الممثل ألديس هودج ينطلق جادًا في مسيرة تطوير ساعات تحمل اسمه، مستلهمًا ابتكارات متفردة ضمن مجموعته الخاصة
كان هذا العام متميزًا للغاية في مسيرة ألديس هودج. فالممثل البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عامًا حاز دورًا رئيسًا كان ينشده إلى جانب كيفين بايكون في مسلسل الجرائم City on a Hill «مدينة على التل» الذي أنتجه كل من مات دايمون وبن أفليك وعُرض على شبكة شوتايم. كما أنه مثل دورًا على الشاشة الكبيرة في فيلم Brian Banks (الذي يتناول قصة لاعب كرة القدم براين بانكس والإدانة الخاطئة التي تعرض لها صاحب الموهبة الواعدة سابقًا في الدوري الوطني لكرة القدم). سيجسد هودج أيضًا شخصية أنثوني وودز في العمل الدرامي Clemency «رحمة» الذي تتناول فيه الكاتبة والمخرجة السينمائية تشينونيا تشوكو قضايا الإعدام، والمتوقع أن يبدأ عرضه في شهر ديسمبر كانون الأول المقبل. لا يطرح الفيلم موضوعًا سهلاً، ويستلزم ممثلاً من طراز ألديس هودج الذي لا يؤدي عملاً تمثيليًا فحسب، بل يحرص للنجاح في أدائه على تثمين تأثير أدواره في الجمهور على المدى البعيد. وفي هذا يقول: «أحاول السعي إلى أدوار تخدم غاية ما. فهذه الأدوار تخاطب وجداني بطريقة معينة وآمل أن تحقق منفعة ما. آمل أن أحقق غايتي على المستوى الثقافي.»
«لطالما رغبت في بناء شركة يمكنني أن أجعل منها ميراثا للخلف.»
أصبح الوقت ثمينًا لهودج، ولذا بدا من الملائم أن يكرس أوقات الفراغ المتاحة له لتنمية شغفه بالساعات. لكنه ليس كغيره من المشاهير الذين تتيح لهم دخولهم تبديد الأموال على مجموعات تُرضي غرورهم. بل إنه في الواقع صانع ساعات عصامي صادق النوايا ويخطط لإطلاق علامة ساعات خاصة به. قد يبدو الأمر أقرب إلى حالة هوس مفاجئة استحوذت على رجل أمضى بعض سنوات طفولته مشردًا في بروكلين برفقة أخيه وأخته وأمه. لما كانت الموارد المتوافرة لهودج محدودة، كرس ساعات من وقته لشحذ مهاراته في سياق سعيه وراء ما يستثير شغفه. وفي هذا يقول: «عندما كنت طفلاً صغيرًا وفقيرًا، ألهمني المجال الهندسي وحثني على السعي وراء أحلامي. أريد لشركتي أن تُلهم الآخرين، الذين قد لا يمتلكون الموارد، لاستخدام عقولهم بغية تحقيق ما يريدونه، والإيمان بأنفسهم لتحقيق إنجاز قد يبدو مستحيلاً.»
كان مقدرًا لبصيرة هودج أن تتفوق على الشدائد التي اعترضت نشأته. وكان أول ما افُتتن به الهندسة المعمارية والعلوم، لكنه وجه شغفه بالهندسة والتصميم إلى عالم الساعات إذ كان بمقدوره أن ينمي هذا الاهتمام لديه بموازاة سعيه إلى بناء مسيرته المهنية في عالم التمثيل. يقول هودج: «لطالما كنت مفتونًا بتعقيدات المعايير الحركية في الساعات، ولطالما رغبت في بناء شركة يمكنني أن أجعل منها ميراثًا يتناقله الخلف.»
شرع هودج في تصميم ساعات اختبارية وهو في التاسعة عشرة من العمر، لكنه وفي سعيه إلى أن يصبح صانع ساعات حقيقيًا بدأ يتعلم ذاتيًا كيفية بناء الساعات بغية تحسين تصاميمه. بل إنه يمتلك آلة للزخارف المضفرة، تلك الأداة التي كان أبراهام – لويس بريغيه أول من استخدمها في عام 1786 لابتكار التصاميم المعقدة التي تزين موانئ الساعات. ويعتمد هودج على كبار صناع الساعات المعاصرين، أمثال روجيه سميث وروبرت غروبل من علامة غروبل فورسيه بحثًا عن الإرشاد والنصيحة، ويمكنه أن يسرد تاريخ صناعة الساعات، ويحدد الأرقام المرجعية لطرز الساعات والتقنيات المستخدمة في تصميمها، مثبتًا مستوى معرفيًا يحاكي ذاك الذي يتحلى به معظم جامعي الساعات. وفي تحول يشي بأن حياته تكاد تنقلب رأسًا على عقب، عُين هودج واحدًا من المحكمين في دورة هذا العام من حفل الجائزة الكبرى لصناعة الساعات Grand Prix d’Horlogerie الذي يُنظم في جنيف ويُعد مرادفًا في مجال صناعة الساعات لحفل جوائز الأوسكار.
فضلاً عن ذلك، بدأ هودج بوضع حجر الأساس لعلامة الساعات التي ستحمل اسمه، وهو يبحث اليوم عن مستثمرين يساعدونه على إطلاقها. عندما سحب هودج بغير تكلف دفتر ملاحظاته، الذي بليت أوراقه، من حقيبة ظهره ليطلعنا على تصاميمه، بدا جليًا أنه جاد في مسعاه. فالرسومات التي خطها بيده نُفذت بدقة وتأن إلى حد أنها تبدو أشبه بنسخ نُفذت رقميًا عبر الحاسوب لدى كبار صناع الساعات في سويسرا (بل إن هودج احتسب أيضًا الأبعاد الرياضية في هوامش الصفحات.)
صحيح أن المعنيين بقطاع صناعة الساعات قد يشعرون بارتياح أكبر تجاه الممثلين الذين يعبرون عن استحسانهم للساعات عوضًا عن أن يصنعوها بأنفسهم، إلا أن هودج يدخل عالمهم متسلحًا بزاد من الابتكارات المثيرة للإعجاب والكفيلة بأن تبدد أي أحكام مسبقة قد تُطلق بسبب وظيفته النهارية الأكثر إثارة للإبهار. فما رأينا من تصاميمه يشي باحتمال أن يكون لاسمه في عالم صناعة الساعات حضور لافت يضاهي حضوره في هوليوود.
نبض ملهم
ألهمت كل ساعة ضمن مجموعة هودج ابتكاراته المستقبلية. نستعرض في ما يأتي خياراته المفضلة:
Arnold & Son Golden Wheel
«ابتعت هذه الساعة بسبب سيباستيان شولمونتيه. أثمن ما قام به والتحسينات الجديدة التي أضفاها على علامة أرنولد آند صون. كما أني على معرفة وثيقة بسيباستيان. إنه شخص لطيف حقًا. لقد احترمت ببساطة طموحه. أعتقد أنه ابتكر نحو واحد وعشرين معيارًا حركيًا في أقل من خمس سنوات، وهذا أمر مذهل.»
Jaeger-LeCoultre Reverso
«يُعد هذا النموذج واحدًا من الساعات البديعة الأولى التي ابتعتها. لقد أذهلتني إمكانية أن أضم هذه القطعة التقليدية إلى مجموعتي. لكني لا أعد نفسي جامعًا للساعات، بل تلميذ. فهذا هو السبيل الذي أسلكه في تعليم نفسي. لقد أثارت مقاربة جاجيه – لوكوتر لشكل العلبة اهتمامي. أحرص على ابتياع ساعات تبين لي طريقة جديدة في التفكير أو في جمع عناصر ساعة ما.»
Bulgari Papillon by Daniel Roth
«ابتعت هذه الساعة بسبب دانيال روث. عندما كان روث يعمل لدى بريغيه، كان أول من استخدم آلية توربيون ذات إنتاج تسلسلي داخل ساعة من بريغيه. إن هذا التاريخ كله يرتبط بالطابع التآزري للتعلم. كنت في الأصل قيد دراسة الساعة من حيث العمق والتكوين. تتميز هذه القطعة بعرض الساعة القافزة مع الوقت في منطقتين زمنيتين. لا يلاحظ معظم الأشخاص المنطقة الزمنية الثانية، لكنها موجودة هنا في الوسط.»
Daniel Roth Tourbillon 8-Day
«استُلهم طراز ساعة Bulgari Papillon التي أمتلكها من ابتكار لدانيال روث. لكني كنت أرغب في امتلاك الساعة الأصلية، لذا ابتعت ساعة التوربيون Eight Day. وكانت هذه أول ساعة توربيون امتلكتها. كنت أود دراسة قفص التوربيون وتوقيته. أمتلك براعة لا بأس بها في تعرف التوقيت. يمكنني أن أنظر إلى تواتر حركة عجلة التوازن وأحدد عدد الذبذبات التي تحدثها في الساعة، أي معدل دورانها.»
Gérald Genta Octo Bi-Retro
«يُعد جيرالد جينتا عبقريًا، وقد ابتعت هذه الساعة بدافع من احترامي له. استحسنت دمغها باسم جينتا، ما يشهد على أصالتها. لكني كنت دومًا مفتونًا بتعقيد الساعات القافزة. إنه يمثل واحدًا من الآليات المفضلة لدي في أي ساعة لأنه يوفر مستوى غير متكلف من الوضوح في قراءة الوقت. كما تشتمل الساعة على وظيفة ارتجاعية للدقائق. تستهويني بكل بساطة كيفية جمع جينتا لهذه التعقيدات كلها في علبة غير متكلفة وتصميم بديع.»
Breguet Classique 7337
«أحاول اليوم ادخار ما استطعت من النقود لتصنيع ساعاتي الخاصة. لكن عندما أنجح في ذلك، ستكون هذه أول ساعة بريغيه أبتاعها لنفسي. إن الزخارف المضفرة التي تزينها غاية في التفرد.»