بعد أن سيطرت مرسيدس على سباقات DTM في تسعينيات القرن الماضي، قررت أن تحوّل جهدها الرياضي نحو سباقات الفورمولا 1 من خلال توفير المحركات لفريق ماكلارين والخوض في سباقات GT، أو ما يُعرف بسباقات التحمل مع سيارة تحمل بعض سمات التصميم التقليدية لمرسيدس. 

كان أبرز هذه السمات شبكة التهوية الشهيرة والمصابيح الأمامية الأربعة التي كانت تحاكي تصميم الجيل الثالث من طراز E Class ولكن ضمن أبعاد وتركيبة هندسية تتطابق مع متطلبات الفئة GT من سباقات التحمل، وذلك بهدف ابتكار رابط بين سيارات الطريق التي تُنتجها الشركة وسيارات السباق المثيرة، ولو على صعيد الشكل فحسب.

وهكذا ولدت Mercedes CLK GTR التي نتحدث عنها هنا، والتي أنتجت منها الشركة 28 نموذجًا فقط تلبيةً لقوانين الاتحاد الدولي التي تفرض توفير 25 نسخة مخصّصة للطرقات من السيارة التي ستشارك في السباقات. ولكن رغم أنّ قوانين الاتحاد الدولي لم تحدد ما إذا كان ينبغي للسيارات التي ستُنتج بهدف تصنيف سيارة السباق ضمن الفئة GT أن تكون مكشوفة السقف أم لا، إلا أنّ مرسيدس قررت إنتاج ست نسخ مكشوفة ضمن فئة Roadster. 

التنافس ضمن مزاد RM Sothby’s  

خلال مزاد علني نظمته دار آر إم سوذبيز على هامش سباق جائزة لاس فيغاس الكبرى لسباقات الفورمولا 1، تنافست نسختان على أعلى سعر، لتأتي النتيجة النهائية بأن بيعت إحدى النسخ المكشوفة بسعرٍ بلغ حوالي 38 مليون ريال سعودي، وهي النسخة التي يحمل هيكلها الرقم 000034، والتي جرت قيادتها منذ أن سُلمت لمالكها الأول حتى اليوم لمسافة لا تزيد على 168 كيلومترًا، علمًا أنها كانت قد استوردت من ألمانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

في المقابل، لم تتمكن نسخة الكوبيه ذات السقف المعدني الثابت من الوصول إلى السعر الأدنى الذي وُضع من قبل المالك، والذي كان يراوح بين 29 مليون و33 مليون ريال سعودي، علمًا أنّ عداد قياس المسافات فيها يشير إلى أنها اجتازت 7015 كيلومترًا، ولكنها خضعت لعملية صيانة بكلفة 261 ألف ريال سعودي من قبل مؤسسة DK Engineering ذات الباع الطويل في مجال استعادة السيارات الكلاسيكية الفاخرة.

Mercedes GTR CLK

المواصفات الهندسية والميكانيكية

لم تحمل CLK GTR من السيارة التي ورثت منها تصميم مقدمتها سوى الاسم وشكل المقدمة، إذ إنها قامت على هيكل من الألمنيوم على شكل قرص عسل، مثبّت بألواح من ألياف الكربون للحصول على بنية أحادية حقيقية. وجرى تجهيز هذا الهيكل، وتحديدًا في قسمه الأوسط خلف مقصورة القيادة، بالمحرك الذي كان يُستخدم في طرازي S و SL والذي يتألف من 12 أسطوانة سعة 6.9 لتر، ولكن بعد إخضاعه لتعديلات رفعت قوته إلى 622 حصانًا وقوة عزم دورانه إلى 730 نيوتن متر، الأمر الذي وفر للسيارة القدرة على الانطلاق من الثبات إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 4 ثوان فقط، مع تحقيق سرعة قصوى تبلغ 330 كيلومترًا في الساعة.