المصوّر الشهير مارك ميونش يختبر القدرات المتفوقة لنظام تصوير ميداني مبتكر يُعد الأفضل للقطات المناظر الطبيعية الآسرة.
صمّمت شركة Phase One، المتخصصة في صنع آلات التصوير التي تستخدم الأفلام ذات النسق المتوسط، نظام التصوير الميداني XT IQ4 لتصوير المناظر الطبيعية بصفة خاصة. يبلغ ثمن هذا النظام 58,990 دولارًا ويشمل آلة التصوير وعدسة برقم بؤري F/4 يساوي طولها البؤري 32 ملليمترًا. كما تتوافر عدسة جديدة برقم بؤري F/5.6 وطول بؤري يبلغ 90 ملليمترًا يمكن شراؤها بسعر لا يزيد على 13 ألف دولار. فعلامَ تحصل إذًا مقابل سعر إجمالي يقارب ثمن مركبة كوبيه من طراز Mercedes – Benz CLS؟ يتميز هذا النظام بداية بدقة وضوح عالية للغاية، ويشتمل على بنية خلفية رقمية بمعدل وضوح يساوي 151 ميغا بيكسل. كما أنه يزهو بهيكل أنيق الخطوط ومتين، ويتكامل مع العدستين الأشد تركيزًا على الإطلاق.
أما إعدادات النظام، فبسيطة وعملية، وتتيح الوصول سريعًا إلى المزايا كافة. لا تشتمل آلة التصوير في هذا النظام على أي مرآة عاكسة، ما يعني أن مصراع بؤرة العدسة لا يصدر أي صوت. كما أن هذه الآلة تصلح للاستخدام مع عدسات رودنستوك الشهيرة التي تندرج ضمن أفضل العدسات البصرية في العالم. أدركت ذلك من خلال مجموعتي الخاصة من عدسات رودنستوك التي امتلكتها على مدى مسيرة مهنية تمتد عبر 30 عامًا.
Marc Muench
"أبتاع في العادة آلة تصوير رقمية جديدة مرة كل سنتين إلى ثلاث سنوات. لكن توافر نظام مستمر التحسين سيضمن احتفاظي بآلة التصوير من طراز XT IQ4 لأكثر من عقد كامل."
عند استخدام العدسة البالغ طولها البؤري 32 ملليمترًا، تزن آلة التصوير 2.44 كيلوغرام. أما العدسة بطول بؤري يعادل 90 ملليمترًا، فتزن وحدها 1.36 كيلوغرام، وكلتاهما لا تتجاوزان حدود الوزن الأقصى لمعدات التصوير التي أحملها معي في الرحلات الطويلة، والبالغ قدره 4.5 كيلوغرام. انطلقت إذًا في رحلتي، واختبرت قدرًا من المرونة يفوق ما كنت أتوقعه بالرغم من أني لم أكن أحمل معي سوى عدستين. تتيح ميزة تبديل اتجاه العدسة البالغ طولها البؤري 32 ملليمترًا استخدامها لالتقاط مناظر أعرض نطاقًا. وعند قص 50% فقط من مشهد ألتقطه بالعدسة البالغ طولها البؤري 90 ملليمترًا، أحظى بنتيجة تعادل تلك التي يمكن تحقيقها عند قص النسبة نفسها بعدسة يصل طولها البؤري إلى 180 ملليمترًا.
تصف الشركة المصنعة ابتكارها الجديد بالنظام "مستمر التحسين"، ومعنى ذلك أنه بالإمكان عند تطوير عناصر جديدة إضافتها في هيئة تحسينات برمجية قابلة للتنزيل. أبتاع في العادة آلة تصوير رقمية جديدة مرة كل سنتين إلى ثلاث سنوات. لكن توافر نظام مستمر التحسين سيضمن احتفاظي بنظام التصوير من طراز XT لأكثر من عقد كامل. بدت لي التحسينات التي طالت ميزتين في النظام وأضيفت مباشرة قبل أن تتسنى لي فرصة اختباره، مفيدة للغاية. تمثلت الميزتان المحسنتان بخاصية معدل الإطار الآلي (Automated Frame Average) التي تتيح التصوير بالتعريض الضوئي الطويل دون الحاجة إلى استخدام مرشحات الكثافة المحايدة، وخاصية العرض الثنائي + Dual Exposure +)) التي تُقصي الحاجة إلى التقاط صور متعددة بعوامل تعريض مختلفة للمشهد نفسه ثم دمجها في صورة واحدة باستخدام تقنية النطاق الديناميكي العالي.
Marc Muench
التقطت عمومًا صورًا رائعة قبل شروق الشمس وبعد مغيبها. اكتشفت أن معالجة آلة التصوير سهلة على نحو مذهل في حالات الإضاءة الخافتة، عندما يكون الضوء الطبيعي خفيفًا وتتجلى للعين ألوان إضافية. كما أن إمساك الآلة باليد مريح بما يكفي وإن كان التحدي الوحيد الذي ينطوي عليه هو غياب خاصية محدد اللقطات ((Viewfinder. لكن قاعدة الآلة صُممت على نحو يتيح الانتقال من التصوير الأفقي إلى التصوير الرأسي في غضون ثوان عند تثبيتها إلى حامل ثلاثي القوائم.
كان ثمة مشكلة بسيطة وحيدة: يستغرق تشغيل آلة التصوير 20 ثانية. اضطررت في بعض الحالات، وفيما كنت أسابق الوقت قبل زوال بعض الظروف الملائمة لتصوير لقطة ما، إلى التأكد من الضغط على زر التشغيل قبل إعداد الحامل.
لكن النظام ذكّرني عمومًا بالآلة التي استخدمها جدي جوزيف ميونش في أربعينيات القرن الفائت عندما كان يلتقط الصور لمجلة أريزونا هايويز Arizona Highways)). كان يحمل بيده آلة تصوير من طراز لينهوف تكنيكا 4x5 (Linhof Technika 4x5) لم تكن تتيح له التقاط أكثر من صورتين لكل فيلم. لا مبالغة في الحديث عن مدى صعوبة ذلك في مجال التصوير الميداني، لكن هذا ما توافر له لالتقاط الصور الأكثر دقة آنذاك. كنت لأستخدم اليوم نظام XT IQ4 إذا ما أردت تحقيق الغاية نفسها.