بعد أن كانت عادة الاستماع إلى الموسيقا عبر سمّاعات الرأس تنحصر في زمن مضى في عدد ضئيل من الأشخاص، فإنها تشكّل لجيل اليوم من الشباب الوسيلة المفضّلة لاختبار مفهوم استكشاف مستويات الوعي الذاتي المختلفة، والتفاعل مع المحيط الخارجي، والتمايز في الفعل والخيارات. لكنّ الجادين من هواة الاستماع إلى الموسيقا ظلّوا دومًا يظهرون تقديرهم للدقة التي تتيحها محوّلات صغيرة تضخّ الموجات الصوتية مباشرة في الآذان، مقصية على هذا مختلف أشكال الخلل في الترددات التي يمكن أن تطرأ بفعل التفاعل بين مكبّر الصوت وعناصر الغرفة، ومحوّلة أكوام المعدات الإلكترونية باهظة الأثمان التي يزدحم بها المكان إلى فائض لا حاجة إليه.
شرعت شركة الصوتيات اليابانية ستاكس Stax، التي تأسست سنة 1938، كطائر يغرّد خارج سربه، تناصر مفهوم الاستماع الشخصي منذ عام 1959، تاريخ طوّر مؤسسها ناوتاكي هياشي سماعات الأذنين من طراز SR-1 Earspeakers التي شكلت أول نموذج في العالم من السماعات الرأسية التي تعمل بتقنية الكهرباء الساكنة. تطلق ستاكس على معداتها اسم Earspeakers، ما يدل على الجدية التي تقارب بها نقل التسجيلات الموسيقية. يمكن مقارنة الطراز الرئيس الحالي من هذه السمّاعات، الذي يحمل اسم SR-009S (يبلغ سعر نموذج واحد منه 4٫550 دولارًا) بأفضل الأنظمة المكبّرة للصوت. إنه حقًا فائق الجودة إلى هذا الحد.
يُستخدم في محولات الكهرباء الساكنة، خلافًا لما هو عليه الحال في المحركات الديناميكية ذات الكتلة البنيوية الضخمة، غشاء مصنوع من شرائح مايلر البلاستيكية ومصقول بمادة موصلة للكهرباء معلّقة بين قطبين كهربائيين مخرّمين ومتوازيين. يتحرك الغشاء بالغ الخفة، تحت تأثير أي إشارة صوتية متقلبة، في اتجاه أمامي ثم خلفي بفعل قوى الجذب والطرد في الشحنات الكهربائية الساكنة. تنبعث الموسيقا بسرعة خارقة وبمستوى من الشفافية يبث الحياة في تسجيلات الأصوات وأنغام الآلات، ما يولّد لدى المستمع رغبة أصيلة في تصديق ما يصعب تصديقه.
طرحت الشركة أول نموذج من سماعات SR-009 في عام 2011. وبالرغم من أنّ سمّاعات SR-009S التي خَلَفَتْها تبدو مشابهة لها في المظهر، إلا أنها تتميّز ببعض التحسينات على غرار الأقطاب الكهربائية المطلية بالذهب، التي نُقشت تخاريمها متناهية الصغر بكثير من التأني بغية إزالة الأطراف الحادة التي يمكن أن تسبّب عيوبًا في الانتشار المجهري للموجات الصوتية وتجعل الصوت مشوّشًا. وقد عمدت الشركة بموازاة ذلك إلى تحسين مستوى الرنين داخل الهيكل المعدني. وكانت النتيجة النهائية صوتًا جهيرًا مهيبًا يضاهي ذاك الذي توفّره أفضل السماعات الرأسية الديناميكية، إنما يتفرّد بوضوح الترددات الصوتية المتوسطة والارتفاع المهيب في امتداد النغمات الحادة، ما يكرّس مكانة ستاكس في موقع متمايز كلّ التمايز.
إذا توافرت لهذه السماعة طاقة تشغيلية مصدرها وحدة SRM-D10 amp/DAC الجديدة من ستاكس، التي تجمع بين المضخم الصوتي ومحوّل البيانات الصوتية الرقمية إلى إشارات تناظرية، فإن المرء سيحظى بنظام الاستماع الشخصي المحمول الأكثر حصرية الذي يمكن تصوّره.
www.staxaudio.com