الحرفة

بعد أن تُنفخ القطعة الزجاجية بالفم، يدخل الحرفيون في سباق مع الوقت إذ يجدر بهم تشكيلها في غضون دقائق. يستخدم الحرفيون أدوات معقدة وعمليات حسابية لأجزاء الثانية لكي يقصوا القطع يدويًا ويتمكّنوا من تشذيبها وليِّها وتمديدها إلى أن تبصر النور في نهاية المطاف.

 

 

ابتكار الأواني الكريستالية المزخرفة

تاريخ مشرق

ينهمك أحد الحرفيين بتجميع أجزاء ثريا من الكريستال. كانت الثريات تُصاغ في الأصل من الخشب، ثم من الزجاج، قبل أن يشيع تشكيلها من الكريستال. تتزين ثريا The Royal المبينة في الصورة إلى يمين الصفحة بما مجموعه 48 مصباحًا.

 

 

ابتكار الأواني الكريستالية المزخرفة