كل من يواظب على السفر، ويجوب أصقاع الأرض، يعلم من هي ألكساندرا شامباليمو. تُعد خبيرة التصاميم الداخلية، التي تتخذ من نيويورك مقرا لهًا، والتي يزخر سجل المشاريع رفيعة الطراز التي أنجزتها بما يزيد على 200 فندق راق، صاحبة المبادرة عمليًا في إرساء قواعد الضيافة الحديثة. تقول المصممة: «إن تصميم الفنادق يتطلب استخدام المهارات المرتبطة بشقّي الدماغ الأيمن والأيسر. لا بد للمصمم أن يأتي بابتكار ذي هدف. إنه لا يصمم لنفسه فحسب، بل يبتكر التصميم لأجل الآخرين، ويجدر به، إذ ذاك، أن ينفذه على أكمل وجه». أما تحقيق هذا المستوى من الكمال، فيعني في حالة شامباليمو تمشيط الكرة الأرضية بانتظام بحثًا عن تجهيزات ومواد فريدة من نوعها، وتتبع مصادر الإلهام في كل زاوية ولحظة، سواء كانت تقوم برحلة تسوق في باريس، أو برحلة سفاري في كينيا، أو تجلس مستمتعة بصحبة أفراد العائلة في منزلها في كونيتيكت. تواصلنا مع المبدعة الماهرة لنثري من خلالها معرفتنا بالعناصر المكونة لتصميم ناجح، وكيفية رصده في مختلف جوانب حياتنا.

 

مصممة بالفطرة

ترعرعت في البرتغال في مكان جميل جدًا هو بلدة كاسكايس المعروفة بأضوائها المتلألئة ومناظرها الطبيعية الخلابة. يعود توقّد ولعي بعالم التصميم إلى نشأتي التي جعلتني على تماس مع الجمال، وبكل بساطة إلى إدراكي كنه الجمال. لكنني لم أدرك أن التصميم هو رسالتي المهنية إلا بعد أن ذهبت إلى كندا وباشرت العمل في شركة ميتشل هولاند.

 

في البراري

قابلت زوجي في سياق حديث عن ممارسة رياضة التجذيف عبر مياه نهر الأمازون. لطالما استمتعت بارتياد الأماكن الوعرة والنائية. يشكّل منتجع نيهي سومبا في إندونيسيا واحدًا من الوجهات التي تجتذبني لهذا السبب، ومثله منتجع إيناسويت في كينيا. فهذا الأخير يشكّل ملاذًا صغيرًا وفخمًا وأنيقًا في آن. إنه مكان مميز لإطلاق العنان للمخيلة والاستسلام لأنس الريف.

 

لوحة رسم شخصي بريشة نيكولاي فاسيلييف

لوحة رسم شخصي بريشة نيكولاي فاسيلييف

 

اقتفاء أثر الفرائد وجمعها

تشكّل كل رحلة فرصة للتسوق. بل إنها فرصة للاستكشاف. تحتضن لشبونة بعض المتاجر الزاخرة بالأغراض البديعة، كما هو الحال في متجر Leitāo e Irmāo. فمتجر بيع الجواهر هذا يعرض أيضًا أغطية جميلة للطاولات. لكن تبقى لندن هي وجهة التسوق المفضلة لدي. أعشق متجر Jamb لبيع التحف الأثرية، ومحترف Rose Uniacke Interiors للتصاميم الداخلية. ولا يمكنني أن أغفل السوق الشعبي Marché aux Puces في باريس.

 

«تشكل كل رحلة فرصة للتسوق، بل إنها فرصة للاستكشاف».

 

مثال نموذجي

إني مولعة بحق بالمشغولات الفضية القديمة والخزف الصيني المستورد الذي يعود إلى القرن الثامن عشر. أعرضها في العادة ضمن توليفة تضم أيضًا قطعًا هولندية وفرنسية. كما أني أجمع أعمال الفنانة الكندية روزالين ديليل التي تبتكر خزفيات مبهرة تبدو أقرب إلى منحوتات أنيقة غاية في التميز. أقتني قطعتين من أعمالها وأعتز بهما كل الاعتزاز.

 

مجموعة شامباليمو الخزفية

مجموعة شامباليمو الخزفية

 

شغف بالفنون

إن النحّات المفضل عندي هو ريتشارد سيرا، لكني أحب أيضًا أعمال برانكوزي وروثكو. كما أثمِّن إبداعات لي لالان، ووالتون فورد. إننا نستقي العبر يوميًا من هؤلاء المبدعين. اشتريت مع زوجي، مؤخرًا، لوحتين من أعمال الرسام الروسي نيكولاي فاسيلييف، إحداهما تجسّد رسمًا شخصيًا، والأخرى تجسّد منظرًا طبيعيًا، فيما كلتاهما تزهوان بالثراء اللوني والروح الآسرة. لا تزال أعمال فاسيلييف تشكّل سرًا مخبوءًا بين أيدي عدد قليل من جامعي التحف.

 

أزياء متقنة الحياكة

لا يوجد مصمم أزياء يضاهي درايز فان نوتن. فتصاميمه غريبة بعض الشيء لكنها ليست مبهرجة. كما أن الأقمشة التي يستخدمها في ابتكاراته رائعة وفائقة الجودة. يخامرني شعور بأنه قام في مرحلة ما بدراسة البذلات النظامية، لأن تصاميمه تعكس تمازجًا مثاليًا بين القصات المتقنة وعناصر الزينة. على النقيض منه، تبرز المصممة إيزابيل ماران. فأزياؤها بسيطة، وأستطيع تنسيقها مع أي قطعة ملابس، وهذا أمر مهم عندي في حياتي. إني في ارتحال دائم ومن الضروري أن أمتلك قطع ملابس أساسية بسيطة يمكنني تنسيقها.

 

فندق تراوتبيك

فندق تراوتبيك

 

زينة بغير إسراف

لا أمتلك ذائقة يصعب إرضاؤها عندما يتعلق الأمر بالجواهر. أكثر ما أفضله ضمن مجموعتي الخاصة هو جواهر من القرن الثامن عشر تتزين بحجارة ألماسية من البرازيل ذات قطع دائري. ورثت هذه القطع من العائلة. إنها في الحقيقة تعبِّر عني. تستهويني أيضًا الجواهر ذات الأشكال النحتية التي تحمل تواقيع مصممين أمثال كلود للان، وماييت. عندما أتزين أكتفي بالقليل من القطع. لست من السيدات اللاتي يغرقن أنفسهن بالجواهر.

 

فسحة للضحك

أشاهد الأفلام السينمائية التي تجعلني أضحك مبتهجة. تستهويني الأعمال التي تناولت شخصيتي تشيش وتشونغ الفكاهيتين في سبعينيات القرن الفائت لأنهما كانا يُشعرانني بسعادة عارمة.

 

وجهة راقية

قد أكون متحيزة في إجابتي، ولكن فندق تراوتبيك في أمينيا بولاية نيويورك هو في رأيي واحد من تلك الأماكن المميزة حقًا. ليس لأن إدارته عائلية فحسب (يتولى في الواقع إدارته ابني أنتوني وزوجته تشارلي) بل لأن تصميمه أيضًا أنجز من قبلنا. يتميز الفندق بمحيطه الآسر، وطعامه الرائع. لكن أكثر ما أحبه فيه هو الإحساس بأنه مجلس يغدو فيه الغرباء أصدقاءك.‏