عمد مصمم الجواهر فابيو ساليني، المقيم في روما، إلى ترسيخ اسمه على مدى العقدين الماضيين في مجال تصميم أعمال فنية للأذنين والرقبة والمعصم والأصابع. يشتهر ساليني بالجمع بين مواد غير تقليدية مثل النحاس والتيتانيوم والأسلاك وألياف الكربون مع أخرى تقليدية مثل الأحجار الكريمة في إبداع جواهر تزدان بأشكال نحتية وكأنها وصلت الآن من المستقبل، وتزهو بعناصر جمالية أخاذة. لقد صقل ساليني مهاراته في دور مرموقة مثل كارتييه وبولغري، قبل أن يبدأ مشروعه في عام 1999، ويؤسّس نظامًا مرئيًا متفردًا للغاية، حتى إن دار فيليبس تخصص معرضًا بالكامل لبيع نماذجه، ومن المقرر أن يُفتتح في وقت ما خلال العام المقبل. لكن عندما لا ينشغل في إبداع جواهر باهرة، فهو يقضي وقته في الاسترخاء في دارته الآسرة في صقلية، التي صممها بالكامل مع أحد المعماريين وزينها بنفسه. تُعد البنية الحداثية التجسيد المثالي لشخصية ساليني وأسلوبه العصري: نهج فكري يستشرف المستقبل، وإتقان ومقاربة هندسية، مع تذوق مميز للأسلوب التقليدي المطور.
Giovanni Cipriano
Giovanni Cipriano
ساليني في ملاذه في صقلية.
ما أول ما تقوم به في الصباح؟
أتناول كوبًا من الماء بالليمون.
ما النصيحة التي تمنيت لو اتبعتها؟
إني سعيد جدًا بالأخطاء التي اقترفتها في حياتي. لست نادمًا على أي شيء، لأن كل شيء ساهم في أن يجعلني على ما أنا عليه. عندما تستفيد من أخطائك، فهذه أفضل طريقة لتصبح شخصًا أفضل.
ما الذي تستخدمه ولا يزال يعمل بنظام التقنية التناظرية؟
أشياء كثيرة، مثل الهواتف والموازين والمقاييس. أستحسن الأشياء القديمة. إني شخص غريب، لأن لدي رؤية مستقبلية للغاية لجواهري، بينما أنا متحفظ للغاية.
Giovanni Cipriano
سيارة فيات 500 من سبعينيات القرن المنصرم.
ماذا في خزانة ملابسك ترتديه معظم الأحيان؟
أميل للسترات. لدي إطلالات رسمية وغير رسمية، لكن لا يمكنني أن أخرج دون سترة. معظم ستراتي صنعها بحسب الطلب حائك إيطالي.
ما أكثر ما تتوق إليه في ختام اليوم؟
أستحسن الاستمتاع بمنزلي حقًا، فهو ملاذي. لكني أستحسن، على نحو أكثر تحديدًا، تذوق بعض الخبز والبسكويت مع قطرات من زيت الزيتون الصقلي الذي أنتجه.
كيف تجد الهدوء؟
شيئان يساعدانني على صفاء الذهن تمامًا: الأول هو التصميم، والآخر هو البستنة.
ما أحدث ما أضفته إلى مجموعتك؟
لوحتان لأليساندرو تومبلي، وهو ابن ساي تومبلي. لا أجمع شيئًا في الحقيقة، لكني اشتريت هاتين اللوحتين بدافع غريزي للغاية. استحسنتهما ووضعتهما في منزلي الريفي.
Giovanni Cipriano
أقراط أذن تزدان بجواهر من الزمرد وألماسات وألياف الكربون من ساليني.
أحدث شيء ندمت على عدم شرائه؟
لوحة جدارية أبدعها ألكسندر كالدر من ليف النخيل، إنها قطعة رائعة للغاية وغير مألوفة. فكرت فيها كثيرًا، وعندما قررت أن أشتريها، كانت قد بيعت.
ما ألذ الأطباق التي تطهوها؟
كوني إيطاليًا فإنني أطهو كثيرًا من الأطباق، وخلال فترة الإغلاق اختبرت كثيرًا من الأطباق الجديدة. لكن الشيء الذي أشعر بالرضا تجاهه هو طبق بريمافيرا (الربيع باللغة الإيطالية). إنه طبق محلي من الخضراوات في روما. إن مذاقه هو بالضبط المذاق نفسه الذي اعتادت والدتي طهيه.
ما هي تمارينك، وكم مرة تؤديها؟
أمارس اليوغا والتمارين الرياضية معًا. أراوح بينهما، أربع مرات في الأسبوع.
كيف تخلد للنوم؟
أستحسن في الواقع تخيل إبداعاتي الجديدة. تبدأ تصاميمي في معظم الأوقات عبر صورة في ذهني. يحدث التفكير في هذه الصور حقًا في تلك اللحظات التي تسبق النوم.
كيف يبدو النجاح لك؟
لا أعتقد أن ثمة شكلا واحدا للنجاح. النجاح عندي عندما تحقق أهدافك. ينبغي لك أن تتقبل اللحظات الحزينة في حياتك كما تتقبل اللحظات السعيدة، لأن اللحظات الحزينة تنضجك.
إذا كان بوسعك تعلّم مهارة جديدة، فما هي؟
أود أن أتعلم كل لغات العالم. أنا أتكلم الإيطالية والإسبانية والفرنسية والإنجليزية، وأود أن أتعلم البرتغالية واليونانية والعربية.
هل ترتدي ساعة؟ وكم ساعة لديك؟
أستحسن الساعات. أنا لا أجمعها في الواقع، لكني أعتقد أن لديّ عددًا غير قليل منها، ومعظمها ساعات قديمة من ثلاثينيات القرن المنصرم وأربعينياته. لديّ ساعة رولكس مستطيلة مميزة جدًا، وساعة موفادو تزينها ألماستان صغيرتان تتحركان للإشارة إلى الوقت بدلاً من العقارب، ولديّ ساعة من جاجيه-لو كوتر قديمة. أرتدي الآن ساعة جاجيه-لو كوتر عصرية بسوار رياضي.
لو كنت لتعلق في مرحلة عمرية واحدة، فما هي، ولماذا؟
عندما كنت طفلاً، بالتأكيد، من الثالثة إلى السابعة من العمر تقريبًا. أعشق الطفولة. أعتقد أنها لحظة فطرية للغاية عندما تكون على سجيتك.
متى آخر مرة انقطعت فيها عن التواصل؟
كان ذلك خلال الصيف الماضي في حفلة ميلاد أحد الأصدقاء في إيبيزا. كانت حفلة رائعة حضرها 30 شخصًا. كانت المناسبة حميمية جدًا في منزل جميل، وقد انقطعت خلالها عن التواصل تمامًا، وهو ما لا يحدث كثيرًا.
Giovanni Cipriano
نسخة توسكانية طبق الأصل لرأس حصان إغريقي.
كيف تصف إطلالتك؟
أنيقة.
ما هو الفندق المفضل لديك؟
فندقي المفضل هو Adrère Amellal في سيوة في مصر. ذهبت إليه في شهر نوفمبر تشرين الثاني عام 2019، وهو فندق مميز للغاية، يزهو بأعلى مستويات الرفاهية: ملاذ غير متكلف يراعي البيئة، ليس فيه كهرباء، فقط ضوء الشموع. الرفاهية لا تعني الأشياء باهظة الثمن. الرفاهية هي الوقت. الرفاهية هي التفاني.
ما هي السيارة التي ترتبط بها أكثر؟
لدي سيارة فيات 500 قديمة في صقلية من سبعينيات القرن المنصرم. أتعامل معها بوصفها قطعة من الجواهر.
ما الذي يستحق الدفع من أجله؟
الارتحال. ثمة غنى في الوقوف على ما يخص الناس والثقافات الجديدة. هكذا تعلم كيف تتواصل مع بقية العالم. إنها أكبر هدية على الإطلاق.
ما هو آخر عرض شاهدته عبر شبكة Netflix أو عبر شبكة بث مباشر؟
اقتربت من الانتهاء من مشاهدة جميع حلقات مسلسل ذا كراون.
ما هو الحي المفضل لك في مدينتك المفضلة؟
أعتقد أن مدينتي المفضلة، بالرغم من أنني لا أستحسنها أحيانًا لأسباب كثيرة، هي روما. وأفضل حي هو مونسيراتو الذي قررت أن أعمل فيه، حيث لديّ معرض ومحترف، لأني أقضي وقتًا هنا أكثر مما أقضيه في منزلي. إن هذا الحي يمثل جمال روما وتراثها أيضًا. إنه الجزء القديم من روما، لكنه ليس الجزء السياحي. إنه أصيل للغاية. إنه المكان الذي يعيش فيه أهل روما.