الرئيس التنفيذي للعمليات على حلبة البحرين الدولية يتحدث عن دور الحلبة وجائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 في تعزيز رياضة سباق السيارات في المنطقة.

 

كثيرة هي الأدوار التي يضطلع بها فايز رمزي فايز في عالم سباق السيارات في البحرين، هذه الرياضة التي شغفته حد انطلاقه لبناء مسيرته المهنية في مضمارها بعد أن أمضى أعواما مديدة في قطاع تقنية المعلومات. مضت سنوات عدة مذ صار فايز، بدءًا من عام 2004، رئيس حكام السباق في جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 ومديرًا للسباق، إلى جانب عضويته منذ ذلك الحين في الاتحاد البحريني للسيارات، ورئاسته لنادي مارشال البحريني لرياضة السيارات. تراكمت لدى عاشق السباقات، المولع بالتحديات قدر شغفه بتحقيق الإنجازات، سنوات من الخبرة على حلبة البحرين الدولية التي تولّى فيها سنة 2019 منصب الرئيس التنفيذي للعمليات، فلم يسهم في تعزيز حضورها على خارطة السباقات العالمية فحسب، بل كان له دور أيضًا في إطلاق كثير من المؤسسات الناشئة في عالم السباقات، وسباقات الجائزة الكبرى وفورمولا إي في الهند، وأذربيجان، والمملكة العربية السعودية وغيرها.

في حديث إلى مجلة Robb Report العربية، يستعيد فايز رمزي فايز، المولع بحب العمل التطوعي، أبرز الإنجازات التي حققتها حلبة البحرين الدولية، ويستعرض سبل مواجهتها لتحديات جائحة كورونا، ومخططاتها لمستقبل أكثر وعيًا لمقتضيات الحفاظ على البيئة. أما عن الفريق الذي يشجعه اليوم في بطولة فورمولا 1، فيقول: "لا يسعني بوصفي مديرًا للسباق الانحياز إلى فريق معيّن وتشجيعه. لكني أميل إلى فريق ماكلارين من حيث كونه فريقًا محليًا في البحرين، إذ تُعد شركة ممتلكات أكبر مساهم فيه." – تانيا ناجيّا  Tania Najia

 

كانت حلبة البحرين الدولية أول مضمار في منطقة الشرق الأوسط يستضيف بطولة فورمولا 1. كيف أسهم هذا الإنجاز في وضع مملكة البحرين على خارطة أبرز السباقات العالمية؟

كانت أول انطلاقة لجولات بطولة العالم للفورمولا  1في المنطقة، وتحديدًا على حلبة البحرين الدولية، موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط، في عام 2004. منذ ذلك الحين، باتت مملكة البحرين تعتمد على هذا النشاط السنوي الضخم من حيث كونه أحد عناصر الترويج للمملكة في المحافل الدولية. كما أنه يُعد موردًا مهمًا من موارد الدخل والإنتاج الجديدة التي تسعى البلاد لاستثمارها، لا سيما وأنها تمتلك بيئة تنظيمية مواتية وموارد بشرية تتمتع بالكفاءة والمؤهلات. على مدى الأعوام الماضية، حققت جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 نجاحات متفردة على المستويات الفنية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية، فضلاً عن مكاسب أخرى عززت مكانة مملكة البحرين على الخارطة الدولية، لا سيّما وأن الملايين من المشاهدين في العالم تابعوا أحداث البطولة على حلبة البحرين.

 

ظلت حلبة البحرين الدولية تعد على مدى سنوات عدة المعقل الحصري لسباقات سيارات فورمولا 1 في الشرق الأوسط. كيف وظّفتم هذا التمايز لاستثارة الاهتمام المحلي والإقليمي بهذه الرياضة؟  

رسخت حلبة البحرين الدولية مكانتها من حيث كونها موطنًا لرياضة السيارات في الشرق الأوسط، ومنها بدأ شخصيًا شغفي بهذه الرياضة. للاستفادة من هذه المكانة المتمايزة، لم تعتمد الحلبة على جائزة البحرين الكبرى السنوية للفورمولا 1 فحسب. بل شرعنا نستضيف على أرضها كثيرًا من السباقات الدولية التي تشمل بطولة التحمّل العالمية، إلى جانب سباقات إقليمية مثل بطولة بورشه سبرينت للشرق الأوسط Porsche Sprint Challenge Middle East، وسباقات أخرى محلية تحظى باهتمام واسع النطاق في المنطقة وتستقطب مشاركين من مختلف دول الخليج العربي. إلى جانب البطولات المحلية مثل بطولة البحرين الدولية للسرعة Bahrain Drag Racing Championship، وبطولة تحدي الحلبة BIC 2000cc Challenge، والبطولات الدولية والمحلية التي تُنظم على حلبة سباقات السيارات الصغيرة "كارتينغ"، تستضيف حلبة البحرين الدولية نشاطات علامات مختلفة تُطلق منها أحدث طُرزها. باختصار، يزخر جدول الحلبة بالبطولات والأنشطة التي تجتذب اهتمامًا محليًا وإقليميًا، الأمر الذي يسهم بتعزيز الاهتمام برياضة السيارات.

 

تستضيف حلبة البحرين سباقات محلية وإقليمية مثل بطولة بورشه سبرينت للشرق الأوسط Porsche Sprint Challenge Middle East.

GOLDEN LENS
تستضيف حلبة البحرين سباقات محلية وإقليمية مثل بطولة بورشه سبرينت للشرق الأوسط Porsche Sprint Challenge Middle East.     

في عام 2009، لحقت حلبة ياس في أبو ظبي بركب حلبة البحرين مع إطلاق جائزة أبو ظبي الكبرى. وفي أواخر العام الحالي، ستستأثر مدينة جدة بالأنظار مع انطلاق الموسم الأول من جائزة السعودية الكبرى. كيف تقرؤون هذا المشهد وأي دلائل يحمل عن تطور رياضة السباقات في منطقتنا؟

لا شك في أن استضافة أبو ظبي لإحدى جولات البطولة العالمية، شأنها في ذلك شأن مدينة جدة التي ستستضيف البطولة قريبًا، يُعد خير دليل على مدى تطور رياضة السيارات في المنطقة بأكملها. ولا تتأخر حلبة البحرين عن تقديم المساعدة دومًا للحلبتين الجديدتين في البلدين الشقيقين.

 

ما هو المطلوب للارتقاء بالمواهب المحلية والإقليمية بما يمكنها من الانضمام إلى الفرق العالمية المشاركة في سباقات الفورمولا 1؟

يقتضي ذلك رعاية المواهب منذ البداية، وذلك من خلال سباقات السيارات الصغيرة "كارتينغ" التي تُعد الخطوة الأولى على درب الانخراط في عالم رياضة السيارات. تساعد حلبة البحرين الدولية على بناء المواهب الشبابية في هذا المجال وصقلها من خلال حلبة "كارتينغ" عالية المستوى التي تستضيف كثيرًا من البطولات الدولية، فضلاً عن تنظيم بطولتي سباق محليتين وبطولة تحمّل للسيارات الصغيرة. تسهم هذه الأنشطة في تنشئة جيل يهوى هذه الرياضة ويطمح للمشاركة في مختلف البطولات العالمية.

 

"رسخت حلبة البحرين الدولية مكانتها من حيث كونها موطنا لرياضة السيارات في الشرق الأوسط، ومنها بدأ شخصيا شغفي بهذه الرياضة."

أرخت جائحة كورونا بثقلها على مختلف القطاعات في العالم، بما في ذلك عالم الرياضة. ما هي مقاربتكم لمعالجة تداعيات الأزمة على رياضة السباقات في البحرين؟  

كانت بطولة فورمولا 1 أول رياضة عالمية نجحت في زمن الجائحة باستئناف نشاطها في وقت مبكّر، والسبب في ذلك يُعزى إلى مساعي الاتحاد الدولي للسيارات وإدارة فورمولا 1 اللذين استحدثا أطرًا وخدمات سمحت باستعادة أنشطة رياضة السيارات حول العالم. لطالما أثبتت هذه الرياضة قدرتها على مواصلة نشاطها في ظل تدابير دقيقة وواضحة، الأمر الذي عزز ثقتنا بمقدرتنا على استضافة هذه السباقات بأمان على حلبة البحرين الدولية. استضفنا خلال عام 2020 للمرة الأولى في التاريخ اثنين من سباقات فورمولا 1، فضلاً عن بطولة التحمل العالمية. أما هذه السنة، فاستضفنا الجولة الأولى من البطولة، والتجارب الرسمية الشتوية. ما ضمن لنا النجاح في تحقيق هذه الإنجازات هو تضافر الجهود كافة، والمساعي المنضوية تحت مبادرة فريق البحرين.

 

عادت بطولة فورمولا 1 هذا العام إلى حلبة البحرين التي استضافت الجولة الأولى من السباقات في شهر مارس آذار المنصرم. ما هي أبرز الصعوبات التي اعترضتكم في سياق تنظيم السباق في زمن كورونا؟

لا شك في أن استضافة بطولة عالمية في زمن الجائحة تُعد حدثًا استثنائيًا ينطوي على تحديات. لكننا استطعنا التصدي لها عبر اعتماد مجموعة من الخطط والإجراءات التي طبقناها العام المنصرم أيضًا. شملت تدابيرنا الاحترازية فحص المشاركين، ونظام المجموعات الفرعية للفرق، والفحوصات الدورية المكثفة لكل شخص يدخل الحلبة، فضلاً عن التباعد الاجتماعي والالتزام بارتداء الكمامة، وخطط التعقيم المحسّنة، واستحداث مواقع عزل خاصة. ثمة تدابير خاصة بالجمهور أيضًا لفحص الأفراد لحظة وصولهم، إلى جانب مواقع خاصة على الحلبة لفحص العاملين والمورّدين وغيرهم.  

 

إحدى جولات سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 .

GOLDEN LENS
إحدى جولات سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 .

كيف ترون مستقبل سباقات السيارات عمومًا في ظل التوجه العالمي إلى الالتزام بخطة لخفض الانبعاثات الكربونية إلى معدل صفر والحديث عن غد يخلو من محركات الاحتراق الداخلي؟

أعلنت حلبة البحرين الدولية مؤخرًا أنّها ستستخدم المصادر المتجددة للطاقة خلال استضافتها لسباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 في دورة عام 2022. سنعتمد الطاقة البديلة من خلال مصادر مستدامة تغطّي احتياجات الحلبة كافة خلال عطلة نهاية الأسبوع التي يُنظم فيها السباق. تجدر الإشارة إلى أن هيئة الطاقة المستدامة في مملكة البحرين أكملت مؤخرًا دراسة جدوى لهذه المبادرة التي ستضمن استغلال الطاقة الشمسية لتوفير الطاقة البديلة للحلبة خلال السباق بنسبة 100%.  تتماشى هذه المبادرة مع التزام مملكة البحرين زيادة مخزون الطاقة المتجددة ومصادرها، ومع خطة إدارة فورمولا 1 لخفض انبعاثات الكربون إلى معدل صفر بحلول عام 2030. لن يسهم ذلك في تقليص البصمة الكربونية للحلبات فحسب، بل في خفض التكلفة الكلية للطاقة أيضًا.