قد تتصدّر الأعالي الجبلية قائمة مقاصد السفر التي تنشدونها شتاء، لا سيّما إن كنتم من هواة المغامرات على المنحدرات الثلجية. لكنكم قد لا ترغبون أيضًا في تفويت فرصة الانعتاق إلى فضاءات الأنس في وجهات لا يرتحل عنها دفء الشمس حتى في موسم البرد. نصطفي لكم في ما يأتي أربع ملكيات فندقية مثالية لاختبار تجربة الشتاء المؤنس التي تعد بها دولة الإمارات العربية المتحدة.
منتجع رافلز النخلة دبي
Raffles The Palm Dubai
ينبسط المنتجع فوق جزيرة نخلة جميرا الاصطناعية في دبي على مساحة مائة ألف متر مربع، مستدرجًا ألق البحر إلى رحاب عمارته البديعة التي تتوّجها خمس قباب يتكامل بها الطابع العمراني المهيب لهذه الملكية المصممة على نسق قصور أوروبا في القرن الثامن عشر.
وإذا كانت واجهة الفندق الخارجية تحمل بشائر إقامة تستلهم عيش الملوك والسلاطين في الأزمنة الغابرة، فإن ما يكرّس هذه الإيحاءات تستحضره عبر المساحات الداخلية عناصر التصميم الباذخ الذي يزاوج بين نقوش مصقولة يدوياً بأوراق الذهب، وأعمدة عملاقة صاغتها أنامل الحرفيين من رخام روزا بورتوغالو البرتغالي، وستائر بديعة الزخارف حيكت من الحرير الدمشقي، و6,400 ثريّا يتراقص ضياؤها البلوري فوق الأرضيات الرخامية والمرايا الوفيرة.
تتجلى معاني الفخامة الملكية أيضًا خلف أبواب فسحات الإقامة الموزّعة على ما مجموعه 381 حجرة وجناحًا فاخرًا وثماني فيلات مشرعة على الأفق البحري. فعلى امتداد هذه الفسحات تتناغم المواد التي تحتفي بالحرف الأوروبية الأصيلة في قطع أثاث فاخر تزهو بلوحة ألوان مستوحاة من المعادن النفيسة والأحجار الكريمة.
أما ذروة الترف، فيختبرها الضيوف في الجناح الرئاسي الممتد على مساحة 330 مترًا مربعًا تحتضن حجرتي نوم وغرفة معيشة بأثاث يدوي الصنع من فرانشيسكو مولون، وشرفة خارجية بإطلالة آسرة على الأفق، أو في الجناح الملكي الذي تزيّن مظاهر الترف والبذخ مساحته البالغة 950 مترًا مربعًا تشغلها ثلاث حجرات للنوم، ومجلس فسيح، ومكتب لإنجاز الأعمال، وشرفة مجهّزة بحوض جاكوزي.
Paul Thuysbaert
تعكس المؤثرات التصميمية في جناح Signature Suite Ocean معالم فخامة باذخة تبشر بإقامة مترفة.
أما لأولئك الذين ينشدون أعلى مستويات العزلة والخصوصية، فيخصهم المنتجع بمجموعة من الفيلات الملكية والإمبراطورية التي يتكامل كل منها مع حوض سباحة خاص أقيم في الحديقة أو فوق السطح، وناد صحي خاص مجهّز بحمام تقليدي.
على أن المنتجع يتيح لزوّاره كافة، بغض النظر عن فسحة الإقامة المختارة، الانغماس في طقوس ملكية للرفاه الصحي مسرحها نادي Cinq Mondes Spa الذي يوفّر تجارب مبتكرة تُصمم على قياس الاحتياجات الفردية بإيحاء من ثقافات عالمية مختلفة، وعلاجات ثورية ترتكز إلى أحدث التطورات التقنية.
هذا الترف الذي يخاطب الحواس يحضر أيضًا في مطاعم المنتجع التي تعد بتجارب تسمو بالذائقة، لا سيّما إذا ما كان خياركم مطعم Matagi الياباني الذي يزاوج بين الأصالة والحداثة، أو مطعم Piatti By The Beach الذي يرتحل بضيوفه إلى عالم أمالفي الإيطالي، أو حتى مجلس Sola Jazz المثالي لهواة موسيقى الجاز.
وبالرغم من أن التجارب التي تعد بها مرافق المنتجع كلها تُنبئ بتجربة إقامة ماتعة حقيقة، إلا أن ما يزيد في تمايز هذه التجربة ويرقى بها هو الخدمات رفيعة المستوى التي فُصّلت على قياس النخبة. فكل زائر يستفيد من خدمة وصيف شخصي تتوثّق بها معاني الضيافة الملكية. الكل هنا ملك على عرشه.
Paul Thuysbaert
حوض السباحة الداخلي الذي يكمّل مرافق نادي Cinq Mondes Spa الصحي.
منتجع ذي أوبيروي الشاطئي، الزوراء
The Oberoi Beach Resort, Al Zorah
بالرغم من أن المنتجع لا يبعد سوى مسافة رحلة قصيرة بالسيارة من دبي، إلا أن موقعه في عجمان في رحاب محمية الزوراء البيئية، التي تمتدّ على مساحة مليون متر مربع وتتميّز بتنوّعها الحيوي، يجعله واحة مثالية للانعتاق من صخب عالم الأعمال إلى أنس الطبيعة.
فالمنتجع يتمدد في جوار شواطئ رملية بيضاء وبحيرات تستوطن ضفافها غابات أشجار القرم، مبددًا الحدود الفاصلة بين الطبيعة وعمارته التي ابتكر معالمها الإيطالي بييرو ليسوني في هيئة أبنية مستقلة تربط بينها ممرات ومجار مائية، وتتوزّع في رحابها مجموعة من 89 غرفة وجناحًا فاخرًا وفيلا رحبة، تزاوج كلها بين تصميم عصري أنيق ولوحة ألوان تستلهم الأفق البحري الذي تنفتح عليه الشرفات الفسيحة.
يتمدد المنتجع في جوار شواطئ رملية بيضاء وبحيرات تستوطن ضفافها غابات أشجار القرم، مبددًا الحدود الفاصلة بين الطبيعة وعمارته.
فيما تستسلم الحواس هنا لمتعة استرخاء تنضبط على إيقاع الموج وسكينة الطبيعة، تستأنس النفوس بأسباب الرفاه التي يتيحها نادي The Oberoi Spa إذ يوفّر لمريديه فرصة اختبار تجارب علاجية تُصمم حسب الاحتياجات الشخصية وتشمل جلسات التدليك المطوّلة، وطقوس الحمام التقليدي، والعلاجات المتطورة بالأحجار البركانية الساخنة والصحون الرنانة.
لكن المنتجع يزخر أيضًا بالتجارب المثالية لهواة المغامرات الرياضية، بداية من ركوب الدراجات، والجدف بقوارب الكاياك والغوص والتزلج المائي، وليس انتهاءً بجولات الغولف على أرض ملعب يحتضن 18 حفرة ويحمل توقيع شركة نيكلاوس للتصاميم.
لا تفوّتوا أيضًا اختبار المذاقات المتفرّدة للأطايب المتنوعة التي تُقدّم في مطاعم المنتجع الثلاثة، وفي طليعتها مطعم Vinesse الذي يبدو طافيًا فوق صفحة المياه.
يحتضن المنتجع 89 غرفة وجناحًا فاخرًا وفيلا رحبة، تزاوج كلها بين تصميم عصري أنيق ولوحة ألوان تستلهم الأفق البحري.
منتجع قصر السراب الصحراوي من أنانتارا – أبو ظبي
Qasr Al Sarab Desert Resort by Anantara
أولئك الذين ينشدون أقصى درجات العزلة والخصوصية قد يجدون ضالتهم في خفاء الكثبان الرملية لصحراء ليوا في الربع الخالي، هناك حيث تنبسط مرافق منتجع قصر السراب على هيئة قلعة تاريخية تتلاحم فيها معاني الضيافة الفاخرة والتقاليد العربية الأصيلة.
Paul Thuysbaert
ينبسط المنتجع في قلب صحراء ليوا على نسق قلعة تاريخية كل تفصيل فيها يستحضر معاني الضيافة الفاخرة والتقاليد العربية الأصيلة.
في هذه الواحة التي تتباهى بأنس الصحراء وسكينتها، تتوزّع فسحات الإقامة على 140 حجرة، و14 جناحًا فاخرًا، و52 فيلا ألحقت بها أحواض سباحة خاصة، وكلها تزهو بمؤثرات تصميمية على الطراز الإسلامي الحديث وتحف وقطع أثرية تستحضر إرث الإماراتيين الأوائل. يمكنكم أيضًا اختبار نفحات من هذا الإرث في مخيّم الفلج، الذي يندرج ضمن مطاعم المنتجع، ويعد بتجربة عشاء متفرّدة على ضوء النجوم المتلألئة في سماء الصحراء.
بالإضافة إلى الرحلات التي تُنظم إلى المحمية الطبيعية المجاورة حيث تهيم حيوانات المها وغزلان الصحراء، يتيح قصر السراب تجارب وفيرة للانغماس في الحياة البدوية الأصيلة، بداية من الجولات الاستكشافية في الصحراء برفقة مرشد محلي يثري معارفكم بحكايات قبلية، أو عبور الصحراء على ظهور الجمال ساعة الغروب، وليس انتهاء بتعلم الرماية والمشاركة في عروض الصقور وكلاب الصيد، ومراقبة النجوم من فوق كثب رملي مرتفع على ما كان يفعل علماء الفلك خلال العصر الذهبي للدولة الإسلامية، ليتكرّس قصر السراب بذلك مقصدًا يتقن الجمع بين أنس الطبيعة، ومعاني الضيافة الفاخرة، والإرث الثقافي.
Paul Thuysbaert
يضم قصر السراب 52 فيلا ألحقت بها أحواض سباحة خاصة، وكلها تزهو بمؤثرات تصميمية على الطراز الإسلامي الحديث.
الريتز-كارلتون رأس الخيمة، شاطئ الحمرا
The Ritz-Carlton Ras Al Khaimah Al Hamra Beach
استُحدثت أخيرًا في الفندق فيلا الشمال التي تمتد على مساحة 193 مترًا مربعًا تكملها شرفة خارجية تطل على البحر.
تشكل هذه الواحة، المنبسطة على ضفاف الخليج العربي، واحدة من الملكيات الفندقية الأشد فخامة والأعلى تمايزًا في إمارة رأس الخيمة. فالفندق الذي يكرّس معاني الضيافة الراقية التي ترتبط باسم علامة الريتز – كارلتون، يعد مريديه بتجربة إقامة تجمع بين متعة الاستجمام التي تتيحها الجزر القصية عادة، والانغماس في جماليات الطبيعة الصحراوية، واستكشاف التراث المحلي.
تشمل الأنشطة المتاحة في المنتجع تعلم مهارات الرماية.
هذا ما تعد به أنشطة وفيرة تتجاوز مباهج الرياضات المائية، مثل الجدف بقوارب الكاياك والغوص وصيد الأسماك، إلى الرحلات البحرية على متن قارب أسد البحر، إلى زيارة محمية الوادي الطبيعية، وتعلم مهارات الرماية على طريقة البدو فوق شاطئ رملي خاص، والانطلاق في رحلات استكشافية إلى أبرز معالم الإمارة، بما في ذلك قرية الحمرا الشهيرة ببيوتها العتيقة المهجورة، وقلعة ضاية الأثرية، والمتحف الوطني، ومزرعة اللؤلؤ.
يتيح لكم المنتجع تخصيص تجارب الطعام في أي موقع من اختياركم.
في أعقاب هذه الجولات الماتعة، تعودون أدراجكم إلى عزلة 32 فيلا تزاوج بين الفخامة العصرية واللمسات التراثية فيما تتناغم مع محيطها الطبيعي وتتكامل مع حوض سباحة خاص، وشرفة خارجية رحبة، ووصول مباشر إلى الشاطئ.
أما في ما يخص تجارب الطعام، المستلهمة بمعظمها من العالم البحري، فيتيح لكم الفندق اختبارها في مطعمي Shore House وBeach Deck، أو تخصيصها في وجهات من اختياركم.
مزيج من الفخامة العصرية واللمسات التراثية يغلب على المساحات الداخلية للفيلات.
كما يتمايز الفندق بناديه الصحي الذي تستلهم أجواؤه سكينة مياه الخليج العربي فيما تستدرج الحواس إلى الانغماس في علاجات مستوحاة من الطقوس المحلية، مسرحها أجنحة خاصة أقيمت عند الشاطئ وتُستخدم فيها مكوّنات مثل الأزهار والتوابل وغيرها من خيرات الطبيعة.