تشي ذائقة جامع الساعات الذي يقدر الابتكارات المستلهمة من فن الآرت ديكو بالنهضة المقبلة فيما يخص التصميم في هذا العالم.
ينقسم في العادة جامعو الساعات التقليديون بين صائدي فرائد يسعون في إثر ساعات نخبوية معقدة أو عريقة المنشأ، وبين مولعين بجمع الغنائم يتعقبون الطرز النفيسة المتوقعة المدرجة على لائحة تضم ساعات من طُرز Nautilus، ودايتونا، وRoyal Oak. أما روني مادفاني، فلا ينتمي إلى أي من الفئتين. على مدى الأعوام الثلاثين الأخيرة، اقتنى مادفاني، رائد الأعمال الهندي الأصل المقيم في أوغندا، مجموعة متفردة من نماذج تعود إلى العصر الذهبي لصناعة الساعات وتزهو بالطابع الآسر الذي ميّز ابتكارات هذا القطاع في أواسط القرن الفائت. يتابع صفحته على تطبيق انستغرام (تحت اسم @roni_m_29) ما يزيد على 24 ألف شخص بدافع من اهتمامهم بمنشوراته عن ساعات أنيقة عتيقة الطراز، معظمها من ابتكار باتيك فيليب، وفاشرون كونستانتين، وأوديمار بيغيه وكارتييه، وتقتصر وظيفتها على عرض الوقت، فضلاً عن تمايزها بعلب وعروات وموانئ غير تقليدية. لكن الأمر لا يرتبط بنظرته الثاقبة إلى ما هو غير مألوف فحسب. فالأسعار المتزايدة للطُرز الأصيلة، إلى جانب طفرة في الإصدارات الحديثة التي تستلهم ساعات من مطلع القرن العشرين يجمعها مادفاني، توحي بأن ذائقته المتفردة تعكس أيضًا بكثير من الدقة المزاج المعاصر. قمنا باختصار حواره مع مجلة Robb Report وتحريره توخيًا لمزيد من الوضوح.
كيف تبدل منظورك إلى جمع الساعات بمرور السنين؟
تطوّر الأمر من اقتناء ساعة تلبية لنزوة ما إلى جمع مزيج من الساعات، وإن كانت كلها تزهو بتصميم يستلهم فن الآرت ديكو. ثم أعقب ذلك جمع ساعات يعود معظمها إلى الفترة الممتدة بين عام 1945 وعام 1965 وتعكس رؤية تصميمية غير تقليدية. تجسّد تلك الفترة برأيي المتواضع الزمن الجميل لصناعة الساعات السويسرية على مستوى الإبداع.
بأي الساعات كنت تزين معصمك في الآونة الأخيرة؟
كنت أتزين بساعة من طراز Crash من كارتييه تزهو بميناء أسود، فضلاً عن بعض النماذج التي استحوذت عليها مؤخرًا، بما في ذلك ساعة متفردة ونادرة جدرًا من طراز Arrondie من كارتييه، وساعة من طراز Cornucopia من فاشرون كونستانتين تعود إلى خمسينيات القرن الفائت، وساعة متفردة من طراز Cintrée من كارتييه طلبت تعديل ميناءها إلى اللون الأسود وإثراء التاج فيها بحجر من الإسبنيل الأسود بقطع الكابوشون. كنت في ما مضى أطلب تعديل ساعات مختلفة من كارتييه. لكن بعد أن استحوذت مجموعة ريشمون على العلامة، ما عادت الدار في العادة تلبي مثل هذه الطلبات. وعندما كانت تقبل ذلك، كانت تفرض أسعارًا مرتفعة إلى حد يثبط عزيمة جامعي الساعات. في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة، طرأ تغيير على مستوى البحث في تنفيذ طلبات من هذا النوع. إذا ما وافقت الدار على تصميم بحسب الطلب، يدفع الزبون مقدمًا مبلغًا ضخمًا، ويتوقع أن يتسلم الساعة بعد نحو 12 شهرًا. اتفقت على مشاريع تعديل نماذج عدة من طراز Cintrée يجري العمل على تنفيذها حاليًا.
ساعة معدلة التصميم من طراز Tank Cintrée من كارتييه.
بعض التفاصيل المميزة لساعة عتيقة متفردة من طراز Tank Arrondie من كارتييه.
تعمل اليوم على مشروع تفويض لابتكار ساعة بحسب الطلب. من أين استلهمت التصميم؟
تستلهم الساعة التي تحمل اسم Chronoscope ساعة جيب صممها روبرت كارت في ثلاثينيات القرن الفائت، ثم أنتجتها علامتا بريغيه وفاشرون كونستانتين في هيئة ساعة للجيب. وقعت أيضًا على نسخة قديمة جدًا ابتكرتها بريغيه في هيئة ساعة معصم، وكانت ملكيتها تعود إلى واحد من قادة الطائرات المقاتلة في الحرب العالمية الأولى. يحتفي التصميم بأسلوب الآرت ديكو، وقد أبقيت على العلبة بحجم معقول، إذ يساوي قطرها 36 ملليمترًا. لا أستحسن الساعات الحديثة كبيرة الحجم التي تبدو فوق المعصم أشبه بعداد لقياس معدل الضغط في حجرة المراجل على متن سفينة تايتانك.
ما هو الطراز الذي ستسعى إلى تحقيق أمنيتك باقتناء نموذج منه في المرحلة المقبلة؟
أبحث عن نماذج ممهورة بتوقيع وكيل البيع بالتجزئة من الساعة المعروفة باسم Disco Volante، والتي تمثل طراز الرقم المرجعي 2552 من باتيك فيليب. فضلاً عن ذلك، سأتعقب النموذج الأخير من ساعة باتيك فيليب التي صممها جيلبرت آلبرت، والذي ظلّ طيلة العقود الأخيرة صعب المنال. سيكمّل هذا النموذج مجموعتي من ساعات Patek Gilbert Alberts: Reference 3413.
من الأعلى باتجاه عقارب الساعة: ساعة Cornucopia عتيقة الطراز من فاشرون كونستانتين، وساعة من طراز Patek Philippe Gilbert Albert، وساعة من طراز Tank Arrondie من كارتييه.
أعادت الشركة مؤخرا إصدار نسخ جديدة من بعض الساعات في مجموعتك. هل يعني ذلك أنك من صناع التوجهات؟
أنتجت علامات عدة في ماضيها ساعات تقليدية شهيرة لقيت الاستحسان على نطاق واسع. ومن المنطقي جدًا إعادة إصدار هذه التصاميم. لكن بعضهم يصرّ على "تقديم ترجمة حديثة" لتصميم من الماضي. أشعر بأن هذا المسار لا يفضي دومًا إلى تحقيق أفضل النتائج، وإن كنت أقدّر الحاجة إلى ساعات أكبر حجمًا، لا سيّما وأن ساعات المعصم كانت في الماضي تُعد صغيرة الحجم مقارنة بمعايير اليوم. لطالما اتبعت ما يمنحني الشعور بالسعادة. أعتقد أن توافق التوجه السائد اليوم مع طراز الساعات التي أجمعها ليس سوى مصادفة.
ساعات عتيقة الطراز من أوديمار بيغيه تميزها العلب بالغة الدقة، وتشمل نموذجًا بتوقيع مزدوج لوكيل البيع بالتجزئة Gübelin (الساعة إلى الأمام).
كيف ترتب مجموعتك؟
لا أحتاج في حفظها إلى صناديق مبهرجة معززة بنظام لتعبئة الساعات تلقائيًا، وتشغل مساحة كبيرة. أرى أن لفافات ترتيب الساعات المصنوعة من الجلد والتي تتسع لترتيب ست ساعات أو أكثر كفيلة بتعزيز كفاءة استغلال المساحة إلى أقصى حد ممكن في صناديق آمنة. أرتب اللفافات بحسب العلامة والمعدن الذي تُصنع منه علب الساعات.
تكمل ساعاتك أساور جميلة جدا. أين تجدها؟
أشعر بأن الساعات عتيقة الطراز المزوّدة بأساور مجرّدة من الغرزات والبطانات ومصقولة بلمسات نهائية غير لامعة تنضح بمعالم الأناقة. أفضل النسيج، وأرى من الرائع اختبار طُرز جديدة من الأساور وتخطي حدود المتوقع والمألوف من خلال أساور مشغولة من جلود ومواد غير تقليدية مثل قشور أسماك الشفنين اللاسعة. توفّر مثلَ هذه الأساور علاماتٌ أوروبية كبرى متخصصة في صناعتها، لكنها باهظة الثمن وتصنيعها يستغرق وقتًا طويلاً. صادفت رجلاً في فيتنام يصنّع أساور رائعة ويسعدني أن أتشارك تفاصيل الاتصال به مع أي شخص يراسلني عبر حسابي على تطبيق إنستغرام.
نموذج من ساعة الرقم المرجعي 2458 عتيقة الطراز من باتيك فيليب.
ساعة قديمة من طراز Patek Philippe Gilbert Albert
ما هي العبر التي اكتسبتها من جمع الساعات عبر مسيرتك؟
ينبغي للمرء أن يتوخّى جانب الحذر الشديد في ما يتعلق ببعض العلامات والطرز، على غرار ساعات كارتييه من مرحلة ما قبل ستينيات القرن الفائت. فالنسخ الزائفة من هذه الساعات كثيرة جدًا. إن إجراء البحوث والتعلم عنصران أساسيان في مجال جمع الساعات عتيقة الطراز، وأرى أنه مسار ماتع. كما أن المرء يتفاعل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مع عدد من جامعي الساعات الرائعين الذين يسرّهم تقديم المساعدة وتشارك معارفهم. أخيرًا، ينبغي الحرص دومًا على ابتياع الجودة، وتفادي المساومة على هذه الميزة.
