لوح كهربائي مبتكر يتيح ركوب الأمواج

بسرعة ثمانية وعشرين ميلا في الساعة.

 

لا يحمل كل يوم جديد، أو كل مسطح مائي، أمواجًا مناسبة بالقدر الكافي لركوبها. لذا كانت فكرة لوح التجذيف الباعث على الهدوء أكثر منه على الشعور بالإثارة. لكن ثمة خيارًا آخر يتوافر اليوم لأولئك التواقين إلى ما يستثير حماسهم البالغ. فغياب تكسّر الأمواج ما عاد يطرح مشكلة في ظل توافر لوح ركوب الأمواج الكهربائي المزعنف Fliteboard الكفيل بأن يُشعر حتى المبتدئين بممارسة هذه الهواية بأنهم يضاهون ليرد هاميلتون في أدائهم. يتيح اللوح، البالغ سعره 12٫935 دولارًا، والذي ابتكره راكب ألواح التزلج ديفيد تريويرن في برايون باي بأستراليا، رفع راكب الأمواج عاليًا فوق صفحة الماء، والإبحار بسرعة تصل إلى ثمانية وعشرين ميلاً/الساعة.

 

كانت مهاراتي في ذروة ممارستي لرياضة ركوب الأمواج تُعدّ متواضعة في أفضل الأحوال، لذا أملت أن تتيح لي ذاكرتي العضلية أن أحافظ على الأقل على وضعية الوقوف فوق هذا اللوح خلال العرض التجريبي الذي نُظّم مؤخرًا عند شاطئ كاربون بيتش في ماليبو. لكن هذا اللوح كان للمفاجأة ثابتًا والمناورة به سهلة. وسرعان ما وجدتني أرتفع فوق أمواج صغيرة متدافعة، مكتسبًا قدرًا أكبر من السرعة والثقة فيما أنزلق مبتعدًا عن الرصيف البحري لأنحت عبر الماء مسارات عريضة ملتوية على مرأى من راكبي الأمواج الذين اصطفوا عند الرصيف وبهم توق شديد إلى الأمواج. وعندما فقدت توازني ولم أنجح في تفادي السقوط الحتمي، توقّفت حركة اللوح ما إن اصطدم جهاز التحكم في السرعة، الذي كنت أقبض عليه بيدي، بصفحة الماء.

 

كان يُخيل إليّ أن كل صيحة استحسان أسمعها من ركوب الأمواج في البعيد تقابلها ملاحظة قاسية ما، إذ إن بعضهم ينتقص من قدر هذا الابتكار التقني. يقول تريويرن إن بعض المحافظين من هواة ركوب الأمواج في الأوساط التي تعرفه رأوا في هذا الابتكار انتهاكًا لمبادئ هذه الرياضية، لكن هاملتون نفسه ذكّره بأن راكبي الأمواج الأوائل في هاواي كانوا هم أيضًا مبتكرين.

 

يقول تريويرن: «يبدو اللوح غير متكلف على الإطلاق، لكنه يُخفي كثيرًا خلف مظهره. فاستخدام أنظمة إلكترونية تولّد جهدًا كهربائيًا عاليًا في المياه المالحة ينطوي على تحديات. كما أن اللوح مكوّن من نحو 500 جزء، بما في ذلك البطارية والموصلات، وكلها مضادة لنفاذ الماء. كان من الضروري أيضًا أن نجعل هذا اللوح يتناغم بتصميمه مع طابع اليخوت الفارهة.»

 

Fliteboard

 

بُني سطح اللوح من طبقات مضغوطة من ألياف الكربون، وألياف الزجاج، ومركّب الكلوريد متعدد الفينيل، وصُقل بحسب الطراز بورنيش من الرماد، أو بمزيد من الكربون.

يستمدّ اللوح طاقة الدفع من محرك كهربائي عديم الفحمات بقوة سبعة أحصنة جرى حفظه داخل هيكل أحادي من الألمنيوم المستخدم في الطائرات، وتكامل مع نظام دفع من طراز Newton – Rader وعلبة تروس ألمانية الصنع لخفض السرعة. أما تقنية الزعنفة، فمستلهمة من أنظمة الإبحار الشراعي التنافسية وتشتمل على جناحين من تصميم مهندسين بحريين متمرّسين في تطوير اليخوت الشراعية المشاركة في بطولة كأس أمريكا.

 

«سرعان ما وجدتني أرتفع فوق أمواج صغيرة متدافعة، مكتسبا قدرا أكبر من السرعة والثقة»    

 

يمكن إدارة النظام بأكمله من خلال مقبض التحكم اليدوي Flite Controller (المجهّز بخاصيتي الاتصال عبر البلوتوث والنظام العالمي لتحديد المواقع) الذي يتيح الاختيار بين عشرين سرعة وتخزين بيانات كل عملية استخدام، بما في ذلك السرعة القصوى، والمسافة التي يقطعها اللوح، وطاقة البطارية.

 

تتيح كل عملية شحن للبطارية توفير طاقة تكفي لقضاء ساعة ونصف الساعة فوق صفحة الماء، وهي مدة وفيرة. كما أن هذا النشاط الماتع يشكل تمرينًا جديًا لأعضاء الجسم السفلية ويعزز بناء قوة بدنية قد يتمايز بها أي من الثدييات البحرية. وفي هذا يقول تريويرن: «نسعى إلى تعزيز شعور راكب اللوح بأنه أشبه بدلفين.»

 


 www.fliteboard.com