في ظل إغلاق العالم ومكوثنا في غرف معيشتنا ريثما ينحسر البلاء الفتاك فيروس كورونا، وكأننا عالقون في فيلم خيال علمي سيئ، سألت مجلة Robb Report بعض الفنانين المعاصرين الأكثر إقناعًا ووجودا على الساحة اليوم عن رأيهم في هذه الأوقات العصيبة غير المسبوقة. عبّر بعض الفنانين على نحو مؤلم عن الخوف والقلق الوجوديين اللذين أصبحا حالة وجدانية شبه عالمية، بينما وجد بعضهم الآخر جمالاً في الطبيعة، أو متعة في إدامة التواصل من مسافة بعيدة، أو لفتة إنسانية في فعل الإبداع البسيط والمؤثر.
راشد جونسون Rashid Johnson
لوحة Red Crowd لعام 2020
«يشكل هذا العمل امتدادًا لمجموعتي Anxious Men. إن هذا زمن يتطلب أن نتحلى بالمسؤولية وأن نكون عطوفين بعضنا تجاه بعض.»
آفري سينغر Avery Singer
لوحة Robespierre لعام 2020
«بدأت، قبل الحجر الصحي، في رسم وجه ماكسيمليان دي روبسبيير. لأن وجهه ذو بثور وشاحب، فهو يذكّر دون قصد بالآثار الجسدية لتاريخ تفشي الأمراض في المجتمع على مدى قرون.»
ميكا تاجيما Mika Tajima
«نحاول أن نتخيل طرقًا جديدة للتواصل وأن نكون منتجين في زمن عزلة وأزمة. لقد تغيرت مفاهيم الإنتاجية والإفادة على نحو جذري. بعد أن تحولت إلى بيئة عمل بعيدة حيث أقضي معظم الوقت أعمل وحدي، فإني أشحذ أفكاري، وأرسي قنوات اتصال جديدة، وأوسّع من مسار بحثي وأفكر في أشكال جديدة. في هذه الصورة، أستخدم Are.na، وهي أداة تنظيم بصرية مذهلة مصدرها الشبكة الإلكترونية، يستخدمها المحترف الخاص بي لاستحداث مجموعات من صور مرجعية ومعلومات بينما نقدح أذهاننا لاستثارة أفكار بشأن أعمال جديدة تتعلق بتكليف مرتقب دائم يخص مزار Dazaifu Tenmangu Shinto في اليابان. إنني وجميع المساعدين في المحترف نتشارك هذا الآن أكثر من أي وقت مضى، وندون ملاحظات وتفاصيل متعلقة بكل كتلة، ونقترب من الانتهاء من تجسيد مشروع مع كل تحميل جديد. إنه نوع جديد من المزج الذهني».
ألكسيس روكمان Alexis Rockman
لوحة Titanic لعام 2020-2019
«سوف يُشاد بمجتمعات بأكملها ويُحتفى بها بعد انتهاء هذه الجائحة، بينما كثيرون آخرون لن ينالهم شيء. تُعد مأساة تايتانك واحدة من أكثر الأحداث شهرة وبروزًا في تاريخ البشرية، في ظل وجود ما لا يقل عن 41 فيلمًا ومسلسلا تلفزيونيا مخصّصا عنها أو ينوّه بها.»
نيكولاس بارتي Nicolas Party
لوحة Portrait with One Butterfly لعام 2019
«هل تلك هي فراشة الموسم الأولى التي رأيتها من فوري عبر نافذتي؟ في كل عام بين منتصف شهر مايو أيار وأواخر شهر يونيو حزيران، يصل فيض من ملايين الفراشات إلى نيويورك.»
إميل لوكاس Emil Lukas
لوحة One of two Worlds لعام 2020
«إن أعمالي الجديدة المشغولة من الخيوط مضغوطة وتشي بمقارنة. إنها تقارن عالَمًا بآخر، أو تحكي قصة بعينها. أشعر حاليًا أن أحداث الإنسانية تتقلص لتختصر في فكر جماعي.»
جينا بيفرز Gina Beavers
صورة Painting a Franz Kline on my lips لعام 2020
«فنانة تطبق التباعد الاجتماعي في المنزل، حيث ترسم عملاً للفنان فرانز كلاين من متحف الفن الحديث على شفتيها. إنها تواظب على التواصل مع جيل أقدم، تتذكر تجارب في مؤسّسة باتت الآن مغلقة. إنها تحاول أن تظل مبدعة، باستخدام أي أدوات متاحة، حيث توثق اللحظة لعرضها على الشاشة.»
بياتريز ميليازس
Beatriz Milhazes
رسالة شهر مارس 2020
شكرًا لكم
شكرًا لجميع العاملين في مجال الصحة الذين كانوا، في هذه اللحظة المؤلمة، وما زالوا يكافحون بشجاعة جائحة فيروس كورونا في بؤرة تفشيها.
شكرًا لجميع العاملين في المتاجر، والصيدليات، والمصارف، وخدمات التوصيل، والخدمات العامة، ولآخرين مشاركين في أنشطة غير مرئية لكنها أساسية.
ما زلنا محتجزين في منازلنا نعيد تنظيم شؤوننا المعتادة، نواجه مجموعة متباينة من المشاعر الوجودية من خوف، وفقدان، وهموم، وآمال.
ما زال هؤلاء العمال في جميع أنحاء العالم يقدمون لنا يد العون لكي نتغلب على هذه الأوقات العصيبة بمزيد من التفاؤل والأخوة والسلام.
لم يستطيعوا البقاء في منازلهم. نحن بحاجة إلى أن ندعمهم، أيضًا.
شكرًا
لو زاودونغ Liu Xiaodong
لوحة من غير عنوان لعام 2020
«في الثامن والعشرين من شهر يناير كانون الثاني، بعد أيام قليلة من تفشي الوباء في الصين، سافرت بالطائرة إلى مدينة نيويورك، ثم توجهت إلى بلدة إيغل باس الصغيرة، في ولاية تكساس. كان مفوض الشرطة توم في انتظاري هناك. قبل عام، أخبرته أنني أود أن أرسمه مع عائلته ونوابه، ولم يشعر بخوف كوني قادما من الصين. كان مفوض الشرطة على دراية بأن الصين هي بؤرة الوباء الرئيسة لفيروس كورونا، لكنه مع ذلك استقبلني مرحبًا. في عام 2003، في أثناء تفشي وباء سارس، كنت في الصين. كان الجو ساكنًا، وكانت المدن فارغة. رسمت مجموعة «Three Gorges». هذا العام يكتسح فيروس كورونا المستجد جميع أنحاء العالم. إنه الموقف نفسه، ولأنه سبق أن قطعت عهدًا بالالتزام قبل عام مضى، فقد غادرت الصين ورسمت توم وأصدقاءه وعائلته في أمريكا. بعد سبعة عشر عامًا، لا يزال هناك وباءان كبيران يمثلان أمامي مثل أخوين توأمين. يبدو وكأن الوقت بينهما قد تلاشى. إنه من الصعب التمييز بينهما على الفور.»
آرلين شيكيت Arlene Shechet
لوحة Mandala لعام 2020
«عندما شاهدت صورًا للفيروس، أدهشني جماله الذي يعكس تهديدًا، أردت أن أواجه ذلك بشيء جميل آخر من العالم الطبيعي الذي يحاكي، عندي، الكون. إنها رسم يعزز الحياة والإدراك المعرفي على نحو يرتقي بهما إلى أعلى الدرجات. إن الطبيعة تعطي وتأخذ. كل الأشياء توجد بوصفها جزءًا من دورة طبيعية، والتوافق مع هذا هو طريقنا الوحيد.»
غييرمو كويتكا Guillermo Kuitca
لوحة Oblivion لعام 2006
«العنصر المعبر عنه هنا هو سير ناقل للأمتعة رُسم بأسلوب واقعي لاستحداث علاقة متضادة بين التقارب والتباعد. يشهد السير الفارغ على غياب ما. قد يشعر المشاهد أن هذا خواء أبدي. الأمر متروك للمشاهدين لملء هذا السير الناقل بأمانيهم وأفكارهم الخاصة. يُعد مسار الأمتعة الدوار، عندي، رمزا للخوف والقلق. إنها الفكرة في أداء فعل الانتظار علنًا مع توقع قدوم شيء ما. أراها آلات لا تنام وعلى الرغم من أنها لا تحمل أمتعة لا تنفك تواصل الدوران.»
ريتشارد تاتل Richard Tuttle
لوحة Green XVIII لعام 2020
عندما نفكر في حقبة نيويورك الهولندية المتقدمة، لا نفكر في الصعوبات المضنية التي كابدتها. ربما بعضها لكن ليس كلها. لكن إذا فعلنا فقد ننجو. أراد العم فيليب مني أن أتخلى عن أفكاري المجنونة وأن أعيش حياة جميلة. لقد أراد لي النجاة.
أوديلي دونالد أوديتا Odili Donald Odita
لوحة من غير عنوان لعام 2020
«يمثل الرسم انقطاعًا في الاستمرارية. أريد أن ينقل هذا الرسم كيف يبدو الأمر إن حدث توقف في التدفق أو انقطاع خلال عملية ما. إن هذه اللحظة هي الومضة التي توجد دون زمن. يمكن أن تستمر لمدة ثانية وكذلك، في مثل هذه الحالة، لأيام وشهور.
لقد جرى تأجيل معرضي الفني بسبب جائحة فيروس كورونا. هذا القرار، الخاص بي، يحترم كلاً من التهديد غير المسبوق لعصرنا، وما أبذل من وقت وطاقة في تجهيز البنية الجديدة للوحاتي.
في النهاية، الأمر بكامله متعلق بالجمهور. أدرك ما كنت سأفقده دون ذلك، تلك الطاقة الخاصة الموجودة في الحوار بين الفنان وجمهوره، التي تصبح حقيقة مُدْرَكَة في حاضر قريب.»
إلينور كاروتشي Elinor Carucci
صورة Happy to have Eden back at home, Corona days لعام 2020
«في الأوقات التي لا يُعدّ أي شيء فيها أمرًا مسلمًا به، يصبح للمحبة والمودة التي نكنّها لعائلتنا وأحبائنا معنى أبلغ من ذلك بكثير. بينما لا نستطيع لمس أصدقائنا، تصبح هذه القبلة لابني ثمينة جدًا، وذات مغزى كبير. إنها قبلة له لكنها بطريقة ما هي أيضًا جميع القبلات التي أريد أن أمنحها للعالم، العالم الذي لا يمكنني لمسه الآن».
بات ستير Pat Steir
من: بات ستير
التاريخ: 20 مارس آذار 2020، الساعة 5:17:34 مساء بتوقيت الساحل الشرقي
الفن والشعر سجل لكل الحياة الماضية والقادمة.
هذا ما نتركه وراءنا، وهو ما ينقب عنه علماء الأنثروبولوجيا للكشف عن الماضي.
الفن والشعر هما في النهاية كل ما لدينا كي نظهر أننا كنا هنا ومن نحن بوصفنا مجتمعًا.
واصلوا إبداع الفن وكتابة الشعر، إنهما حقًا التعبير الذي يرصد أنفسنا وثقافتنا، إنهما ما نتركه للمستقبل.
أعتقد في هذا حقًا.
لذلك فإن الصور التي أرسلها إليكم هي تلك الموجودة في بصيرتكم.
أقتبس من صديقتي الشاعرة آن والدمان...
«اجعلوا العالم آمنًا للشعر» (وللفن)
مودتي،
بات ستير
مرسل من جهاز الآيفون الخاص بي.
