قبطان اليخت ريف أوشن تستعيد فصولا من قصتها مع البحر وتتحدث عن مهمتها المقبلة لاستكشاف أعماق البحار والمحيطات.
لطالما كانت إيلين سين أسكفيك على صلة بالبحر. فقد عملت بداية على متن ناقلة بضائع، ثم انخرطت في البعثات الاستكشافية للمنطقة القطبية الشمالية قبل أن تمضي أخيرًا عقدًا كاملاً في مهام إنقاذ حطام السفن في المناطق الموبوءة بالقراصنة. أما رحلتها الشخصية المفضلة، فتتمثل ببعثة انطلقت في عام 2013 بتمويل من جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون، لاستعادة محرك الصاروخ F-1 الخاص بمركبة أبولو 11، والذي كان قد استقر في البحر قبل 44 عامًا. وبالرغم من أن توليها دفة قيادة اليخت الأكبر في العالم في عام 2022 سيحمل تغييرًا جذريًا إلى مسيرتها، إلا أنها ستستخدم في مهمتها تقنية مألوفة لديها لمسح المحيطات واستكشاف معالمها حتى عمق ألفي قدم بهدف إنقاذها.
متى كانت رحلتك البحرية الأولى؟
ترعرعت بالقرب من مضيق أوسترفيوردن عند الساحل الغربي للنرويج. كان والدي يمتلك ناقلة بضائع صغيرة، وكنت وأخي، في صغرنا، نوجد على متنها كلما سنحت لنا الفرصة. وإن كان أسلافنا من الفايكنغ قد شكلوا مصدر إلهام لي في اللاوعي، فإن والدي كان يلهمنا كل يوم. لقد علمنا قيمة العمل وعدم الاكتفاء بالأحلام. بعد تخرجي في مدرسة البحرية التجارية، عملت لدى Swire Seabed AS، وهي شركة صغيرة تُعنى باستعادة حطام السفن من البحار والمحيطات في مختلف أنحاء العالم. وعندما ازدهرت أعمال الشركة، بدأنا نستكشف المياه بحثًا عن النفط، والغاز، والمعادن. تعلمت أصول استخدام المعدات المعقدة، مثل المركبات ذاتية القيادة المخصصة للغوص تحت سطح الماء، واكتشفت عندئذ شغفي باستكشاف أعماق البحار، لا سيما لأغراض التنقيب عن الآثار والحطام.
كيف ستوظفين هذه المهارات على متن اليخت ريف أوشن؟
بتُّ مدركة تمامًا لحالة البحار والمحيطات المتغيرة، وما لهذا التغيير من تأثيرات تطالنا جميعًا. أذكر ما كان عليه قعر البحر الأبيض المتوسط العام الفائت، إذ لم نصادف أي سمكة على عمق 6,500 قدم تحت سطح الماء، بل وجدنا أكوامًا هائلة من النفايات. هذا هو ما عليه الحال أينما كان، بما في ذلك عند سواحل إفريقيا وفي المحيط الهندي.
ما هي أهدافكم؟
سننطلق في رحلات استكشافية في أعماق البحار والمحيطات لإجراء مسح لمناطق لمّا يجري استكشافها بعد. كما سنستخدم أجهزة الاستشعار على متن اليخت لإجراء فحوصات صحية للمحيطات. وستتوافر لنا في سبيل استخراج العينات وفحصها معدات للحفر الجوفي ومركبة تنتقل تحت سطح الماء ويجري التحكم بها عن بعد. فضلاً عن ذلك، سيُجهز اليخت بمركبة ذاتية القيادة للاستخدام تحت سطح الماء في عمليات مسح المناطق الأوسع نطاقًا، وغواصة تتيح لنا الوصول إلى الأعماق الآسرة. إننا نسعى إلى فهم تأثيرات أسلوبنا الحياتي في صحة البحار والمحيطات. أعتقد شخصيًا بأن إدراكنا لهذه التأثيرات سيحفز التغيير الحقيقي. أتطلع قدمًا إلى الانطلاق في هذه المهمة.