تزمجر أحدث دراجة من شركة برو سوبيريور Brough Superior مجسدة روح المغامرة.
تصوير: ماتيو ر. أوندل Matthieu R. Ondel
يمكن أن نستشعر جاذبية مبادلة الدراجات النارية بالجِمال، وهو ما فعله لورانس العرب الحقيقي بالضبط بعد الحرب العالمية الأولى. لقد نشط توماس إدوارد لورانس- الضابط الأسطوري وعالم الآثار والمؤلف الويلزي المولد- في صحاري الشرق الأوسط في أثناء الحرب، واشتهر بدوره في توحيد القبائل ضد الإمبراطورية العثمانية، والقيام برحلة شاقة مدتها 70 ساعة على ظهر الجمل العربي. اشتهر لورانس العرب بشغفه بالدراجات النارية، خصوصًا تلك التي تبدعها شركة برو سوبيريور، التي أسسها المتسابق جورج برو في عام 1919 لكنها أغلقت أبوابها في عام 1940. كان لدى لورانس العرب سبع دراجات، وقد أنشد شعرًا في كتاب سيرته الذاتية The Mint عن ركوب واحدة منها: "إنها تتبختر في الخامسة والأربعين، وعندما تزمجر بأقصى طاقتها، تفوق المائة. إن دراجة نارية نابضة أفضل من جميع حيوانات الركوب على الأرض، بسبب تعاطيها الطبيعي مع حواسنا، وأدائها، وإثارتها، ورشاقتها المفرطة التي تتجلى في سلاسة أدائها الذي لا يعرف الكلل." ما يبعث على الأسى، أن لورانس انحرف ليتفادى أطفالاً عندما كان يمتطي دراجته طراز SS100، وسقط من على الدراجة ولقي حتفه متأثرًا بجراحه بعد بضعة أيام. أطلقت شركة برو سوبيريور، التي جرى إحياؤها في الألفية الجديدة على أيدي خبير الدراجات مارك أبهام، والمخضرمَيْن في قطاع صناعة الدراجات النارية تييري أونريات، وألبير كاستاين، وتتخذ من فرنسا الآن مقرًا لها، أطلقت في الآونة الأخيرة نموذجًا يخلد اسم المعجب المتحمس للعلامة. يحتفي نموذج الدراجة الذي يحمل اسم لورانس بتصميم يزهو بحلة جديدة. وفي ذلك يقول كاستاين، الرئيس التنفيذي: "استُلهم الشكل الانسيابي الرشيق للنموذج من الخنجر البدوي الذي كان يرتديه لورانس العرب على حزامه. يزدان النموذج أيضًا بحافتين بارزتين تشبهان السكين وتضفيان عنصرًا جماليًا على شكل خزان الوقود." جُهزت الدراجة النارية المصنوعة يدويًا، بإطار من التيتانيوم، وهيكل من ألياف الكربون، ومحرك رباعي الأشواط مكون من أسطوانتين بسعة 997 سنتيمترًا مكعبًا، قادر على إنتاج قوة مقدارها 103 أحصنة، جرى تطويره بالتعاون مع الشركة الفرنسية المتخصصة أكيرا. في احتفاء آخر بلورانس، المولود في عام 1888، اقتصر الإنتاج على إصدار محدود من 188 نموذجًا فقط، وجرى تحديد سعر بيع الدراجة في أوروبا بحوالي 80 ألف دولار.
Matthieu R. Ondel
1-رسم الخناجر
أبدع كبير المصممين ريمي لافرن، المسؤول عن التفاصيل الفنية الأولية وعن نحت نموذج من الصلصال، التصميم بالغ التطور مستلهمًا الجَنْبيّة الشخصية لتوماس إدوارد لورانس- هي سكين تقليدية عربية كان يتمنطق بها لورانس في الميدان- مستندًا إلى الأسلوب المعماري للدراجة النارية الأصلية SS100 التي أبدعها جورج بورو.
Matthieu R. Ondel
2-توافق سلس
يعمد المهندسون إلى الارتقاء بمعايير التصميم الأولي عبر برنامج الحاسوب CAD. وفي ذلك يقول الرئيس التنفيذي ألبير كاستاين: "صيغت جميع القطع البالغ عددها 2200 قطعة، والتي طورناها بالكامل، في شكل نماذج ثلاثية الأبعاد، وبات من الممكن تشكيلها أو الحصول عليها من موردين."
Matthieu R. Ondel
3-الجانب الأهم في العمل
تُحكم مسامير ربط القضبان، أو الكبسات، بعد تثبيت العمود المرفقي في صندوقه. وفي ذلك يقول كاستاين: "يُعد تجميع المحرك المصنوع من الألومنيوم نقطة الانطلاق للإنتاج، حيث إنه يشكل في الحقيقة بنية الدراجة." يتضمن الإجراء أيضًا تركيب مضخة الزيت، وناقل الحركة ذي السرعات الست.
Matthieu R. Ondel
4-لحام متين
تُلحم الأجزاء المصنوعة من التيتانيوم بآلة تعمل بالتحكم الرقمي باستخدام الحاسوب، لتشكل الإطار الرئيس الذي يزن نحو ثمانية كيلوغرامات، والذي يصفه كاستاين بأنه "العمود الفقري لدراجتنا النارية"، وذلك قبل أن يُثبت على المحرك.
Matthieu R. Ondel
5-جاهزة للشحن الكهربائي
يبدع أحد الحرفيين يدويًا مجموعة الأسلاك الخاصة بالمصابيح الخلفية ولوحة أرقام تسجيل الدراجة. يُقصر النموذج، الذي يخلد إرثه العريق، عناصر المساعدة الإلكترونية بخلاف الإضاءة على نظام المكابح المانعة للانغلاق ونظام الحقن. وفي ذلك يقول كاستاين: "لا توجد في الدراجة وضعيات قيادة أو أنظمة مساعدة. أردنا أن تكون بسيطة."
Matthieu R. Ondel
6- تجهيز خزان الوقود
يحتاج خزان وقود الدراجة لورانس، الذي تبلغ سعته 4.5 غالون، يومًا للانتهاء من دهانه يدويًا وتعزيزه بخيارات حسب الطلب، من بينها الصقل بطلاء اللك الملون وورق الذهب.
Matthieu R. Ondel
7- تثبيت العجلات
يبلغ عرض العجلة الخلفية المصنوعة من الألمنيوم والتي تزدان بسبعة قضبان، وأبدعها محترف فورمولا 1 في إيطاليا، ما يصل إلى نحو 20 سنتيمترًا تقريبًا، مقارنة بعرض عجلة الدراجة طراز SS100 الأصلي الذي يبلغ نحو 16 سنتيمترًا تقريبًا. يوفر المقاس الأعرض للعجلة التي تزهو بإطارات ميشلان كوماندر ثباتًا كبيرًا.
Matthieu R. Ondel
8- إتقان نظام العادم
يُجسد أنبوبا العادم متوسطا الارتفاع والمصقولان يدويًا إرث الماضي، إذْ يتشاطران التفاصيل نفسها التي تمايزت بها دراجة لورانس العرب الأصلية SS100، ما يعزز من فخامة تصميمها.
Matthieu R. Ondel
9-مقاعد مريحة
تزدان الدراجة بمقعد مزدوج، هو الأول من نوعه لدراجة من شركة برو في العصر الحديث. وفي ذلك يقول كاستاين إن المقعد سوف يوفر مزيدًا من الدعم، خصوصًا في أثناء التسارع، بسبب بنيته المجوفة. ربما كان التصميم الملائم للراكب موجودًا في دراجات ما قبل الحرب، لكن لورانس نفسه كان يعشق العزلة.
Matthieu R. Ondel
10-تشرئب لتنقض
توضع الدراجة المكتملة على بكرات السرعة، حيث يُختبر نظام التبديل بين التروس. بعد ذلك، تُختبر الدراجة على الطريق لمسافة 20 ميلاً قبل أن تُعتمد للانقضاض على الطرقات.