الرجل الذي يقف وراء تطوير عدد من الفنادق الأكثر تميزًا في العالم يستذكر مسيرة أكثر من ثلاثة عقود أسهم خلالها في تحديد معايير السفر المترف.
ما الذي كان يميز الفنادق الفاخرة عندما افتتحت فندق مورغانز أوتيل سنة 1984؟
في تلك الآونة، كانت جميع الفنادق الناشطة في سوق الضيافة ذات طابع عام يفتقر إلى عنصر الابتكار، ولم يكن بالإمكان التمييز بين علامة فاخرة وأخرى. لكن فندق مورغانز غيَّر هذه المعادلة، إذ إنه جعل التشابه علة والتميز فضيلة. كما أنه رسّخ المفهوم القائل بأن الفندق ليس مكانًا للمبيت وحسب، وكرّس ضرورة أن يحتوي الفندق على تفاصيل تجسّد طابع المدينة التي يقع فيها.
ابتكرت مفهوم الفندق صغير الحجم من خلال فندق مورغانز. فما الذي دفعك إلى ذلك؟
كان فندق مورغانز يعبِّر عمّا كنت أريده شخصيًا. لم يكن أي من الفنادق القائمة يحاكي آنذاك، واقعي. أقصد أن تلك الفنادق لم تكن تعبِّر عن ثقافتي الشعبية أو توحي لي بأن العالم يلبي ما أعده حاجة مهمة عندي.
كنت أيضًا من أوائل أصحاب الفنادق الذين أقاموا شراكات مع مصممين وفنانين رواد في صنعتهم؟
كان القطاع الفندقي آنذاك، أشبه بأرض مقفرة عندما يتعلق الأمر بالحس التصميمي. لذا ارتأيت أن العمل مع شخص موهوب، بغض النظر عما إذا كان يمتلك خبرة في المجال الفندقي أم لا، بغية ابتكار وجهة متميزة وفريدة من نوعها، أمر يستحق المجازفة. فكرّت حينئذ أن المرء يستطيع ابتكار فندق متفرد إن كان مستعدًا للقيام بهذه المجازفة. وقد أعطت هذه المقاربة ثمارها.
كيف تغير مفهوم الفنادق من فئة الخمس نجوم على مدى السنوات الثلاثين الماضية؟
عندما تبلور مفهوم الترف، كانت تجلياته حكرًا على الأثرياء. لكن جميع الناس اليوم باتوا يدركون هذا المفهوم بغض النظر عن نشأتهم أو حتى ما يملكونه من المال. أعتقد أن الترف بات متأصلاً في مختلف مستويات قطاع الضيافة، ولم يعد حكرًا على الفنادق من فئة الخمس نجوم. لكي يضمن أي فندق بقاءه واستمراريته، يتعين عليه أن يقدم لضيوفه تجربة مترفة.
كيف تسهم العلامة الفندقية الأحدث التي أطلقتها باسم بابليك في إعادة تحديد مفهوم السفر المترف؟
لقد تخلصنا من مفاهيم الترف القديمة والبالية. أعتقد أن الناس ما عادوا ينخدعون بالإيماءات التافهة. فالمسافرون في أيامنا هذه لا يعنيهم وجود موظف استقبال يرتدي سترة بنجوم ذهبية عند الكتفين وزوجًا من القفازات بيضاء اللون. حقائبهم باتت مزودة بعجلات ويمكنهم جرّها بأنفسهم. كما أنهم لا يريدون الانتظار 45 دقيقة لكي تصل القهوة إلى غرفهم في أوان خزفية وفضية فاخرة، بل يريدون قهوة لذيذة وخدمة سريعة. إن الترف الحقيقي يحاكي مشاعر الضيف، وهذا ما تضمنه له علامة بابليك الفندقية.