التاريخ الفني الذي ما فتئ يتوسع أفقه.
في عام 1993، ملأ دون وميرا روبل، وهما جامعان متمرسان لأعمال فنية، مستودعًا كان تابعًا في السابق لإدارة مكافحة المخدرات DEA في ميامي، بما لديهما من أعمال كيث هارينغ، وجان-ميشيل باسكيا، وأشعلا صيحة الهوس الحالية بالمتاحف الخاصة. بعد مرور ستة وعشرين عامًا، أخذت مجموعة أسرة روبل Rubell Family Collection تنتقل إلى فسحات أرحب في منطقة ألاباتاه، وأعيدت تسميتها باسم روبل ميوزيم Rubell Museum.
تقول ميرا روبل عن قرار التوسع: «لدينا كل هذه المعارض المتنقلة، ثمة ثلاثون معرضًا أمريكيًا يتجولون منذ عشر سنوات، لقد كان الأمر كما لو أن أطفالنا عائدون إلى المنزل ونحن من قام بسلب غرف نومهم، كان مديرنا في حالة ذعر تام حيال إتاحة مساحة أوسع.»
تزيد الفسحة الجديدة التي تبلغ مساحتها 100 ألف قدم مربعة مقدار الضعف وأكثر عن حجم متحف روبل، وقد افتتحت في 4 ديسمبر كانون الأول المنصرم، وهو يوم الافتتاح المخصص لكبار الشخصيات في معرض آرت بازل Art Basel، وهذا أمر لائق، حيث إن الزوجين كان لهما دور فعال في جلب المعرض إلى المدينة.
تتبع المعرض الافتتاحي مسار تاريخ جمع أسرة روبل للأعمال الفنية على مدى أكثر من خمسين عامًا، وازدان بعرض نحو 300 قطعة مميزة من إجمالي ما في مخزون نفائسهم الذي يصل إلى نحو 7200 قطعة.
في البداية، تقول روبل: «اعتقد آباؤنا أننا مجانين. كان دون يدرس في كلية الطب. كنت أنا أُدرّس برنامج Head Start للتعليم المبكر.» لكن سرعان ما صارا يصطحبان طفليهما الصغيرين إلى صالات العرض ومحترفات الفنانين في عطل نهاية الأسبوع، وأخذا يطوران سمعة متزايدة تدور حول اكتشاف مواهب ناشئة. رغم ذلك، تقول بتواضع يشي بإنكار الذات: «سنعمل في يوم من الأيام على تنظيم معرض لفنانين لم يسبق أن سمعتم عنهم قط.»
أعادت أنابيل سيلدورف، مهندسة ذات شعبية في عالم الفن، تصميم المتحف، الذي يتكون من ستة مخازن متصلة، بمفهوم جديد. تقول روبل عنها: «تعلقت بها قلوبنا لأنها تشاركنا إدراك المغزى بأن الأمر كله يتعلق بالفن. انقضت مدة ستة أشهر منذ أن بدأنا، ولم نتطرق بعد إلى الحديث عن التصميم الخارجي.» هذا لا يعني أن سيلدورف لم تكن تفكر في ذلك: فالمهندسة المعمارية، المقيمة في نيويورك، حولت عشرة أرصفة أسمنتية، لتحميل البضاعة وتنزيلها، إلى حديقة وارفة ذات طابع محلي، اجتذبت عددًا غير قليل من الطيور، بحسب روبل.
أما فيما يتعلق بالمؤسسات التي لحقت بركب مسيرتها وترتكز على وجود جامع منفرد لأعمال فنية، فتقول روبل: «كلما ازداد العدد، ازدادت المتعة.»