على مدى أربعة عقود، نجح ملك التصاميم غير الرسمية في إضفاء حس الرخاء على عالم الأناقة الراقية الممهورة بتوقيعه
يشتهر المديرون التنفيذيون للشركات الناشطة في قطاع التقنية، والتي تتخذ من سيليكون فالي مقرًا لها، بمظهرهم غير المتكلف الذي تحدده في العادة الكنزة المفتوحة المزودة بقلنسوة، والقميص الخفيف من طراز تي-شيرت، وسروال الجينز. لعل السبب في ذلك يُعزى إلى رغبة أولئك المديرين في تسليط الضوء على سلوكهم المتميز وغير التقليدي. يشيع أن عددًا منهم يختارون لإطلالتهم ابتكارات برونيلو كوتشينيللي من قمصان التي-شيرت القطنية (سعرها 400 دولار للقميص الواحد)، والكنزة المفتوحة المزودة بقلنسوة والمشغولة من الكشمير (يعادل سعرها 900 دولار). يعكس هذا الخيار الأناقة غير المتكلفة التي تحكم الفلسفة الإبداعية لدار الأزياء الراقية.
فالملابس التي تبدعها الدار لا تحمل أي اسم أو شعار خارجي ظاهر للعين، ما يجعل من شبه المستحيل على أي كان أن يرصد في هذه القطع تلك الهوية المرتبطة بما بات يُعرف بالمنتجات المحددة للمكانة الاجتماعية. أضف إلى ذلك أن القمصان والكنزات خفيفة الوزن، والسترات ذات القصات الانسيابية، والسراويل المستدقة، توفر قدرًا كبيرًا من الراحة حد إمكانية ارتدائها إلى النادي الرياضي. لكن أهمية الدار لا تقتصر على تصاميمها الرائجة التي تحظى باستحسان واسع النطاق. فالمبدأ الراسخ لدى برونيلو كوتشينيللي فيما يتعلق بضرورة أن يختار الأفراد قطع ملابس أنيقة ومريحة تمنحهم الشعور بالثقة يعادله من حيث الأهمية اعتقاده بضرورة أن يشعر موظفوه أيضًا بالرضا وتحقيق الذات. يعمل كثير من هؤلاء الموظفين في إقليم أومبريا الإيطالي، وتحديدًا في قرية سولوميو التي أعاد كوتشينيللي ترميمها وإحياءها. يقول كوتشينيللي: «لطالما تمثّل أعظم حلم راودني بالعمل من أجل حفظ كرامة البشر المعنوية والاقتصادية».